تم أمس الأحد بقصر الثقافة بأصيلة تنظيم حفل ساهر للفنان والشاعر ماريو لوسيو سوسا من الرأس الأخضر، وذلك في إطار الدورة الأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي (29 يونيو- 20 يوليوز الجاري). وقدم مايو لوسيو المتحدر من أم من الرأس الأخضر ومن أب برتغالي، ، معزوفات على قيثارته ، وأدى أغان من شعره ومن شعر السنغالي أمادو لامين سال ، الحائز جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي لهذه السنة ، وذلك بحضوره. وأنشد ماريو لوسيو سوسا، الدي كان مرفوقا بعازفين على الإيقاع، للحب والحنين وللأم وللنهضة الأفريقية مرتجلا كلمات عن ظروف ولادة كل قصيدة وكل لحن ما حاز الإعجاب وانتزع تصفيقات الجمهور الذي شاركه تريد لازمة كل أغنية. ويضفي ماريو لوسيو ، الكاتب والمفكر والمؤلف المسرحي، على أغعماله الفنية المحلية التقليدية بصمة حداثية واصيلة ، كما يتبدى في ألبوماته التسعة التي صدرت على التوالي منذ سنة 1995. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء قال الفنان ماريو لوسيا سوسا إن كل ما هو حديث هو كلاسيكي وإلا لن نوجد بعد أيام وبعض أعمالي أو جلها لن توجد بعد عشرين سنة، والتقليد يصبح كلاسيكيا بمجرد ما يصمد للسوق ولضغط الزمن. واضاف أنه شارك في أحد دورات موسم أصيلة الثقافي الدولي ، بصفته مفكرا، قبل حوالي عشر سنوات حين كانت البرتغال ضيف شرف ، مشيرا إلى أنه من الصعب الحفاظ على حدث ثقافي من هذا الحجم لأربعين سنة وبالأخص في أفريقيا بسبب التغيرات المتلاحقة. وأبرز أن الصدق مع الذات هي الميزة الأساسية لأعماله الفنية ، إد أنه يصعد إلى المنصة دون أن يكون على علم بما سيقدمه للجمهور وهو بالتالي يتقبل كل رد فعل منه سواء كان إيجابيا أو سلبيا بالابتهاج أو بإصلاح العيوب، مضيفا أنه لا يشعر بارتباك أو خوف، وهذا ليس أمرا فطريا بل إنه يكتسب بالمران والتجربة والعمل|. وعن العمل الفني الذي قدمه في أصيلة، أوضح أنه بدأ بغناء الناي بالصوت ، ثم قدم أغنية صغيرة مرتجلة ذات نفس روحاني، ثم أغنية عبارة عن رحلة إلى السنغال (كازامانس) ومالي وكوت ديفوار وغينيا الاستوائية وغامبيا والرأس الأخضر أو "مار أزول" (البحر الأزرق)، وأغنية "تابانكامور" التي تروق لأطفال بلاده بالخصوص، وأغنيتين للقارة أإحداهما بعنوان "ماما أفريكا"، وأغنية مهداة إلى أمه تحمل اسمها "زيت". وخلص الفنان إلى أن كل الناس الذين التقاهم في أصيلة انبهروا ، وخاصة منهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة حاوروه خلال هذا الموسم الذي بلغ عمره الأربعين، وقد تعودوا على رؤية الآخرين واحترامهم، مؤكدا أن "الناس في أصيلة مضيافون ومنخرطون ". وكان ماريو لوسيو عضوا في البرلمان ما بين 1996 و2001، وشغل في وقت سابق منصب وزير الثقافة والفنون في بلاده ما بين 2011 و2016. ويعد ماريو لوسيو الذي كان مفوضا للمستشار الثقافي للمعرض - 92 ومؤلفا لمشروع "كابي فردي ميوزيك" للمعارض - 92 (إشبيلية) و98 (لشبونة)، سفيرا الرأس الأخضر الثقافي.