سُلمت، أمس الأحد 1 يوليوز الجاري، بمنتدى أصيلة الدولي في دورته الأربعين، جائزة "تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي" للشاعر السينغالي "أمادو لامين صال". وتُمنح جائزة "تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي"، التي يتقدم إليها الأفراد وترشح لها الهيئات والاتحادات، من طرف المنتدى الثقافي العربي –الإفريقي اللاتينو- أمريكي (منتدى أصيلة). وتتشكل لجنة تحكيم الجائزة، فضلا عن رئيسها ماريو لوسيو سوسا من الرأس الأخضر، والشاعر المهدي أخريف من أصيلة، ومامادو با ورافائيل نداي من السنغال ، ومانو ميلو من البرازيل، وفانيسا رودريغز من البرتغال، ومحمد بن عيسى . وتمنح هذه الجائزة كل ثلاث سنوات لصاحب موهبة واعدة أثبت حضوره المتميز، بما نشره من إنتاج ينطوي على قيمة فنية عالية، ويسهم في تعميق الوعي بالشعر واهميته في الحياة. واستهل حفل تسليم الجائزة، بزيارة جماعية لحديقة تحمل إسم "تشيكايا أوتامسي" والتي أقيم فيها نصب حجري نقشت عليه إحدى قصائد الراحل، وكان الشاعر الكونغولي الراحل يرتادها خلال زياراته لأصيلة، التي اكتشفها سنة 1981 بمناسبة تأسيس المنتدى الثقافي العربي الأفريقي ، وحرص على زيارتها إلى غاية وفاته سنة 1989. وعرفت هذه المناسبة، حضور جان كلود - فيليكس تشيكايا ، عالم الاجتماع وعلم النفس والكاتب الصحفي ب"هافينغتون بوست"، الذي ألقى كلمة في حق عمه تشيكايا أوتامسي، الشاعر والكاتب الذي أحب أصيلة وظل وفيا لها، مذكرا بأن وزير الثقافة المغربي الأسبق محمد بن عيسى كان الوزير الإفريقي الوحيد الذي شارك في مراسم جنازة عمه المقامة على مستوى وطني في بورتنوار (شمال غرب الكونغو برازافيل).
استهل حفل تسليم الجائزة، بزيارة جماعية لحديقة تحمل إسم "تشيكايا أوتامسي" والتي أقيم فيها نصب حجري نقشت عليه إحدى قصائد الراحل وقال محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، إن منح الجائزة لحظة مؤثرة يتم فيها استحضار روح مناضل ثقافي كبير وشاعر فذ ومناضل أفريقي هو تشيكايا أوتامسي، الذي أخلص لأصيلة ونظم قصائد على كراسي حديقة من حدائقها أضحت الآن تحمل إسمه تخليدا لذكراه العطرة. وتحدث رئيس لجنة التحكيم ماريو لوسيو سوسا، من جانبه، عن صعوبة اختيار شاعر للفوز بالجائزة قبل أن يتم الإجماع على شاعر كرسه بلده شاعرا كبيرا هو أمادو لامين صال، مضيفا أن اختيار أعضاء لجنة التحكيم من بلدان مختلفة ينقل للعالم رسالة مفادها بأن أفريقيا ،التي توجد في كل القارات وفي كل كائن إنساني، تزخر بشعراء كبار . وأعرب الشاعر الفائز بالجائزة أمادو لامين سال عن اعتزازه بالحصول على هذه الجائزة المرموقة التي يعدها بمثابة "جائزة نوبل أفريقية" وعن احتفاء أفريقيا بافريقيا ، داعيا إلى أن تفكر أفريقيا بأبنائها وتكرمهم على غرار ما يفعل موسم أصيلة الثقافي الدولي الذي كرس عبر تأسيس الجائزة الاندماج الأفريقي. وأضاف الفائز أن الشاعر الكبير ليوبولد سيدار سنغور، صديق المغرب، علمه خصلتي الصبر والعمل والتواضع ، مشددا على عمق العلاقات التي ربطت الرئيس السنغالي الراحل بالمغرب، ودور المملكة في إشعاع الثقافة الأفريقية. ويعد أمادو لامين صال، المزداد سنة 1951 بكاولاك، أحد كبار الشعراء الأفارقة الفرنكفونيين المعاصرين، وهو مؤسس الدار الإفريقية للشعر الدولي، ورئيس مسار البينيال الدولي للشعر في دكار، والذي فاز سنة 1991 بجائزة إشعار اللغة والآداب الفرنسية التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية، وقام بنشر أنطولوجيات شعرية ترجمت إلى العديد من اللغات، وكتب في أكتوبر 2008 عدة قصائد عن الشاعر الفرنسي آرثور رامبو حين كان مقيما في "دار رامبو" لمدينة شارلفيل - ميزيير . وتشكل قصائد أمادو لامين صال جزءا من برنامج الدراسات الجامعية في العالم، كما أن كتاباته كانت موضوع عدد من أطروحات الدكتوراه. صدرت للشاعر عدة دواوين منها "نعناع الشفق" 1979، و"مثل جبل جليدي يلتهب" 1982، و"المرأة البائسة والتائهة أو المستأجرة من العدم" 1988، و"كاماندالو" 1990، و"لقد أكلت كل ليلة الليل" ، و"اليوم الطويل للعيون" 1994، و"النبي أو القلب بأيدي الخبز" 1997، و"أوديس عارية" 1998، و"عروق برية" 2001، و"قصائد أفريقية للأطفال" 2004، و"لون النشوة" 2005 ، و"في أماكن أخرى" 2008-2009 ، و"حلم بامبو" 2010. وكدا "الأنطولوجيا الجديدة للشعر الزنجي والمالغاشي" ، و"وجهات نظر حول الفرنكفونية" 1991، و"زواج سماوي .. ليوبولد سيدار سنغور" 2004. يذكر ان هذه الجائزة تندرج ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي، التي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتستضيف افريقيا كضيف شرف.