نفذت الملحقة الإدارية 9 التابعة للدائرة الحضرية امغوغة، بطنجة، معززة بفرقة الحرس الترابي "القوات المساعدة" التابعة لها، اليوم السبت، حملة شاملة لتحرير الملك العمومي من الباعة المتجولين "الفراشة" بحي بنكيران، بعدما عادوا لمحاولة احتلاله من جديد في بعض النقاط، خصوصا بالأزقة الضيقة، والدروب المتفرعة عن الشوارع الرئيسية على مستوى شارع حي بنكيران الرئيسي، الزنقة 25، سوق جبالة، وبمحيط إقامة ابن بطوطة، والتي أصبحوا يلجؤون إليها لتفادي دوريات السلطة المحلية المذكورة التي شددت الخناق عليهم بالشوارع الرئيسية. العملية التي قادها القائد رئيس الملحقة الإدارية المعنية "منعم عكا" ، ووصفت بالنوعية والكبيرة، تأتي أياما قليلة بعدما عرفت المنطقة تدشين سوق القرب بحي مغوغة الصغيرة الذي استفاد منه 141 بائعا، وسوق القرب بحي بنكيران الذي استفاد منه 370 بائعا، وترحيل جميع الفراشة والبائعين الجائلين المستفيدين إليه، أسفرت عن إخلاء جميع الازقة المحتلة من طرف هؤلاء الباعة. ورغم المقاومة الشرسة التي لاقتها هذه السلطة من قبل بعض الباعة المتجولين في محاولة يائسة منهم لتحدي أمر الإخلاء، لتثنيها عن إتمام مهمتها بالفضاءات العمومية المستهدفة بالتدخل بغرض إخلائها من محتليها، فإن الصرامة التي استخدمت في إنزال القانون، دفعت بباقي الفراشة إلى الإنسحاب من الشوارع وجميع الأزقة المحتلة، رغم ما شهدته العملية من كر وفر بين أعوان السلطة و"الفراشة" المعنيين بالأمر بين الدروب الصعبة الولوج. وأسفرت العملية التي لاقت استحسانا وارتياحا كبيرا لدى الساكنة المتضررة وعموم المواطنين، عن حجز كمية كبيرة من السلع وعدة طاولات، كانت تستخدم لعرض السلع عليها. وجاءت هذه العلمية، بعد استفادة حوالي 4000 بائعا متجولا من أسواق القرب المحدثة بعاصمة البوغاز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تجسيدا للمشروع الضخم طنجة الكبرى، الرامية إلى هيكلة القطاعات التجارية بالمدينة ومحاربة الهشاشة وتنمية الاقتصاد المحلي، والنهوض بالاقتصاد التضامني، وإدماج التجارة غير المهيكلة ضمن النسيج الاقتصادي، وتحسين الجودة والسلامة الصحية للمنتجات المعروضة للبيع، وتطوير البنية الاقتصادية والتجارية للمدينة، فضلا عن تحسين ظروف اشتغال التجار، وضمان استقرار الباعة المتجولين، واجتثاث البنيات العشوائية، وتحرير الملك العمومي، والارتقاء بجاذبية المشهد الحضري العام، كما سيساهم هذا المشروع، ذو الوقع الاجتماعي القوي، في تعزيز الظروف السوسيو- اقتصادية لآلاف السكان، وكذا إضفاء الدينامية على النشاط الاقتصادي على مستوى المدينة.