في عملية نوعية وبإشراف مباشر من القائد رئيس الملحقة الإدارية 24، التابعة الدائرة الحضرية مرس الخير المجمع الحسني بطنجة، وبماشركة أعوان السلطة المحلية، وعناصر فرق الحرس الترابي "القوات المساعدة" التابعين لها، بوشرت صباح اليوم الاثنين، حملة شاملة لتحرير الملك العمومي من الباعة المتجولين "الفراشة" ، بعدما أصبحوا يحتلون دون سند قانوني الشوارع والأرصفة الآونة المخصصة للراجلين، وما ينتج عن ذلك من اختناق وازدحام مروري كبير، يؤدي إلى عرقلة السير والجولان في أكثر من مكان، ويحدث بها اختلالات عميقة على مستوى النظام والأمن، ويهدد الصحة العامة للمواطنين الذين يقتنون مواد غذائية غير خاضعة للمراقبة، ولا تحمل مواصفات الجودة والسلامة العامة، ما يشكل خطرا حقيقيا على صحة المستهلك، علما أن هذه العملية تدخل أيضا في إطار استكمال مخطط ترحيل ما يقوق 400 بائعا متجولا إلى أسواق القرب المحدثة بحي المرس وحي بني توزين، والتي تدخل كغيرهما الأسواق التي تم افتتاحها مؤخرا ضمن مشاريع المبادرة الوطنية التنمية البشرية التي أشرف عليها وبتعليمات منه والي الجهة جهة طنجةتطوانالحسيمة محمد اليعقوبي. العملية التي وصفت بالكبيرة والتي تأتي أيام قليلة بعد تدشين أسواق القرب لأحياء بئر الشفاء "كورزيانة" والمجمع الحسني، والوردة ببنديبان، وظهر القنفذ وحومة الحداد على مستوى مقاطعة بني مكادة، وترحيل جميع الفراشة والبائعين الجائلين المستفيدين إليه، أسفرت عن إخلاء جميع الشوارع والحياء المحتلة من طرف هؤلاء الباعة وعلى رأسها حي المرس اشناد، حي سيدي ادريس، شارع المملكة العربية السعودية، حي بني سعيد وحي بني توزين. ولقيت السلطة المحلية المعنية بداية الأمر، مقاومة شرسة من قبل بعض الباعة المتجولين في محاولة يائسة منهم لتحدي أمر الإخلاء، لتثنيها عن إتمام مهمتها بالمحاور والفضاءات العمومية المستهدفة بالتدخل بغرض إخلائها من محتليها، غير أن الصرامة التي استخدمت في إنزال القانون، دفعت باقي الباعة المتجولين إلى الانسحاب من الشارع العمومي المحتل من طرفهم، والاستجابة الفورية للأمر الإداري القاضي بإخلاء الأماكن المحتلة المذكورة، خصوصا بعدما تم توقيف أحد الفراشة الرافضين لإنزال القانون وإخلاء الشارع العام، حيث تم تسليمه لمصالح الدائرة الأمنية السادسة رهن إشارة البحث بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة. واعتبرت جهات مهتمة ومتتبعين للشأن المحلي بعاصمة البوغاز، أن تدخل السلطات المحلية للمحقة الإدارية المذكورة اليوم، يمكن اعتباره من بين أهم التدخلات الإيجابية التي طبعت عملية تحرير الملك العمومي بمدينة طنجة مؤخرا، وذلك بسبب شساعة وصعوبة المنطقة التي تضم العديد من الأحياء الهشة والشعبية التي تتميز بكثافتها السكانية المرتفعة، حيث تمكنت هذه السلطات وفي زمن قياسي، من استعادة زمام المبادرة، والقضاء وبشكل نهائي على ظاهرة البيع بالتجوال داخل نفوذها الترابي تنزيلا للمخطط الرامي إلى الجعل من طنجة "مدينة بدون باعة متجولين"، وتسهيل حركة السير والجولان بالشوارع الرئيسة، حيث كان الباعة المتجولون يعرضون سلعهم فوق الأرصفة الآمنة المخصصة للراجلين، محتلين الفضاء العمومي، وذلك دون أن تكون تلك السلع خاضعة للمراقبة الصحية وللضوابط القانونية المعمول بها، كما أن هذه العلمية تأتي بعد استفادة حوالي 4000 بائع متجول من أسواق القرب المحدثة بعاصمة البوغاز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي يقودها جلالة الملك نصره الله وتنزيل مشاريع طنجة الكبرى بدعم من أعلى سلطة في البلاد.