قاد القائد رئيس الملحقة الإدارية 9 التابعة للدائرة الحضرية مغوغة، بطنجة، اليوم الاثنين، وبتنسيق مع الباشا، حملة واسعة لمحاربة الباعة المتجولين "الفراشة" لإخلاء الشوارع والأرصفة الآمنة المخصصة للراجلين وملحقاتها بحي بنكيران من هؤلاء الباعة الذين أصبحوا يحتلونها بشكل سافر دون سند قانوني، محدثين بها فوضى عارمة واختناق مروري كبير، يؤدي إلى عرقلة السير والجولان في أكثر من نقطة، ويحدث بها اختلالات عميقة على مستوى النظافة والأمن والنظام العام. إلى ذلك، فقد لقيت السلطة المحلية المعنية بداية الأمر، مقاومة شرسة من قبل بعض الباعة المتجولين في محاولة يائسة منهم لثنيها عن إتمام مهمتها بالفضاءات العمومية المستهدفة بالتدخل بغرض إخلائها من محتليها، غير أن الصرامة التي استخدمت في إنزال القانون بدعم من عناصر فرقة الحرس الترابي (القوات المساعدة)، دفعت باقي الفراشة إلى الانسحاب من الشوارع العمومية المحتلة، والاستجابة الفورية للأمر الإداري القاضي بإخلاء الأماكن المحتلة المذكورة. هذا، وأسفرت هذه العملية التي لاقت استحسانا وارتياحا كبيرا لدى الساكنة المتضررة خاصة بمنطقة إقامة ابن بطوطة ومدخل حومة الشوك، ولدى عموم المواطنين ومستعملي الطريق، عن حجز العديد من الطاولات التي كانت تعرض عليها السلع (ملابس وأحذية مستعملة، خضر)، والعربات اليدوية والمجرورة، حيث تم إيداعها المحجز الجماعي بمنطقة الزياتن. وحسب ذات المصادر دائما، فإن هذه العملية جاءت تمهيدا لإلحاق الباعة المتجولين المعنيين بسوق القرب بحي بنكيران صباح غد الثلاثاء لبعدما أصبح جاهزا لاستقبال كافة المستفيدين الذين يتجاوز عددهم 370 شخص، ممن استفادوا من أرضيات لممارسة النشاط التجاري بشكل مهيكل داخل هذا الفضاء السوسيو اقتصادي النموذجي الذي أحدث في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمشاريع التنموية للمدينة تجسيدا للبرنامج الضخم "طنجة الكبرى"، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى هيكلة القطاعات التجارية بالمدينة ومحاربة الهشاشة وتنمية الاقتصاد المحلي، كما يروم هذا المشروع، النهوض بالاقتصاد التضامني، وإدماج التجارة غير المهيكلة ضمن النسيج الاقتصادي، وتحسين الجودة والسلامة الصحية للمنتجات المعروضة للبيع، وتطوير البنية الاقتصادية والتجارية للمدينة، فضلا عن تحسين ظروف اشتغال التجار، وضمان استقرار الباعة المتجولين، واجتثاث البنيات العشوائية، وتحرير الملك العمومي، والارتقاء بجاذبية المشهد الحضري العام، كما سيساهم هذا المشروع، ذو الوقع الاجتماعي القوي، في تعزيز الظروف السوسيو- اقتصادية لآلاف السكان، وكذا إضفاء الدينامية على النشاط الاقتصادي على مستوى مدينة طنجة التي تعيش على إيقاع الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، تجسيدا لسياسة القرب التي ما فتئ ينتهجها جلالته منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين من أجل رفاهية عموم المواطنين.