افتتحت مراكز التصويت في الجزائر صباح اليوم في إطار عرض مسرحي آخر يُعرف بالانتخابات الرئاسية "المبكرة". ويتنافس في هذه المسرحية ثلاثة "مرشحين" معروفين أكثر بمهاراتهم في تمثيل أدوار ثانوية، بينما يلعب عبد المجيد تبون دور البطل الذي سيتوج في النهاية، مجسداً "انتخابات" لا تخيب توقعات الجميع. السلطة المستقلة للانتخابات أعلنت أن أكثر من 24 مليون مواطن لهم الحق في الإدلاء بأصواتهم، لكن من المؤكد أن الكثير منهم سيفضلون البقاء في منازلهم، نظراً لأن النتيجة مكتوبة منذ البداية في دفتر المؤسسة العسكرية. عبد المجيد تبون، الذي يبلغ من العمر 78 عاماً، يسير نحو فترة رئاسية ثانية مدعومة من جبهة التحرير الوطني وحركة البناء، وكأن التاريخ يعيد نفسه في بلد كان يفترض أن يتخلص من هذه السيناريوهات بعد رحيل فرنسا. وعلى الرغم من أن تبون وعد بتوفير 450 ألف وظيفة جديدة وزيادة منحة البطالة في تجمّع انتخابي في وهران، إلا أن كثيراً من الشباب قد قرروا أن يكون مستقبلهم بعيداً عن الصناديق الانتخابية، بل بالأحرى عبر "قوارب الموت" التي تنقلهم في رحلة غير شرعية نحو أوروبا. أما المرشحون الآخرون، فقد تباروا في إظهار ولائهم للمؤسسة العسكرية عبر دعم مرتزقة البوليساريو والعداء الواضح للمغرب، وكأن حل مشاكل الجزائر يبدأ وينتهي في الصحراء المغربية. وفي النهاية، يتضح أن من سيفوز في هذه المسرحية ليس الشعب الجزائري، بل الكابرانات الذين لا زالوا يتحكمون في زمام الأمور منذ أن غادرت فرنسا "مقاطعتها" في شمال أفريقيا.