قدم ثلة من الفاعلين والمتدخلين في الشأن الرياضي بمدينة طنجة، صورة قاتمة لهذا المجال، معتبرين أنه بالرغم من التطور الكبير للبنيات الرياضية في المدينة، خاصة فيما يتعلق بإحداث عشرات من ملاعب القرب، إلا أن مجموعة من الاختلالات والنقائص التي تشوب آليات التسيير تعيق تحقيق الأهداف المتوخاة من الممارسة الرياضية. جاء ذلك خلال أشغال ندوة حول موضوع "الشأن الرياضي في طنجة"، نظمتها مساء أمس السبت، مؤسسة طنجة الكبرى للشباب والديمقراطية ومركز الحكامة المحلية والمواطنة، في إطار سلسلة لقاءات "منصات التفكير في قضايا المدينة". وفي هذا الإطار، سجل رئيس عصبة الشمال لكرة القدم، عبد اللطيف العافية، اقتصار المسؤولين في مدينة طنجة، على تهيئة فضاءات رياضية، هي عبارة عن ملاعب للقرب، مخصصة فقط لكرة القدم، كما لو أنها الرياضة الوحيدة الموجودة. وحسب العافية، فإن مدينة طنجة تفتقر إلى ملاعب وقاعات مغطاة مخصصة لرياضات أخرى، التي من شأنها أن تفتح آفاق أوسع في مجال الممارسة الرياضية. مشكلة الخصاص الذي تعرفه مدينة طنجة، في ما يخص الفضاءات الرياضية، يزداد قتامة على مستوى التسيير، بحسب الإطار بوزارة الشباب والرياضة، أحمد أبو كريم، الذي تطرق إلى حالة فوضى تعم الجانب المتعلق بتدبير ملاعب القرب التي يصل عددها إلى 90 فضاء رياضيا في مختلف أحياء المدينة. وأوضح أبو كريم، أن ملاعب القرب في بعض الأحياء، توجد في قبضة من أسماهم ب"الشبيرات"، كما أن هناك جمعيات تحتكر تسيير هذه الملاعب وتجعل فتح أبوابها، خاضع لمعايير لا تمت للشفافية بصلة. وفي نفس الاطار، انتقد عبد اللطيف بولعيش، رئيس نادي اتحاد طنجة للكرة الطائرة، بشدة، الطريقة السائدة في تسيير ملاعب القرب، معتبرا أنها خاضعة لمنطق " باك صاحبي آجي تعشا معيا في العرس"، وحمل السياسيين مسؤولية هذا الاختلال الذي يضرب حق الجميع في تكافؤ الفرص. وحسب بولعيش، فإن "تفويت ملاعب القرب للجمعيات، يجب أن يتم وفق معايير تأخذ بعين الاعتبار الحضور الفعلي للجمعية المستفيدة في الشأن الرياضي، وقدرتها على تمثيل المدينة، مع ضرورة إعمال مبدأ ربط المسؤولية والمحاسبة". ولم يذهب الإعلامي المتابع للشأن الرياضي، رشيد الحذيفي، بعيدا في طرحه عما سبق، إذ اعتبر أن ملاعب القرب في مدينة طنجة، تشكل "نعمة تحمل في طياتها نقمة". وقال الحذيفي في هذا الصدد، أن "ملاعب القرب تحولت عند البعض بمثابة صندوق أسود يستفيدون منها دون أن تستفيد منها الرياضة بشكل فعلي".