عندما يأتي الصيف وتشتد الحرارة، نركض نحو بيوتنا او مكاتبنا أو حتى سياراتنا لاستخدام التكيف الهوائي إلا أن الأمر لا يسلم في كثير من الأحيان من أن نضطر إلى الانتقال فجأة بين مكان بارد للغاية، وآخر على النقيض تماماً من السخونة والرطوبة، ودون مقدمات، مما يجعلنا نعاني من التأثيرات السلبية والأوجاع او مايسمى بأمراض الصيف. عندما ترتفعُ درجات حرارة الطقس والرطوبة بشكلٍ كبير، نتوجة الى المكيف الهوائي ليخلصنا من عنائنا، ولكن التغييرات التي نشعر بها عند الانتقال من الحرارة الى البرودة، قد تسببُ ما يسمى أمراض الصيف كنزلات البرد وغيرها من الأعراض التي تشبه الانفلونزا، بما في ذلك السيلان الأنفي، ومشاكل الجيوب الأنفية، ونزيف الأنف، والتي هي ردُ فعل طبيعي عند الإنتقال من الجو الحار جداً في الخارج الى مكانٍ بارد نتيجة هواء التكيف. كل هذه هي أعراض لردٍ طبيعي على وضع غير طبيعي والذي يشمل الانتقال من درجات حرارة مرتفعة الى منخفضة وبالعكس فارتفاع درجة الحرارة، والتعرض المستمر لتيَّار المكيفات والمراوح، وارتفاع معدلات الرطوبة، كلها عوامل تزيد من معدلاتِ الإصابة بأمراض الصيف، وليس هذا فحسب، بل إن مشكلةَ التلوث تزداد بارتفاع درجة الحرارة، وهذا ما يجعلنا نتنبَّه إلى مواجهة تلك الأخطار الصحية المحتملة.
ويقول الاطباء ان التعرضَ لحرارة الجو المرتفعة ومن ثم الهواء البارد يجعل الجهاز التنفسي يصاب بالإحتقان الذي يؤدي بدوره إلى ازدياد نسبة الاصابات الفيروسية الرئوية والبكتيرية للجهاز التنفسي حيث يشعر المريض بارتفاعٍٍ في درجة الحرارة مع كحةٍ وضيقٍ في التنفس وآلامٍ في الصدر، الأمر الذي يستدعي اجراء أشعة صدرية مع تدخلٍ مبكر للعلاج منعاً لحدوث المضاعفات. وبهدف تقليل الأضرار السلبية أثناء ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة صيفاً يُنصح بتقليلِ الاعتماد على مكيفات الهواء أو تجنب الانتقال المفاجئ من الجو الحار إلى البارد، حيث ان أكثر من 40% من أفراد المجتمع يعانون من أمراض الحساسية في فصل الصيف.