عرفت تجارة المكيفات الهوائية بمدينة البيضاء إنتعاشا كبيراً نظراً لإرتفاع الطلب عليها بسبب ارتفاع درجات الحرارة وخاصة خلال الليل بعدما أصبح العديد من البيضاويين يشتكون من قلة النوم والأرق. وبعيداً عن المنازل نجد العديد من المحلات التجارية والمخادع الهاتفية والمقاهي ومحلات الأكل السريع وغيرها تتنافس في توفير جو منعش لزبنائها خلال الأيام الحارة لأن الزبائن يقبلون على المحلات المكيفة دون غيرها، غير مدركين بأن هذه المكيفات التي تساهم في التلطيف من حرارة الجو قد تكون مصدراً لأمراض كثيرة لاينتبه لها العديد من الأفراد معرضين بذلك أنفسهم وأطفالهم إلى هذا الخطر الكبير الذي قد يتطور إلى أمراض مزمنة في حالة عدم إتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، كالزكام أو إلتهاب فيروسي أو صداع أو حكة في الأنف. كما أن زيادة التعرض لهذه المكيفات يمكن أن يؤدي لنوبات رئوية أو يزيد من حدة المرض للأشخاص الذين يعانون منه. وتشير الأبحاث إلى أن زيادة ردة فعل الجهاز التنفسي وحساسيته مرتبطة بدرجة برودة المكيف وبالقرب المكاني منه وخصوصا في السيارة، لقرب المسافة بين المكيف والشخص الجالس، لأن هواءه يصبح في وضع مواز تماما لمنطقة الصدر. ومن جهة أخرى، فإن هناك تأثيراً مباشراً للمكيفات على العضلات والمفاصل التي قد تصاب بالشد وخصوصا السطحية منها كالركبة والكوع مثلا، والتي لاشيء يغطيها غير الجلد، لذلك تكون حساسيتها أكثر وتحديداً عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية في المفاصل. إضافة إلى أن تكرار التعرض للهواء المكيف بعد فترة من الزمن يمكن أن يتسبب بحدوث إلتهاب المفاصل «الروماتيزم» عند الأشخاص لأول مرة. - وينصح المختصون الشخص المريض والسليم كذلك بألاَّ يتعرض لأجهزة التكييف والعرق ينساب على جسمه، بل يجب تنشيفه أولا ثم ارتداء ملابس داخلية قطنية لإمتصاص العرق وذلك بعد تغيير الملابس المبتلة لأن ذلك قد يعرض للإصابة بآلام روماتيزمية نتيجة تقلصات عضلات الظهر حول العمود الفقري أو عضلات الرقبة أو الكتف أو الأطراف السفلية. كما ينصح بعدم تشغيل الميكفات العادية في المنازل والمكاتب في جو محكم الإغلاق لفترات طويلة، إذ أن نظام هذه المكيفات يعتمد على تدوير الهواء الموجود دون تجديده مما يشكل خطورة على صحة الإنسان تتفاوت بين الإصابة بأمراض حساسية الجهاز التنفسي والتهاب الجيوب الأنفية المزمن وحالات الربو المنتشرة. وينصح بأن لاينام الإنسان في تيار كهربائي مباشرة، وعدم تسليط أجهزة التكييف عليه مباشرة أثناء النوم، لأنه عند تعرض الجسم لتيارات هوائية مباشرة تحدث تقلصات شديدة بالعضلات مما يبسبب آلاما عند الإستيقاظ من النوم. وعدم استخدام أجهزة التكييف العادية في الأماكن التي تحتوي على مقتنيات أثرية ثمينة، كالمخطوطات أو اللوحات المائية والزيتية أو الكتب أو المتاحف، بل يجب أن يتيح نظام التهوية في هذه الأماكن دخول الهواء عبر وحدات الترشيح والتنقية بنسب ترشيح معينة، يختلف تدرجها حسب أهمية المقتنيات الموجودة بهذا المكان وقيمتها الأثرية والتكلفة المطلوبة للحفاظ عليها على المدى الطويل. ويمكن توفير بعض الطاقة بإتباع بعض الإجراءات منها: * تشغيل المكيف بدرجة حرارة أبرد من المعتاد لاتعني تبريداً سريعا بل مزيداً من النفقات. * يفضل إدارة المراوح في المكيف على السرعة البطيئة في حالات الرطوبة الشديدة، لأن المراوح السريعة تزيد من رطوبة الأجواء داخل البيت. * تعرض القسم الخارجي من المكيف إلى أشعة الشمس مباشرة يقلل من كفاءة عمله. * التأكد من نظافة فتلر الهواء مرة في الشهر بحد أدنى وتغييره عند الحاجة مما يقلل من إستهلاك الطاقة. وعليه، فإنه من الواجب أن نتعامل مع هذه الأجهزة بحذر شديد وأن لانستهين بها، كي يمر صيف هذه السنة بسلام.