أفاد مصدر مطلع بمدينة القنيطرة أن أوائل شهر رمضان عرف ازديادا لافتا لعدد المقاهي التي حولت نشاطها إلى ألعاب القمار، موضحاً أن الكثير من المقاهي تحولت إلى هذا النشاط بكل من حي وريدة قرب مسجد إدريس الأول، وقرب مسجد قرب مقر ولاية الغرب الشراردة، فضلاً عن العشرات من المقاهي بحي أسكا، وجل مقاهي شارع المعمورة، وبمنطقة الساكنية التي تضم أكبر تجمع للأحياء الشعبية بالقنيطرة. وقد توصلت التجديد بالعديد من الشكايات المتفرقة من سكان مقاهي القمار، لاسيما من جيرانها، والذين يتخوفون على أبنائهم من ويلات هذا اللعب المحرم، مستنكرين ضرب الأجواء الإيمانية لشهر رمضان بالفسق، وأضاف المصدر السابق أن تنامي ظاهرة مقاهي القمار صار حديث المصلين عقب صلاة التراويح... وتعقيباً على ذلك دعا مصطفى بورعدة مسؤول منطقة حركة التوحيد والإصلاح بالقنيطرة إلى تصدي العلماء والوعاظ والخطباء لهذه الظاهرة التي تفتك يوميا بالعباد والبلاد، طالباً من المجالس العلمية تناول هذه المعضلة، وأخطارها في الخطب والدروس بمساجد المدينة، وإطلاق حملات توعية في الموضوع، كما طالب بتحريك منظومة الرقابة والمتابعة والإجراءات الزجرية. من جانب آخر، دعا الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة الغرب رشيد بلمقصية إلى سحب الرخص من هذه المقاهي، ومتابعة أصحابها إداريا وقضائيا بدل تركهم في منأى عن أي متابعة على حد قوله، وحسب المسؤول الحزبي فإن لوبيات نافذة وراء تنشيط القمار بالمدينة بسبب تضرر مداخيلها بفعل حظر الخمور خلال شهر رمضان الكريم. وقد صنف الموقع الرسمي لليانصيب بالمغرب أن المقاهي تأتي في المرتبة الثالثة بعد محلات بيع التبغ ومخادع الهاتف من حيث بيع أوراق القمار، إذ تحتل الأولى 16 %، والثانية 26 %، والثالثة 19 %، وتليها المحلبات بـ 14 %، ثم المكتبات والورقات بـ 11 %. ففي مدينة الدارالبيضاء تحولت عدة مقاهي إلى حلقات للقمار، وتبتدئ نشاطها بعيد آذان المغرب وإلى وقت متأخر من الليل، وتتفاوت المبالغ المعروضة للربح في ألعاب القمار من البسيط كـ الروندة (20 درهم) إلى الرامي (300 إلى 1000 درهم)، ولمالك القهوة مائدة القمار نسبة مئوية، وتناول كل واحد إما كأس قهوة أو مشروبا غازيا أو عصيرا من عصير الفواكه. وبأكادير فتتركز مقاهي القمار على الخصوص في الأحياء الشعبية كأنزا والخيام والحي الصناعي وتالبرجت واحشاش... وتعد المقاهي الموجودة بحي القصبة وحي الموظفين وحي الخيام أكثر المقاهي ازدحاما برواد القمار، فيما تعمد بعض المقاهي الكبرى بأكادير إلى تخصيص فضاءات ـ تكون في الغالل المطابخ ـ أمكنة للعب القمار بعيداً عن أعين المارة، ولا يسمح بالدخول إليها إلا لأصحاب الأموال والقمارة المعروفين، ومنهم موظفون بارزون بإدارات عمومية ومتصرفون بشركات خاصة ومالكي المقاولات. وفي مدينة قلعة السراغنة يمارس القمار في عدد من المقاهي بشارع محمد الخامس وبوسط المدنية، على أن نشاط القمار يمارس على امتداد شهور السنة، خصوصا قمار التيرسي إلى درجة أنه أصبح يطلق على أحد المقاهي بشارع الإمام مالك مقهى التيرسي لكثرة روادها، ونقل أحد زبناء مقهى للقمار لـ التجديد أن صاحبها سبق أن صرح بأن المقهى تدر عليه 2 إلى 3 ملايين سنتيم يومياً. وتتم عملية القمار بأداء مبلغ مقابل المشاركة بتسجيل 4 أرقام، ومتابعة سباق الخيل عبر تلفاز المقهى لمعرفة النتائج النهائية آنذاك، وتجري عملية السباق بشكل شبه يومي بفرنسا، ويجد الزائر روادها منكبين يومياً على تحليل معطيات الأرقام الموجودة في ورقة المعطيات الخاصة بالخيل التي ستخوض السباق. تجدر الإشارة إلى أن الحكومة تصنف الحساب الخصوصي لمنتجات القمار لوطو ضمن المشاريع ذات الطابع الاجتماعي، وقد ارتفعت مداخيله سنة 2006 إلى 191 مليون درهم، مقارنة بـ 122 مليون سنة .2005