رفع الستار عن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان روح الثقافات بالصويرة    تقدم في التحقيقات: اكتشاف المخرج الرئيسي لنفق التهريب بين المغرب وسبتة    "برلمانيو الأحرار" يترافعون عن الصحراء    فوز صعب ل"الماص" على المحمدية    المنتخب النسوي يفوز وديا على غانا    "ميزانية المواطن".. مبادرة تروم تقريب وتبسيط مالية جهة طنجة للساكنة    لجنة تتفقد المناخ المدرسي ببني ملال    "طلب رشوة" يورط عميد شرطة    حادث سير يصرع شابة في الناظور    "الفوبريل" يدعم حل نزاع الصحراء    المؤتمر الوطني للعربية ينتقد "الجائحة اللغوية" ويتشبث ب"اللسانَين الأم"    حوار مع "شات جيبيتي".. هل الأندلس الحقيقية موجودة في أمريكا؟    الحصبة.. مراقبة أكثر من 9 ملايين دفتر صحي وتخوفات من ارتفاع الحالات    السلطات المغربية تحدد موقع مدخل نفق لتهريب المخدرات بين سبتة المحتلة والفنيدق    نادي القضاة يصدر بلاغاً ناريا رداً على تصريحات وزير العدل بشأن استقلالية القضاء    المدير السابق للاستخبارات الفرنسية للأمن الخارج: المغرب كان دائما في طليعة مكافحة الإرهاب    طقس السبت .. امطار مرتقبة بمنطقة الريف والواجهة المتوسطية    ارتفاع المداخيل الضريبية بنسبة 24,6 في المائة عند متم يناير 2025    أزولاي: البصمة المغربية مرجع دولي لشرعية التنوع واحترام الآخر    اختتام القمة العربية المصغرة في الرياض بشأن غزة من دون إصدار بيان رسمي    صراع مغربي مشتعل على عرش هدافي الدوري الأوروبي    من العاصمة .. الإعلام ومسؤوليته في مواجهة الإرهاب    الملتقى الوطني الاتحادي للمثقفات والمثقفين تحت شعار: «الثقافة دعامة أساسية للارتقاء بالمشروع الديمقراطي التنموي»    قرعة دور ال16 لدوري الأبطال .. ريال مدريد في معركة مع "العدو" وباريس يصطدم بليفربول … والبارصا ضد بنفيكا    استقر في المرتبة 50 عالميا.. كيف يبني المغرب "قوة ناعمة" أكثر تأثيرا؟    محكمة بالدار البيضاء تتابع الرابور "حليوة" في حالة سراح    إيفاد أئمة ووعاظ لمواكبة الجالية المغربية بالمهجر في رمضان    الملك محمد السادس يحل بمطار سانية الرمل بتطوان استعدادًا لقضاء شهر رمضان في الشمال    الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء تحدد تعريفة استخدام الشبكات الكهربائية للتوزيع ذات الجهد المتوسط    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    مليلية المحتلة تستقبل أول شاحنة محملة بالأسماك المغربية    نتنياهو يزور طولكرم ويهدد بالتصعيد    المغرب يشارك في الدورة ال58 لمجلس حقوق الإنسان    الرجاء يعلن منع تنقل جماهيره إلى مدينة القنيطرة لحضور مباراة "الكلاسيكو"    المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس.. تكريم استثنائي لرائد إقليمي في الفلاحة الذكية والمستدامة    المندوبية السامية للتخطيط تسجل ارتفاعا في كلفة المعيشة في المغرب    المقاتلات الشبحية F-35.. نقلة نوعية في القوة العسكرية المغربية    حماس: جثة بيباس تحولت إلى أشلاء    روايات نجيب محفوظ.. تشريح شرائح اجتماعيّة من قاع المدينة    الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته    إطلاق تقرير"الرقمنة 2025″ في المنتدى السعودي للإعلام    إطلاق أول رحلة جوية بين المغرب وأوروبا باستخدام وقود مستدام    تراجع احتمالات اصطدام كويكب بالأرض في 2032 إلى النصف    فضاء: المسبار الصيني "تيانون-2" سيتم اطلاقه في النصف الأول من 2025 (هيئة)    كيف ستغير تقنية 5G تكنولوجيا المستقبل في عام 2025: آفاق رئيسية    حوار مع "شات جيبيتي" .. هل تكون قرطبة الأرجنتينية هي الأصل؟    أوشلا: الزعيم مطالب بالمكر الكروي لعبور عقبة بيراميدز -فيديو-    "حماس" تنتقد ازدواجية الصليب الأحمر في التعامل مع جثامين الأسرى الإسرائيليين    طه المنصوري رئيس العصبة الوطنية للكرة المتنوعة والإسباني غوميز يطلقان من مالقا أول نسخة لكأس أبطال المغرب وإسبانيا في الكرة الشاطئية    سفيان بوفال وقع على لقاء رائع ضد اياكس امستردام    6 وفيات وأكثر من 3000 إصابة بسبب بوحمرون خلال أسبوع بالمغرب    الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    حصيلة عدوى الحصبة في المغرب    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدينة الجديدة قطب سياحي وطني بامتياز يعشقها كل من يزورها
امتلأت الجديدة عن آخرها مثلما اكتظت كل وسائل إيوائها فلم يعد يوجد بيت واحد للمبيت
نشر في العلم يوم 11 - 08 - 2009

اقبل فصل الصيف وأقبلت معه حرارته اللاهبة وجفاف جوه التي في كثير من الأحيان لا تطاق ولا تحتمل، وأخذ الناس يواجهون حرارة الطقس بتغيرات متنوعة في سلوكاتهم اليومية ، تشغيل أجهزة التكييف بشكل مكثف، التوجه للمسابح والشواطئ، وامتلأت مدينة الجديدة الساحلية عن آخرها مثلما اكتظت كل وسائل إيوائها فلم يعد يوجد بيت واحد للمبيت، لايكاد يحل هذا الفصل حتى ترى أهل مراكش والدار البيضاء وسطات وخريبكة واليوسفية وماجاورهم يحزمون حقائبهم إلى مدينة الجديدة إلى حيث الشواطئ والهواء المنعش، فتبدو الطريق إلى الشاطئ هذه الأيام أقرب إلى موسم للهجرة، مئات العائلات المغربية من مختلف الطبقات متوسطة الدخل والكادحة والميسورة، وأيضا المنعدمة الدخل أصلا كالعاطلين والطلبة والتلاميذ الذين يفدون كضيوف على أقاربهم تتخذ من شاطئ الجديدة ملاذها الصيفي لتشكل امتدادا بشريا هائلا هو أقرب لنزوح شبه جماعي يتكرر في هذه الفترة من كل سنة.
اكبر تجمع بشري وطني يتكدس داخله المستحمون
من مقاهى لاكورنيش تستطيع أن تشاهد الشاطئ يتحول بما رحب إلى أكبر تجمع بشري يتكدس داخله المستحمون ترسم ملامح السعادة على وجوههم ، كرات مائية تتطاير على سطح الماء تلاطمها الأمواج تقذف بها أيدي المستحمين ، وقد تعالت ضحكاتهم واحمرت أجسادهم من ملوحة مياه البحر وأشعة الشمس ، وفيما البعض يلعب كرة الطائرة أو التنس آخرون اثروا الاستلقاء على الرمال أو الانبطاح تحت الشمسيات يراقبون الغادين والرائحين على الشاطئ ، وحتى الذين ينسون حمل شمسياتهم معهم يجدون من يعيرونهم إياها طيلة اليوم مقابل دريهمات كما أن إيجار بيت الاصطياف بالشاطئ أمر ممكن ومتاح، لحظات استجمام ينشدها كل باحث عن الراحة والسباحة ، شباب ورجال وأطفال يدافعون أمواج البشر قبل عناق أمواج البحر حتى أن الماء يختفي تماما حين تغطيه أجساد المستحمين،
مرتادو شاطئ الجديدة في الغالب يفدون إليه منذ الصباح الباكر ولا يتركونه إلا قبل الغروب بسويعات قليلة، فامتداد الشاطئ على مسافة كلمتر ودفئ حرارة مياهه وتنوع رماله من دقيقة وناعمة إلى خشنة وغنية بالأصداف ليس وحده ما يجعل هذا الشاطئ أكثر شعبية وازدحاما يفوق الوصف، فتموقعه داخل قلب المدينة وقربه من التجمعات السكنية جعله بمثابة نقط جذب للوافدين عليه من مختلف الأقاليم المغربية خاصة من المنطقة الوسطى وتانسيفت ، فمدينة مراكش والدار البيضاء تحتل الرتبة الأولى ، وفي هذه النسبة ما يبررها من حيث قرب الجديدة إلى المدينتين وشهرة خصائصها الاجتماعية والاقتصادية ، منها العادات الموسمية واشهرها موسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار ، علاوة على ما تقدمه المدينة لزوارها وما يتلاءم وطبيعتهم الاجتماعية والمادية و كافة الاحتياجات الضرورية للزائر ، بحيث باتت جميع الخدمات الأساسية في متناول الجميع، وتساهم مدن سطات ،خريبكة ،سيدي بنور ،الشماعية ،برشيد ومدن أخرى بعيدة كالرباط، فاس ،مكناس ، وغيرها بنسب متفاوتة تتراوح بين ستة وعشرة في المائة من مجموع الوافدين عليها، وعادة ما تبدأ وفود الزوار في الوصول منذ شهر
يوليوز أو مع بداية شهر غشت لتتحول مدينة الجديدة إلى ما يشبه حيا من أحياء مراكش او البيضاء ، ولعل تصاهر الكثير من الأسر المراكشية بمثيلاتها الجديدية ما يفسر مكانة الجديدة في نفوس المراكشيين وارتباطهم القوي بها لسنوات جعلهم عاجزين أن يولوا عنها ظهورهم ، فالمصطافون هنا بينهم وبين شاطئ الجديدة التحام زائد لان العلاقة بينهما عميقة وقديمة ، وإذا حاولنا ربط هذه العلاقة بالأصول الجغرافية للمصطافين نجد أن سبعين في المائة منهم تقطن مدنا قارية تشتد حرارتها صيفا ، لذا هم من الطبيعي يبحثون عن مكان آخر للاصطياف، ، وتشكل نسبة الجالية المغربية نسبة مهمة من مجموع الوافدين فيما تساهم المدن والبلدان الأجنبية بنسبة ضعيفة لاتتعدى عشرة في المائة من مجموع الوافدين و المبيتات ، فالسياحة بالجديدة يمكن اعتبارها سياحة وطنية داخلية بامتياز تعتمد في بنيتها ووجودها على المصطاف المغربي ، بينما تظل السياحة الدولية سياحة عبور ليس إلا نظرا لعدم توفر المدينة على تجهيزات سياحية تتناسب ومتطلبات السائح الأجنبي ، وفي انتظار أن ينجز المشروع السياحي الوطني بالحوزية فإن إقامة هؤلاء الأجانب لا تتجاوز يوما أو يومين لمواصلة
الرحلة في اتجاه الجنوب المغربي .
وسائل الإيواء
لا غرابة في أن يختار الناس مدينة الجديدة لانها قطب السياحة الوطنية ، هكذا هي السياحة في الجديدة لاتهم طبقة أو فئة معينة، سياحة تعرف التعميم فتتحول الجديدة إلى مدينة صاخبة تنتج بالضرورة حركية مهمة داخل كل القطاعات المنتجة فتظهر قوة شرائية إضافية كما تظهر بعض أنواع التجارة الموسمية .
غير أن ما يميز الجديدة هو ضغط الوافدين عليها فالفنادق المصنفة و غير مصنفة لا يمكن أن تستوعب هذه الجحافل، لذا انتشرت وسائل إيواء أخرى أكثر إقبالا من الفنادق المصنفة وغير المصنفة وهي ظاهرة كراء المنازل والبيوت اوغرف بمنازل مسكونة، أن التجهيزات المتعلقة بالفنادق قليلة ومكلفة لذا يفضل السواد الأعظم من المصطافين التجهيزات المتعلقة بالبيوت والمنازل الوسيلة الأنسب ومستوى قدرتهم الشرائية ، وهكذا تعد الطاقة الإيوائية الوطنية من أهم المشاكل التي تعترض القطاع السياحي بالجديدة نتيجة عزوف الاستثمار المحلي خاصة عن الاستثمار في هذا القطاع، ومع وصول وفود المراكشيين والبيضاويين والمواطنين القائمين بالخارج بكثرة يستحيل في شهر غشت إيجاد غرفة واحدة للمبيت وتتراوح الأثمنة في ذروة هذا الرواج مابين 250 و500 درهم لليلة الواحدة وهي صفقة مربحة بالنسبة لكثير من أصحاب الدور الجديديين الذين يعيشون على هذه الظاهرة لكنها مكلفة بالنسبة للعائلات الزائرة الهاربة من قيظ الصيف ولفح شمسه، ولعل هذه الظاهرة بطابعها المميز تحظى بأهمية كبرى من طرف المصطافين خاصة إذا ربطناها بالنشاط السياحي كنشاط داخلي يتخذ مكوناته من عينة
خاصة ذات مميزات مادية وثقافية واجتماعية متضاربة، وهذا لايعني أن الفنادق تواجه منافسة بل على العكس من ذلك فهي تظل عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة الأمر الذي يوضح ضعف الطاقة الإيوائية ، وما إقبال المصطافين على المنازل والدور الخاصة إلا احد أسباب هذا الضعف والذي يتمثل كذ لك في عدم تناسب نوع الفنادق الموجودة رغم قلتها مع طبيعة النشاط السياحي الذي يطبع المدينة كنشاط وطني يعتمد في وجوده واستمراره على السائح الوطني المتشكل في غالبيته من الفئات المتوسطة وذات الدخل المحدود وذات الدخل الضعيف والمنعدم أصلا كفئة الطلبة والتلاميذ والمتقاعدين والعاطلين الذين يفدون على الجديدة كضيوف عند الأقارب، ومع ذلك فنسبة المصطافين المراكشيين تراجعت يقول محمد أصاف وهو مراكشي دأب على قضاء عطلته الصيفية في شاطئ الجديدة كل سنة (كيف يمكن تأدية 250 درهم وأحيانا 500 درهم لليلة الواحدة، لن نتمكن والحالة هاته إلا من قضاء أسبوع واحد في أحسن الأحوال وأضاف رحم الله زمان حين كنا نستطيع قضاء شهر كامل مع احتساب المبيت والمأكل والمشرب بالإضافة إلى مصاريف النقل والكراء بمعية أفراد أسرة بكاملها بمبلغ خمسة آلاف درهم فقط)
سماسرة وسمسارات بيوت الإيواء
عند وصول الحافلة أو التاكسي إلى المحطة الطرقية بالجديدة تهاجمك جحافل من السماسرة من مختلف الأعمار رجال ونساء وشباب وأطفال فلا تسمع سوى ( شي محل للكراء ، بيت للكراء ) وقد لا يتعدى ثمن البيت مئة درهم لليلة الواحدة في آخر شهر يوليوز لترتفع السومة الكرائية صاروخيا مع حلول شهر غشت ، فإذا وجدت منزلا للكراء فبثمن يتراوح بين ثلاثة مائة درهم وخمس مائة درهم لليلة الواحدة ، أطفال وشباب ونساء يتعاطون هذه الحرفة في كل صيف من كل سنة حرفة لمن لاحرفة له، يقول أمين السماسرة القانونيين إن السوق بحاجة الى تنظيم عمل السماسرة والوسطاء العقاريين وتنفيذ إجراءات لمنع السماسرة غير المرخصين من مزاولة هذه المهنة، إلى جانب إلزامهم بالحصول على أتعابهم حسب النسب المحددة ، اصبح كل من هب ودب يحترف هذه المهنة في الصيف ويضيف وحتى البنائين وذوي السوابق العدلية يجلسون بالمقاهي في انتظار زبون مفترض وينتشرون أمام الفنادق ومحلات وكالات العقار المرخص لها ليعترضوا سبيل المصطافين الراغبين في دور الكراء بأقل مستحقات السمسرة، ويتحدث العارفون بخبايا الأمور كيف تعتاد الكثير من الأسر الجديدية إخلاء بيوتاتها ومنازلها لكرائها
للمراكشيين والبيضاويين أو المغاربة المقيمين بالخارج باعتبارهم أكثر الوفود المتقاطرة على مدينة الجديدة بينما تنتقل هي إلى السطوح أو البادية أو إلى مركز مولاي عبد الله للتخييم هناك لتستفيد من عائدات كراء بيو تها ، ويتذكر عبد الرحيم من ساكنة الجديدة حين كان التخييم بموسم مولاي عبد الله مسموحا به لأكثر من شهر وكانت أسرته تكتري منزلها للمراكشين ويتحسر عن تلك السنوات الخوالي .
ولأن حرفة السمسرة في هذا الوقت من الصيف في مدينة الجديدة أصبحت تعرف تنافسا شديدا خصوصا بين بعض من أفراد الأسر المعوزة هؤلاء الشباب العاطل و الأطفال والنساء وبعض من الطلبة والتلاميذ الذين يبحثون عن منافذ لكسب الرزق والمال استعدادا للسنة المدرسية الجديدة ، وبين السماسرة الحقيقيين أصحاب محلات السمسرة فان بعضهم يفضل الوقوف على رصيف الطرقات المؤدية إلى البيضاء أو مراكش وسيدي بوزيد بمفاتيحهم في أيديهم يلوحون بها أمام الزوار والمصطافين الوافدين على المدينة ، وبمجرد أن تقف سيارة يتسابق السماسرة الموسميون دون مراعاة لأخطار الطريق يقول سمسار لازال في ريعان الشباب فضل عدم الإفصاح عن اسمه أن هذه المهنة الموسمية اقصر الطرق إلى جمع بعض من المال وتدر دخلا يساعده على مصروف الجيب لشهور في انتظار أن يحصل على عمل قار وقال أن الأمر لايخلو من مشاكل وأحيانا من بعض المواقف المخجلة أو المحطة بالكرامة خصوصا من طرف بعض الشباب الراغب في كراء بيت لاقتسامه مع خليلة وأردف ( حوتة وحدة تتخنز الشواري)، وغالبا ماتقع بعض من المشاحنات بين هؤلاء وبين السماسرة أصحاب المهنة القانونيين تنتهي في آخر المطاف بأقسام الشرطة و
بوضع شكايات لدى الدوائر المسؤولة
موسم شواء السردين
ووجبة الغذاء من سمك السردين الشهي التي أعدتها أياد رجالية ونسوية تكون بالانتظار، وحقاً تكون وجبة لذيذة وساخنة، تتكاثر هنا و هناك مطاعم الهواء الطلق التي تقدم الوجبات السريعة التي غزت هذه المدينة في السنوات الأخيرة و المعروفة بتقديم شوايات السردين للزوار، فيكاد لايخلو أي من شوارع المدينة من مشواة السردين التي تشتهر بها، وفي السياق نفسه يشكو العديد من الباعة من انعدام الفرص التي تمنحها البلدية لممارسة نشاطهم بأمان واستقرار فهم عرضة للملاحقة والغرامات من دون طرح حلول تضمن استمرارية نشاطهم، و يأتي إقبال الناس على هذه المطاعم لجودة سمك السردين خلال هذه الفترة بالذات و للتخلص من الروتين اليومي في المنزل أو أن الأكل خارج المنزل يفتح الشهية ويدفع إلى الشراهة في الأكل، وبغض النظر عن هذا وذاك فلان هذا النوع من الطعام الغني بالبروتينات يمتاز بشعبيته لدى العامة وبرخصه، ويتم إعداد هذا السمك وطهيه فوق الجمر سريعا في شواية تقدم ساخنة مع قطع من البصل والطماطم، والملفت للنظر كذلك أن هذه المحلات والمطاعم تساهم في خلق فرص عمل جديدج موسمية مباشرة وغير مباشرة وتساهم في الاقتصاد المحلي حيث تنشط الحركة
والرواج التجاري داخل هذه المدينة، ونظرا للإقبال الهائل على السمك المشوي نلاحظ أن هناك محلات تتكاثر كالفطر دون أن يثير ذلك قلق السلطات الوصية نظرا لغياب شروط الصحة و النظافة في تقديم هذه الوجبات، فأنت تجوب المدينة بأزقتها ودروبها تشاهد تلك المحلات مصطفة على جانب الطريق تعرض مأكولاتها في الهواء الطلق وسط دخان الشواء، وصادفنا خلال تجولنا في الشارع إحدى العائلات القادمة من مراكش، الذي أكد لنا رب هذه العائلة أنه اعتاد على زيارة مدينة الجديدة كل فصل صيف كما انه اعتاد ان يتناول بها طبقه المفضل السردين المشوي، سيما وأنه يقضي عطلته الصيفية رفقة أفراد عائلته، وفي ذات السياق صرح صاحب المطاعم بأن مطعمه مفتوح لكل الناس، وان مثل هذه المطاعم هي الوجهة المفضلة لكثير من العائلات الباحثة عن أطباق السمك المشوي، والتي طالت شهرتها حدود المدينة، هذا ما أهلها لتكون قبلة سياحية وطنية رائدة.
كل طير على أشكاله يقع
لصيف الجديدة مذاق خاص، فقد اكتست المدينة حلة جمالية بفضل تضافر جهود السلطة الاقليمية ومجلس اقليمها ومجلسها البلدي السابق ونفضت عن كاهلها الترهل الذي أصاب كرنيشها واتسعت طريقه وأعيدت صياغة مفرداته بشكل حضاري رائع، وازدانت بأشجار النخيل مما يجعل الجلوس على كورنيش الجديدة متعة ساحرة، ومنذ أول أيام بداية الصيف وبفضل التنوع السياحي وقدرته على تقديم عروض ترفيهية خاصة وانشطة ثقافية وأمسيات فنية وموسيقية ومعارض متخصصة ومدينة الجديدة تشهد بصورة لافتة ارتفاعا في أعداد وسائل النقل وكثافة مرورية لطوابير من سيارات تغص بها الشوارع من قبل الزائرين اقبلوا لقضاء إجازاتهم السنوية في منطقة تعتبر واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي الوطني بالمغرب للتمتع على ضفاف شواطئها وواجهاتها البحرية، و عند الغروب ومع انكسار حدة أشعة الشمس وانخفاض درجة الحرارة تبدأ الفصول الأخيرة من اليوم، حركة التجول والتفسح، يكتظ الشارع بمئات الأجساد المحمرة والمسمرة ذهاباً وجيئة على شارع محمد السادس وشارع نابلس المحادي للشاطئ على يمينهم الدكاكين والمطاعم والمقاهي و الفنادق والملاهي وعلى يسارهم مناطق خضراء ورمال الشاطئ الذي غادروه قبل
ساعات قليلة، يأخذ الناس مكانهم الذي يناسبهم على رمال الشاطئ أو على جنباته تحت الأضواء الكاشفة حيث يبقى الجميع طوال الليل في مرح ولهو وسرور، وكثيراً ما كان الكبار من الشباب يساهمون بدورهم في هذا اللهو الذي يبدأ بريئاً ثم ما يلبث أن يستدرج الصغار للتشاجر فيما بينهم بسبب تنافسهم على إطلاق العنان لطياراتهم الورقيّة للتحليق في الجو، للشاطئ في هذا الوقت من الليل لغة خاصة قد تجمع فئات من الناس ومن العاشقين علي اختلاف سنهم تراهم في جولة رومانسية في الهواء الطلق على الشاطئ، وقد تتفتق أفكار بعض الشباب الشيطانية عن بيع الورود كهدايا للأحبة والعاشقين والناس جميعا، تصدح المقاهي بأغنيات من كل الأشكال والألوان وكل طير على أشكاله يقع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.