تتصدر مكيفات الهواء الإلكترونية، هذه الأيام، قائمة مبيعات المركز التجاري "درب عمر" بالدار البيضاء، إذ سجلت أرقاما لم تعهدها خلال الفترات الصيفية السابقة، بمعدل 10 إلى 12 مكيفا للمحل الواحد يوميا، حسب شهادة ثلاثة تجار من عين المكان. هذا الإقبال غير المسبوق جعل الطلب يفوق العرض، الشيء الذي أدى لنفاد مخزون الشركات المزودة لتجار درب عمر. ويتفاوت ثمن المكيف بين 2500 و7000 درهم، حسب الجودة والحجم، وبينما تفضل الشركات والمراكز التجارية المكيفات ذات الحجم الكبير ومن النوع الممتاز، يتجه زبائن الاستعمال المنزلي إلى المكيفات متوسطة الجودة والحجم. وإذا كانت هذه المكيفات تعد، إلى حدود التسعينيات، من كماليات الحياة، كما أفاد أحد تجار "درب عمر"، فإنها، اليوم، أضحت ضرورة ملحة في كل بيت، خصوصا مع عوامل الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة في الآونة الأخيرة. محمد، موظف بإحدى المقاولات بالدار البيضاء، يقول "بحلول فصل الصيف يتغير الطقس وترتفع درجة الحرارة، وبالتالي تزيد الحاجة لأي شيء ممكن أن يلطف الجو ويخلق الإحساس بالانتعاش، لهذا يتزايد الإقبال على المكيفات". وتعد المكيفات أكثر فعالية من المروحيات التقليدية، لقدرتها على التبريد، لدرجة تشعرك أحيانا بانقضاء فصل الصيف وطقسه الحار، إلا أن الأطباء يحذرون من الاستعمال المفرط لها، ويقولون إنها تزيد من صداع الرأس والمفاصل، وتتسبب في أمراض الحساسية. كما أن هناك مجموعة من الباحثين في أمريكا وأوروبا يؤكدون أن مكيفات الهواء تؤدي لزيادة الوزن، والسبب أن عملية التكييف تدفع الإنسان لقلة الحركة والبقاء في أماكن مغلقة، كما أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية الخاصة بالتبريد أو التدفئة، يؤدي إلى ضبط حرارة الجسم طوال الوقت، وهذا بدوره يمنع حرق الدهون الزائدة في الجسم. وعكس زبائن المكيفات الهوائية من الطبقة الغنية، يفضل أصحاب الدخل المحدود شراء المروحيات التقليدية، نظرا لثمنها المناسب، الذي لا يتجاوز 200 درهم، ولسهولة التعامل معها، وإمكانية وضعها في أي زاوية من البيت.