تحقق شركات بيع التجهيزات المنزلية في المغرب معظم أرباحها من مبيعات مكيفات الهواء خلال أشهر الصيف، وتتفاوت النسبة من شركة إلى أخرى، ومن مدينة إلى أخرى تبعاً للقدرة الشرائية للسكان المحيطين بالمتاجر المتخصصة في بيع مكيفات الهواء ضمن باقي التجهيزات المنزلية، وتبعا لدرجة الحرارة المسجلة في هذه المدينة أو تلك. وصرح نبيل مكوار، المسؤول عن أحد متاجر شركة «كرامر» للتجهيزات المنزلية في الرباط، لجريدة «المساء» بأن الطلب على مكيفات الهواء زاد ابتداء من الأسبوع الأول من شهر ماي الماضي، «فقد أصبحنا نبيع قرابة 50 جهازا للتكييف كل أسبوع بمعدل 6 إلى 10 أجهزة كل يوم، بعدما لم نكن نبيع قبلها سوى اثنين إلى ثلاثة أجهزة في كامل الأسبوع، وفي بعض الأحيان لا شيء»، على حد قوله. وأضاف أن مؤسسته التجارية تحقق 80 إلى 90 في المائة من مبيعاتها السنوية من مكيفات الهواء خلال 3 أشهر هي يونيو ويوليوز وغشت، فمنذ بداية ماي إلى الآن تم بيع 600 جهاز تكييف في المتجر، ويرتفع الرقم كثيرا بالنسبة إلى متاجر «كرامر» في المدن الساخنة كمراكش. وبفعل الطلب الكبير يسجل حالياً، حسب مكوار، خصاص في بعض ماركات مكيفات «إل.جي» التي نفذت من المتجر ولم تقم الشركة المزودة بعد بتوفير كمية جديدة. من جانب آخر، يقول أسامة الرحالي بلماحي، وهو مسير متجر «أبرون» في مدينة الرباط، إنه لمس ارتفاعا تصاعديا في مبيعات أجهزة التكييف بتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة في الأسبوع الأول والثاني من شهر يونيو، حيث صار المعدل اليومي لهذه المبيعات هو 15 إلى 18 جهازا بعدما لم يكن من قبل يتجاوز 3 إلى 4 أجهزة. وتوقع بلماحي أن تستمر فترة الطلب الكبير على هذه الأجهزة إلى غاية النصف الأول من شهر شتنبر المقبل، مضيفا أن المنحنى التصاعدي للإقبال عليها يشرع في الانحدار عادة ابتداء من 20 غشت، موضحا أن مبيعات الصيف تشكل 75 % من إجمالي المبيعات السنوية. وبخصوص أكثر العلامات التي يشتريها الزبناء في ما يخص المكيفات، أشار مكوار إلى أن حصة الأسد من الطلب تتجه نحو «أجهزة إل.جي» أساسا، ثم نحو ماركات «سامسونغ» و«ويربول» و«سييرا» وبدرجة أقل بالنسبة إلى «أرسيليك». وفسر السبب وراء إقبال الناس في متاجر «كرامر» على مكيفات «إل.جي»، بعوامل على رأسها جمالية الشكل الهندسي وطول مدة ضمانة المنتوج التي تصل إلى 3 سنوات، في حين لا تتجاوز عند باقي الماركات سنة واحدة، فضلا عن جودة الخدمات التي تقدمها من تبريد وتسخين الأجواء داخل المباني وإزالة الرطوبة. وصنف المتحدث زبناء المكيفات لديه إلى 3 أصناف: صنف يبحث أولا عن الثمن المناسب، وصنف ثان يحاول الجمع بين الثمن المناسب والجودة، وثالث تهمه أساسا الجودة ولا يعبأ بغلاء الثمن، ونحن نوفر في متجرنا عروضاً تناسب الفئات الثلاث، وسجل المتحدث أن أغلبية الزبناء يبحثون عن الجودة أولاً، وتترواح أثمنة المكيفات لدى «كرامر» بين 2399 درهما و5499 درهما. وأوضح أن 50% من مشتريات المكيفات تتم بواسطة القرض الميسر، فيما يسدد 50% من الزبناء الثمن نقدا وعلى الفور. من بين العوامل أيضا التي تشجع شريحة من الناس على اقتناء المكيفات التسهيلات والخدمات الإضافية التي نقدمها من بينها الشراء بالقرض المجاني على مدى 13 شهرا، والخدمة بعد البيع المتمثلة في نقل المنتوج إلى محل إقامة المعني وتركيب الجهاز داخل المنزل. وبالنسبة إلى متجر أبرون، الواقع في المدخل الجنوبي لمدينة الرباط على الطريق المؤدية إلى الدارالبيضاء، فإن 80 % من أجهزة المكيفات التي تباع فيه هي من نوع «كولد فيزيون»، وهو أمر طبيعي حسب مدير المتجر بحكم أن متاجر «أبرون» متخصصة في تسويق ماركات «كولد فيزيون» في المغرب، وجزء من رأسمال الشركة المالكة لها في ملكية «كولد فيزيون». ولاحظ بلماحي أن أغلب الوافدين على مؤسسته التجارية لشراء مكيفات الهواء يبحثون عن أدنى ثمن، وذلك بنسبة قدرها في حدود 70 %، وتتوفر في هذا المتجر مكيفات يتراوح سعرها بين 2500 و13 ألف درهم، إلا أن الإقبال يهم أساسا الأثمنة المترواحة بين 2500 و8000 درهم. ولا يتغير ثمن مكيف الهواء طيلة السنة وذلك لأن كل ما يعرض خلال أشهر السنة يكون في الغالب ضمن طلبية شراء واحدة محددة الثمن. الزبناء الذين يقبلون على شراء المكيفات ينتمون إلى مختلف الفئات المجتمعية، حسب تصريح مسؤولي المتجرين، إلا أن الملاحظ أن القاطنين في الطوابق العليا للعمارات هم الأكثر إقبالا خلال الصيف على شراء المكيفات، نظرا إلى تعرض مساكنهم لأشعة الشمس طويلا خلال النهار مقارنة بأصحاب الطوابق السفلى، بالإضافة إلى تسجيل اهتمام أكبر لدى الأسر التي تضم أطفالاً كثراً. وحول الشكايات التي يوجهها الزبناء حول كفاءة خدمات أجهزة المكيفات، قال مسير متجر «أبرون» إن الإدارة تتوصل أحيانا ببعض الشكايات المتعلقة بأجهزة المكيفات، وتتمثل أساسا في تسرب بعض القطرات من الجهاز، ولكنه يشدد على أنها حالات قليلة، وترجع بالدرجة الأولى إلى عدم استدعاء تقني متخصص في تركيب هذه النوعية من الأجهزة، مضيفا أن المؤسسة تتكفل بإصلاح هذا العطب في ظرف 48 ساعة من تلقي الشكاية.