يعزى نمو مبيعات سوق الثلاجات في المغرب خلال فصل الصيف، إلى الإقبال والارتفاع المتزايدين على مستوى العادات الاستهلاكية، وخصوصا شراء آلات التبريد المختلفة خلال هذه الفترة التي تعرف فيها الحرارة أقصى درجاتها، كما أن هناك عوامل هيكلية أخرى ساهمت في هذا التطور، منها وجود عدة اختيارات على مستوى التجهيزات المنزلية، والديناميكية التي تطبع عمل المتدخلين الصناعيين والتوزيع العصري والخدمة بعد البيع والضمانة، والولوج المتزايد للمنتجات نظرا للانخفاض المتتالي للأسعار والاستراتيجيات المتبعة من طرف المصنعين والموزعين، والتسهيلات التي تقدم للحصول على قروض الاستهلاك، ودخول الأسواق التجارية الكبرى ومتخصصين في مجال التجهيزات المنزلية الكهربائية على خط التسويق. وصرح مسؤول المبيعات ب«إليكترو بلانيت» للتجهيزات المنزلية بمرجان، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن فصل الصيف يأتي في المرتبة الثانية من حيث حجم مبيعات الثلاجات بعد موسم عيد الأضحى، حيث إن متوسط المبيعات بالمتجر خلال الأشهر العادية من السنة يسجل بيع 300 ثلاجة، في حين أن فصل الصيف يمكن من تسجيل 400 إلى 450 ثلاجة شهريا، وهو ما يعني نموا في حجم المبيعات بأكثر من 30 في المائة خلال شهري يوليوز وغشت. وعن مستوى القدرة الشرائية للمغاربة في ما يخص هذه الآلة التي أصبحت أساسية، أضاف المسؤول أن غالبية المبيعات تنحصر في الثلاجات التي يتراوح ثمنها ما بين 5000 و6000 درهم، دون إغفال أن هناك فئة معينة أصبحت تستهويها الثلاجات الراقية التي يفوق ثمنها 14 ألف درهم، ورغم أن مبيعات هذه الفئة لا تقارن مع الفئات الأخرى فإنه أكد على نمو حجم مبيعاتها خصوصا خلال السنتين الماضيتين. وقال إن المصنعين مثل «شركة «سييرا» أو «إل.جي» أو «فاغور» يقومون بتوزيع آلاتهم على جميع المتاجر الموجودة في المغرب بنفس الثمن، لكن عندما يشعرون أن أحد أنواع الثلاجات مثلا لا يباع بنفس الوحدات المعروضة، فإنهم يقومون بتخفيضات في هذا المتجر أو ذاك حسب سياسة الشركة. وقدرت دراسة قامت بها مؤسسة «جي إف كا» المتخصصة في إنجاز الدراسات الميدانية سنة 2006، أن نسبة التجهيزات على مستوى الثلاجات داخل الأسر المغربية بلغت 48 في المائة سنة 2001 ليصل في 2006 إلى حوالي 71 في المائة، ومثلت مبيعاتها من إجمالي مبيعات التجهيزات المنزلية الكهربائية ما يناهز 47 في المائة من حيث الحجم و58 في المائة من حيث رقم المعاملات. وتشهد مبيعات هذا الصنف من التجهيزات نموا بنسبة 20 في المائة على مستوى الكمية و14 في المائة على صعيد القيمة سنويا، وشهدت مبيعات آلات التجميد نموا كبيرا بمناسبة عيد الأضحى لسنة 2006 بلغت نسبته 258 في المائة من حيث الكميات في نونبر ودجنبر 2006، مقارنة مع نفس الفترة من 2005، الشيء الذي سمح لها بتحقيق أكبر نسبة نمو من مجموع المبيعات الإجمالية للتجهيزات المنزلية الكهربائية بنسبة 64 في المائة من حيث الحجم وب43 في المائة من حيث القيمة. لكن من جهة أخرى، قالت الدراسة الميدانية التي أنجزت على السوق المغربي في مجال المنتجات والتجهيزات المنزلية والشخصية الإلكترونية، إن التوزيع التقليدي يظل هو المهيمن في السوق بنسبة مبيعات من حيث الحجم قد يفوق 50 في المائة على مستوى حصة السوق من حيث القيمة، وخاصة على مستوى أجهزة الثلاجات وآلات غسل الملابس، والتي تحقق من خلالها قنوات التوزيع التقليدي حوالي 60 في المائة من المبيعات من حيث الحجم. وخلصت الدراسة في الأخير إلى أن أسواق المنتوجات التقنية والتكنولوجية تطورت في المغرب بشكل سريع، وأن التنافسية بدأت تتقوى بفضل الموزعين والصناعيين المتميزين بكونهم أصبحوا أكثر دينامية وأكثر تنظيما في مجالات عملهم.