يبدو أن سوق أجهزة التلفاز ينتعش في شهر رمضان، حيث تشير التقديرات إلى نمو المبيعات ب 40 في المائة، و هو ما يفسر برغبة الأسر في الترويح عن النفس في هذا الشهر الذي يعرف عرض العشرات من الإنتاجات الدرامية. واعتبر مسؤول مبيعات ب«مرجان» أن نمو مبيعات سوق التلفاز في المغرب خلال شهر رمضان، يعزى إلى رغبة الأسر المغربية في مشاهدة الإنتاجات التلفزية المتنوعة و الكثيرة التي تميز شهر رمضان، ثم إن تغير العادات الاستهلاكية للمغاربة واكبها انخفاض لأسعار أجهزة التلفاز و توفير تسهيلات تقدم للحصول على قروض الاستهلاك والتي تصل خلال الشهر الفضيل إلى سلفات بالمجان حسب العروض الاشهارية لشركات السلف المتواجدة بالمتاجر المتخصصة . وصرح كمال الإدريسي مكلف بالمبيعات بمتجر«إليكترو بلانيت» للتجهيزات المنزلية بالدار البيضاء، أنه بحكم تجربته في بيع الآلات الالكترونية والكهربائية المنزلية منذ ست سنوات، فإن شهر رمضان يعتبر شهر بيع آلات التلفاز بامتياز، حيث يقبل المستهلكون خصوصا خلال الأيام الأولى للشهر الكريم على اقتناء حاجياتهم لأنهم يعلمون أن هذه الفترة تكون مخصصة للتخفيضات والسلفات بالمجان. وأضاف أنه لاحظ خلال السنين الأخيرة التوجه الملفت للمستهلك المغربي لشراء الشاشات المسطحة «إل.سي.دي» التي اعتبرها موضة السنتين الأخيرتين، فقد فاقت مبيعات هذا الصنف توقعات مسؤولي المتجر رغم تواجده بحي شعبي، حيث إن متوسط المبيعات ب«إليكترو بلانيت» خلال الأشهر العادية من السنة يسجل بيع 30 تلفازا يوميا، في حين أن الأسبوع الأول من شهر رمضان يمكن من تسجيل 40 إلى 45 تلفازا يوميا، وهو ما يعني نموا في حجم المبيعات يناهز 40 في المائة خلال الشهر الفضيل، خصوصا صنف 32 بوصة الذي لا يتعدى ثمنه 5500 درهما وكذلك 23 بوصة بثمن يقارب 3000 درهم. وعن مستوى القدرة الشرائية للمغاربة في ما يخص هذا المنتوج الذي أصبح أساسيا ،أضاف توفيق عبد البصير، وهو مسؤول المبيعات بإحدى سلسلة متاجر «مرجان» بالدار البيضاء، أن غالبية المبيعات تنحصر في أجهزة التلفاز التي يتراوح ثمنها ما بين 3000 و6000 درهم، دون إغفال أن هناك بعض الأسر لا تزال تحن إلى آلات التلفاز العادي التي لا يتجاوز ثمنها 1000 درهم. وقال إن الأسبوع الأول من شهر رمضان يعتبر ثاني أحسن أسبوع مبيعات خلال السنة بعد الأسبوع الذي يصادف عيد الأضحى، وعزا إقبال المستهلك المغربي مؤخرا على أجهزة «ال.سي.دي» إلى الجودة التي يتمتع بها من حيث الصوت والصورة، وانخفاض الأثمنة، بالاضافة إلى أن الشاشات المسطحة لا تتطلب مكانا شاسعا بالبيت حيث يمكن تعليق الجهاز على الحائط مثل لوحة زيتية . وكانت دراسة قامت بها مؤسسة «جي إف كا» المتخصصة في إنجاز الدراسات الميدانية سنة 2006، قالت إن الأجهزة الإلكترونية الموجهة للعموم سجلت نسبة نمو ضعيفة بلغ حجمها زائد 2.7 في المائة وقيمتها زائد 13 في المائة ، وذلك ببيعها ما حجمه 350 ألف وحدة، محققة رقم معاملات بقيمة 1203 مليون درهم، فقد تم تسجيل تراجع واسع في خط إنتاج أجهزة التلفاز التقليدية، إذ بلغت 243 ألف وحدة خلال سنة 2006، أي ما يعادل ناقص 8 في المائة في حجم المبيعات سنة 2006، مقارنة مع سنة 2005، وسجل نمو قوي للشاشات المسطحة بنسبة 73 في المائة في حجم المبيعات و74 في المائة في قيمة المبيعات، مما أدى إلى تحقيق نمو بسيط في حجم خط الإنتاج، لكنه يظل مع ذلك ذا قيمة كبيرة 21863 درهما كمعدل متوسط خلال سنة 2006 مقابل 1855 درهما لأجهزة التلفاز التقليدية. وخلصت الدراسة إلى أنه نتيجة لهذا التطور المزدوج المسجل منذ بداية سنة 2006، فقد أصبحت الشاشات المسطحة تشكل أكثر من 50 في المائة من رقم معاملات هذا السوق.