يبدو أن سوق السيارات بالمغرب لا يعنيه ما يحدث بدول الجوار خاصة الأوربية حيث أدت الأزمة التي تعاني منها الأسواق المالية العالمية إلى انخفاض في مبيعات السيارات في الأسواق الأوروبية والأمريكية كذلك، ففرنسا سجلت ناقص 14 في المائة، وناقص 17 في المائة بألمانيا، بل إن إسبانيا سجلت خلال شهر نونبر ناقص 49 في المائة، مما دفع شركات تصنيع السيارات إلى التخفيض من إنتاجها، أما السوق المغربي فقد عرف إلى غاية آخر شهر نونبر المنصرم ارتفاعا فاق 14 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حيث بيعت خلال الإحدى عشر شهرا الماضية ما مجموعه 93 ألفا و248 سيارة جديدة، وتم بيع 7812 سيارة سياحية خلال شهر نونبر لوحده، وينتظر أن يعرف آخر شهر خلال هذه السنة ارتفاعا مهما في المبيعات نظرا لما يعرف عن دجنبر بأنه شهر التخفيضات بامتياز، حيث ابتدأت الشركات منذ أوائل هذا الشهر في خفض أسعارها بأكثر من 40 ألف درهم في بعض الموديلات، وبعض الشركات ارتأت أن تخفض الأسعار بالإضافة إلى إغراء آخر يتمثل في القروض بدون فوائد. وحسب آخر إحصائيات جمعية مستوردي السيارات بالمغرب (ايفام) فإن السيارات المستوردة والتي تمثل ثلثي المبيعات عرفت نموا فاق 16 في المائة، خلال هذه السنة بما مجموعه 64 ألف سيارة، ثم السيارات المركبة محليا والتي ارتفعت مبيعاتها إلى غاية شهر نونبر المنصرم بحوالي 11 في المائة وبيع منها في 2008 أكثر من 28 ألف سيارة. الماركة الكورية الجنوبية تتصدر مبيعات السيارات المستوردة ويتعلق الأمر ب»كيا موتورز» بأكثر من 8800 وحدة تم بيعها خلال هذه السنة بارتفاع ناهز 22 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، من بينها 691 وحدة بيعت خلال شهر نونبر فقط، وبهذه المبيعات تبتعد «كيا» عن منافستها في هذا الصنف بحوالي 1800 سيارة، حيث تأتي الماركة الفرنسية «بوجو» في الرتبة الثانية والتي باعت 500 سيارة في نونبر 2008 لتكتمل مبيعاتها خلال 11 شهرا ما مجموعه 7016 وحدة، بارتفاع فاق 8 في المائة مقارنة بسنة 2007، مستفيدة من المبيعات المهمة لموديلاتها الجديدة «بوجو 207» و»بوجو 407» التي دخلت للسوق المغربية في نونبر المنصرم، أما الصانع الفرنسي الآخر «رونو» فيأتي في المرتبة الثالثة ببيعه 475 سيارة في الشهر الماضي بنمو 9 في المائة لتقترب من عتبة 6000 سيارة بيعت في 2008 بنمو طفيف لم يتعد 1 في المائة مقارنة ب2007. الصانع الياباني «طويوطا» جاء في الرتبة الرابعة وباع 5661 سيارة في 2008 رغم أن مبيعاته خلال شهر نونبر لم تتعد 330 وحدة، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 1.17 في المائة مقارنة بسنة 2007، لكن بالمقابل عرفت الماركة التي احتلت الرتبة الخامسة «هيونداي» نموا جيدا في نسبة مبيعاتها حيث تخطت 20 في المائة وتم بيع حوالي 5000 سيارة من الماركة الكورية الجنوبية خلال هذه السنة أما مبيعات شهر نونبر فناهزت 300 وحدة مستفيدة من مبيعات القادم الجديد «إي.10» والتخفيضات التي تعرفها «السانطا.في» لتحتل بذلك «هيونداي» أكبر نسبة نمو مسجلة في الموديلات الخمس الأوائل . كما سجلت إحصائيات جمعية مستوردي السيارات بالمغرب نسبة مبيعات مهمة للماركة الألمانية «فولسفاغن» بحوالي 4208 سيارات أي بنمو فاق 55 في المائة، كما عرفت الشركة الايطالية «فياط» مبيعات لا بأس بها وباعت خلال نونبر الماضي 445 وحدة وخاصة موديل «بونتو» و»باندا» دون نسيان سياراتها الصغيرة الحجم «فياط 500» التي بيع منها 300 وحدة خلال هذه السنة، وبلغ عدد مبيعات الصانع الايطالي إلى غاية نونبر 2008 حوالي 3735 سيارة «فياط» بنمو فاق 26 في المائة، أما ماركة «فورد» فعرفت هي الأخرى نموا في مبيعاتها بنسبة 30 في المائة وتم بيع 3217 سيارة في 2008. أما السيارات المركبة محليا فلم تستطع أي سيارة لحد الآن زحزحة «داسيا لوغان» عن الصدارة التي احتلتها منذ دخولها إلى المغرب في يونيو 2005، حيث باعت «رونو» 1523 سيارة «لوغان» خلال شهر فقط، ليكون نونبر 2008 أحسن شهر مبيعات لهذه الماركة المركبة محليا خلال ثلاث سنوات، مستفيدة من تجديد شكلها الخارجي في شهر أكتوبر الماضي، حيث أرادت بشكلها الجديد تخطي المبيعات بالمغرب لما يفوق 12 ألف وحدة في السنة، وهو ما تم بالفعل حيث بيعت أكثر من 13 ألف سيارة «لوغان» لحد الآن دون إضافة مبيعات شهر دجنبر. وبذلك يرى المهنيون أن سوق السيارات بالمغرب يسير في اتجاه تخطي حاجز 110 آلاف سيارة ستباع في 2008، بالنظر إلى ما تم بيعه إلى غاية نونبر المنصرم وبالنظر كذلك إلى الحملات الكثيفة لجل الماركات والتخفيضات التي يعرفها آخر شهر من هذه السنة.