ووري الثرى، بعد ظهر اليوم الأحد بمقبرة "سيدي المختار" بمدينة طنجة، جثمان العلامة المحدث، عبد الله التليدي، الذي لبى نداء ربه، أمس السبت، عن عمر يناهز 91 سنة. مشيعو العلامة التليدي، الذي وافته المنية غداة متاعب صحية ألمت به خلال الأيام الأخيرة، جاءوا من داخل مدينة طنجة كما من خارجها من مختلف مدن المملكة وخارجها، ويتعلق الأمر بشخصيات أكاديمية وعلمية وازنة، ضمنها وجوه معروفة تمثل تنظيمات من مختلف تيارات الحركة الإسلامية بالمغرب. وتزامنا مع مرور الموكب الجنائزي، أغلقت المحلات التجارية بالحي العتيق، أبوابها، من أجل فسح المجال للحشود الكبيرة المشاركة في مراسيم التشييع الذين قدر عددهم بالآلاف. ويمثل العلامة الفقيه عبد الله التليدي، المولود سنة 1926، أحد أشهر المحدثين الذين اشتهرت بهم مدينة طنجة وذاع صيته في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وخلف الراحل، عددا من المؤلفات تجاوز عددها الثلاثين، في الفقه والتفسير والأحاديث وتاريخ الصحابة والسيرة النبوية. وشرع العلامة الراحل، في طلب العلم في سن العشرين فلازم علماء طنجة والطارئين عليها مدة ثمان سنوات. فقرأ على الشيخ عبد الصادق التمسماني، والشيخ عبد الحفيظ كنون، والشيخ أحمد بوحسين، والشيخ الحسن اللمتوني، والشيخ المفكر عبد الله كنون، والشيخ محمد الساحلي. ثم رحل إلى فاس فقرأ على الشيخ عبد العزيز بن الخياط، والشيخ العباس بناني، والشيخ إدريس العراقي. ثم قرأ على المحدث الناقد عبد العزيز بن الصديق، والشيخ الأصولي عبد الحي بن الصديق، والشيخ محمد الزمزمي بن الصديق، والشيخ المختار الحساني، والمحدث المنتصر الكتاني، وآخرين، ولزم الحافظ الفقيه الشيخ أحمد بن الصديق فقرأ عليه واستفاد منه كثيراً، وتأثر بالكثير من اجتهاداته، وأسس مدرسته العتيقة بمرشان، فدرس فيها كتبا كثيرة في مختلف العلوم والفنون، وتخرج عليه أمم من طلبة العلم وحفظة القرآن، صنف الكثير من الكتب في الحديث، والفقه، والتفسير، والتصوف، والسيرة.