ووري الثرى بعد عصر الإثنين 7 يونيو 2010 بالزاوية الصديقية بطنجة جثمان الشيخ الحسن بن الصديق أحد كبار علماء المغرب بعد أن وافته المنية يوم الأحد بمستشفى الشيخ زايد بالرباط عن سن يناهز 85 عاما. وقد عمل الراحل الحسن بن الصديق رئيسا للمجلس العلمي المحلي لطنجة لعدة سنوات قبل أن يعين عضوا في المجلس العلمي الأعلى. ونال مؤخرا جائزة محمد السادس لأهل الحديث. وقد كانت للراحل إسهامات جليلة في ميدان التأليف. وقد عمل رحمه الله تعالى في البداية معلما ثم أستاذاً بالثانوي في كل من طنجة وتطوان، ثم مرشداً تربوياً إلى أن أحيل على التقاعد سنة ,1989 وكان المرشد التربوي لإذاعة طنجة لمدة عشر سنوات (من سنة 1953 إلى سنة 1963)، وكان يلقي أحاديث إذاعية أسبوعية: تربوية / كلمة بالمناسبة / جواب عن سؤال. الحسن بن الصديق: مسار عالم ومسيرة علم وفقه ولد شيخنا رحمه الله تعالى بمدينة طنجة سنة 1345ه، وكانت البداية بزاوية والده، حيث تعلم المبادئ الأولية للقراءة والكتابة، وحفظ القرآن على يد الفقيه محمد المصوري رحمه الله، قرأ عليه خمس ختمات باللوح. وعليه أخذ القرآن إخوانه العلماء الأجلاء: عبد الله والزمزمي وعبد الحي وعبد العزيز رحمهم الله. وأتم حفظ القرآن مع بعض المتون العلمية المعروفة وعمره لم يتجاوز 31سنة. ثم تفرغ لدراسة العلوم الشرعية برغبة لا متناهية في العلم والتحصيل، فجالس شيوخ العلم والإقراء بمدينة طنجة، والتحق بالمعهد الديني التابع للمسجد الأعظم بطنجة. وهم بالذهاب إلى فاس التي كانت في ذاك العهد زاخرة بالعلماء الأفذاذ، ومقصد طلبة العلم من جميع الأصقاع، غير أن الظروف لم تكن مساعدة (فترة اندلاع الحرب العالمية الثانية 5491) وبعد انتهاء الحرب مباشرة عزم على شد الرحلة إلى جامع القرويين، وتيسرت وسائل السفر من الحصول على التأشيرة وغيرها، فالتحق به. قال حفظه الله: وتخرجت منه ولله الحمد متوجاً بما يعادل الشهادة العالمية، وفي فاس جلس إلى كبار شيوخها وعلمائها، واستجازهم وانتفع بهم كثيراً . شيوخ العلامة السيد الحسن ابن الصديق ومقروءاته عليهم: للعلامة رحمه الله تعالى شيوخ كثر، نورد منهم ما تيسر تذكره لهم في لقائنا القصير معه. وهم السادة: في مدينة طنجة: -1أخوه الأكبر الحافظ السيد أحمد بن الصديق رحمه الله: قرأ عليه نخبة الفكر في المصطلح، وسمع عليه أجزاء من سنن البيهقي، وحضر عليه دروساً في بلوغ المرام، ونيل الأوطار، وصحيح الإمام مسلم. -2أخوه العلامة الأصولي السيد عبد الله بن الصديق رحمه الله: كانت دروسه عليه: مذاكرة في موضوعات علمية متنوعة دامت مدة من الزمن. -3أخوه العلامة الزمزمي رحمه الله: قرأ عليه: الألفية، وابن عاشر، والسلم بشرح البناني، والقوانين الفقهية، وجزءاً من مختصر خليل، والتفسير بالنسفي، والجزء الأخير من التحفة وفرائضها. وانتفع بأخيه الزمزمي كثيراً. -4 الفقيه العربي بوعياد رحمه الله: قرأ عليه الأجرومية لأول مرة. 5 -الفقيه عبد الرحمن الجزيري: قرأ عليه الأجرومية، والسلم في المنطق، وبعض أبواب المختصر، وأبواباً من التلخيص. -6 الفقيه محمد التجكاني (صهره) رحمه الله: قرأ عليه في بيته: لامية الأفعال، وكتاب النكاح من مختصر خليل. 7-الفقيه محمد البقالي الطنجي أطال الله عمره: قرأ عليه الزقاقية. في مدينة بفاس: 1 - الفقيه بنعبد السلام الطاهري رحمه الله: قرأ عليه السنوسية في التوحيد، وحضر عليه دروساً في صحيح البخاري. - 2الفقيه الغريسي رحمه الله: قرأ عليه التفسير بالجلالين - 3الفقيه بن عبد السلام البناني رحمه الله: حضر عليه في المختصر - 4الفقيه بوبكر جسوس رحمه الله: قرأ عليه أجزاء من المختصر -5 الفقيه جواد الصقلي رحمه الله: قرأ عليه: المعاملات من المختصر، و بداية المجتهد. - 6الفقيه العباس البناني رحمه الله: قرأ عليه: المنطق بالبناني، والأصول بجمع الجوامع. - 7الفقيه الزروالي رحمه الله: قرأ عليه كتاباً في النحو. 8 - الفقيه العربي الشامي رحمه الله: قرأ عليه النصف الأخير للتحفة. - 9الفقيه محمد بلحسن الزرهوني رحمه الله: حضر عليه دروساً في الفقه، خارج الدراسة النظامية بجامع القرويين، وكانت حلقة درسه مشهو دة ومقصودة. -10 الفقيه الإدريسي رحمه الله: قرأ عليه: الأدبيات. -11 الفقيه حسن مزور رحمه الله: قرأ عليه التفسير. -12 الفقيه عبد العزيز الخياط رحمه الله: قرأ عليه: التلخيص في البلاغة. -13الفقيه الشركي رحمه الله: قرأ عليه: الفرائض. -14الفقيه الصقلي رحمه الله ( كان أعمى ): قرأ عليه: المنطق. -15الفقيه كنون رحمه الله ( كان مدرساً بالجامع ): حضر عليه في: النحويات، و الفقهيات، و المنطق. -16الفقيه الشريف العلوي رحمه الله: أخذ عنه التاريخ. الوعظ و الإرشاد: -خطبة الجمعة: مارس مهمة الخطابة لعدة سنوات. من سنة 1955 م إلى سنة 1989 مع توقف طفيف، وللتنبيه فقد خطب رحمه الله بزاوية والده لمدة ثلاث سنوات قبل التاريخ المذكور. - الدروس الوعظية: ألقى دروساً وعظية في السيرة النبوية لعدة سنوات بزاوية والده، وفي مساجد مختلفة كالمسجد الأعظم بطنجة و المسجد الجديد. وختم بالمسجد الأعظم الهمزية ثم البردة، و لأول مرة تختم الهمزية بتمامها في حفل بهيج حضره المنشدون و الطلبة و عامة الناس، و كان ذلك بإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. كما أنه كان يتفرغ في شهر رمضان للوعظ والإرشاد، فيلقي دروساً في التفسير والحديث في الجامع الأعظم والجامع الجديد يومياً، ولعدة سنوات. رحلة الشيخ إلى بلجيكا ومقامه بها: في سنة 1407 ه توجه الشيخ رحمه الله إلى بلجيكا في رحلة للدعوة والإرشاد، بطلب من المغاربة المقيمين بها، و بإلحاح من مدير المركز الأستاذ عبد الله الأهدل رحمه الله، فاشتغل أستاذاً في المعهد الإسلامي بالمركز، يلقي الدروس بمعدل ثلاث إلى أربع دروس في الأسبوع، في: الفقه وأصوله والسيرة النبوية. وخطب لفترات بمسجد المركز، و في مساجد أخرى.إضافة إلى محاضرات ودروس وعظية تربوية ألقاها في بلجيكا وهولندا. و كانت مهمته الأولى في المركز: الفتوى، فقد كانت تخصص أيام للإفتاء، وغالباً ما تكون أيام: السبت و الأحد و الأربعاء. وترأس اللجنة التنفيذية للمسلمين ببلجيكا، و من مهام هذه اللجنة: - الدعوة إلى الله. - الإجابة عن الفتاوى كتابة. - إلقاء الدروس في المناسبات. - الإشراف على الإعلان بثبوت الأهلة. ثم رجع إلى الوطن لما عين رئيساً لمجلسها العلمي، وعين بظهير شريف نقيباً للشرفاء الصديقين و بني عبد المؤمن.وبمزالة الإشراف على الزاوية الصديقية. والحمد لله رب العالمين. إنا لله وإنا إليه راجعون الترجمة في أصلها كتبت بمعية شيخنا العلامة سيدي الحسن بن الصديق رحمه الله تعالى