قطع المغرب أشواطا كبيرة في الدبلوماسية الرياضية، آخرها ترشحه المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2030. هذه الخطوات، تأتي بعدما نجح المغرب في استضافة عدد من البطولات الدولية، وبروز فرقه ولاعبيه في مسابقات عالمية، فضلا عن الحضور البارز لمسؤولين في المنظمات الدولية الرياضية. وقبل هذا الترشح، استطاع المغرب أن يبصم على حضور قوي على مستوى الدبلوماسية الرياضية، أداء وتكوينا وحضورا على مستوى المنظمات الدولية. وسيكون المغرب على موعد مع إمكانية استضافة ثلاث بطولات رياضية كبرى، في السنوات ال7 المقبلة، بحال نجاحه في الفوز بالتصويت لاحتضانها خلال الشهور القليلة المقبلة. ويتعلق الأمر بكل من كأس العالم للفوتسال (الكرة داخل القاعة) 2024، وكأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030. وتبعا لذلك، فإن هذه المنجزات شكلت قوة ناعمة بطعم الرياضة، خصوصا أن المسؤولين المغاربة أكدوا ارتفاع وتيرة زيارة المغرب من طرف السياح، بعد النجاح الذي حققه المغرب في مونديال قطر. تتويج مغربي حقق المغرب العديد من الألقاب خلال العام 2022، جعلت نجمه يصعد؛ ويبقى احتلال المغرب المرتبة 4 في مونديال قطر أبرز إنجاز للبلاد في العام الماضي. وخلال ماي 2022، فاز الوداد الرياضي بلقب دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، عقب تغلبه على بطل النسختين الأخيرتين، النادي الأهلي المصري، بهدفين نظيفين، على ملعب "مركب محمد الخامس" في الدارالبيضاء. وخلال شتنبر 2022، توج نادي نهضة بركان بكأس السوبر الإفريقي، عقب تغلبه على جاره الوداد الرياضي بهدفين نظيفين، في مباراة أقيمت على ملعب "الأمير مولاي عبد الله" بالعاصمة الرباط. خلال مايو 2022، أحرز نادي النهضة البركانية كأس الاتحاد الإفريقي، بعد الفوز على أورلاندو بيراتس من جنوب إفريقيا. وتوج المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة بكأس العرب في السعودية خلال مايو 2022، وبلقب الدوري القاري خلال سبتمبر 2022، بعد تغلبه على إيران. كما احتل المنتخب المغربي للسيدات المرتبة الثانية في نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات، بعد منتخب جنوب إفريقيا، خلال 23 يوليو/تموز 2022، بمدينة الرباط. وفاز نادي "الجيش الملكي" المغرب لكرة القدم النسائية، خلال نوفمبر/تشرين ثاني 2022، بدوري أبطال إفريقيا للسيدات لأول مرة في تاريخه، إثر تغلبه على فريق "ماميلودي صن داونز" الجنوب إفريقي. كما احتل المغرب المرتبة السادسة، بمجموع 62 ميدالية، منها 13 ذهبية، و14 برونزية، و34 نحاسية، خلال ألعاب التضامن الإسلامي، بمدينة قونيا التركية ما بين 9 و18 غشت 2022، وتصدر المغرب الدول العربية المشاركة في هذه التظاهرة. وفي دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران، حصد المغرب 33 ميدالية منها 3 ذهبيات في مختلف الرياضات، محتلا المرتبة 14. وأحرز الرياضيون المغاربة (ذكورا وإناثا) 3 ذهبيات، و13 فضية و17 برونزية خلال مشاركتهم في الدورة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط. وفي ألعاب القوى، فاز سفيان البقالي، بذهبية بطولة العالم لألعاب القوى في مسافة 3000 متر موانع. مسؤوليات دولية ويشغل مسؤولون مغاربة، عددا من الاتحادات الإقليمية والدولي؛ إذ تم انتخاب المغربي فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، عضوا بمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ممثلا عن قارة إفريقيا، خلال مارس 2021. وجرى اختيار "لقجع" خلال انتخابات الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية للعبة، التي جرت في العاصمة المغربية الرباط. وسبق لفوزي لقجع أن تقلد مجموعة من المهام في العديد من الهيئات واللجان الكروية القارية والدولية، من بينها مهام النائب الثاني لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف". وفوز لقجع يُعد هو الأول من نوعه بالنسبة للمغرب في المؤسسة الكروية الأولى. وانتخبت رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، نزهة بدوان (بطلة المغرب في الألعاب القوى سابقا)، عضوا بمجلس إدارة الاتحاد الدولي للرياضة للجميع، الذي انطلقت أعمال جمعيته العمومية الانتخابية، في أكتوبر/تشرين أول 2022 بالمنامة، مقر الاتحاد. وخلال شتنبر 2019، حافظت نوال المتوكل على عضويتها داخل مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، في الانتخابات التي أجرتها هذه الهيئة الرياضية الدولية، في إطار جمعيتها العمومية بالدوحة. كما تم انتخاب رئيس الجامعة الملكية المغربية للإنقاذ، محمد علي غربال، رئيسا للاتحاد الإفريقي للإنقاذ للفترة ما بين 2021 و2024، وذلك خلال الجمعية العمومية الانتخابية. وتم انتخاب، محمد علي غربال، نائبا أول لرئيس الاتحاد الدولي للإنقاذ، ورئيسا للجنته المالية، وذلك خلال الجمعية العمومية الانتخابية، مارس 2021. وقرر المكتب التنفيذي لجمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية تعيين المغربية بشرى حجيج عضو في لجنة التطوير، خلال 5 مارس/آذار 2022. الرياضيون وبلغ عدد الرياضيين في المغرب نحو 312 ألفا بحلول 2022، في 57 نوع رياضة، 26 ألفا منهم إناث. وقالت وزارة الرياضة، في تقرير، إنها نظمت عدداً من البطولات في مختلف الرياضات ب 41 مدينة عام 2022. وبحسب إحصاءات رسمية، فإن وزارة الرياضة خصصت 150 مليون درهم (15 مليون دولار) سنويا لبناء ملاعب القرب. الاستثمارات خصصت الحكومة 2 مليار درهم لقطاع الرياضة. وفيما يتعلق بالتظاهرات الرياضية، وضع المغرب ترشيحه رسميا لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 بعد سحبه من غينيا. وبحسب تقارير إعلامية، نقلا عن مصادرها بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فإنها اقترحت 12 ملعبا رهن إشارة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. ومن بين الملاعب في المغرب، ملعب مولاي عبد الله في الرباط (53 ألف مقعد) وملعب محمد الخامس في الدارالبيضاء (45 ألف) وملعب مراكش 45 ألف، وملعب أدرار في أكادير 45 ألف، والمعلب الشرفي في وجدة 40 ألف وملعب الشيخ لغظف بالعيون 30 ألف. تظاهرات رياضية استضاف المغرب خلال السنوات القليلة الماضية العديد من التظاهرات الرياضية، فضلا عن انعقاد تظاهرات رياضية بحضور المسؤولين الرياضيين الدوليين. وزار جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، المغرب خلال السنوات الأخيرة الماضية. وتعود آخر مرة لزيارة إنفانتينو، خلال استضافة المغرب لكأس العالم للأندية خلال الفترة من 1 إلى 11 شباط/ فبراير 2023. وما بين بين 15 و19 يناير/كانون ثاني 2019، نظم الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا اجتماعات اللجنة التنفيذية الأولى في مدينة مراكش المغربية. وخلال يونيو 2021، أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، بمدينة الدارالبيضاء، المصادقة على إنشاء "دوري السوبر الإفريقي"، وذلك عقب اجتماع عقده أعضاء المكتب التنفيذي في المغرب. وخلال يونيو 2022، نظم المكتب التنفيذي ل"الكاف"، اجتماعا في العاصمة الرباط، وذلك على هامش كأس أمم أفريقيا للسيدات التي استضافتها المملكة. قوة ناعمة بعدما فرض المغرب نفسه في عدد المنظمات، واستطاع تأسيس بنية تحتية قوية داخل البلاد، فقد تمكن من توظيف ذلك من أجل ترويج لصورته الخارجية. وهذا يشكل قوة ناعمة على المستوى الرياضي؛ لذلك تحولت البلاد مؤخرا لمقصد لعدد من الدول الإفريقية التي تجري فترات إعدادية، أو تجري مباريات رسمية في إطار البطولات الإفريقية بملاعب المغرب. كما شكل مونديال قطر، فرصة كبيرة للمغرب لتسويق صورته، حتى بات العديد من الأفراد في دول أخرى يبحثون عن المغرب بكثافة في محركات البحث، لمعرفة المزيد عنه، وساهم ذلك في جلب عدد من السياح والمستثمرين.