لعب في صفوف فريق "أولمبيك وزان لكرة القدم " عدد لا يستهان به من النجوم. وإذا كان يصعب ذكر كل أسماءهم وخصوصيات كل واحد منهم، فإن القاسم المشترك بينهم هو أنهم كانوا يحضون بمحبة مستحقة من جمهورهم الذي يصدح بأسمائهم في الشعارات التشجيعية أثناء المقابلات، ويتم تداولها بين عموم المهووسين بالرياضة وأخبارها في المدينة. وفضلا عما كانوا يتميزون به من مواهب رياضية ، سواء من أبناء وزان أو من خارجها، فإن سمعتهم الطيبة كانت تجعل منهم نجوما يسكنون قلوب محبي الفريق. كانت دقائق المقابلات بالملعب البلدي تمر ثقيلة في حالة تسجيل الأهداف لصالح الأولمبيك ، وعادة ما كان يتم التماطل في إرجاع الكرة إلى أرضيته، وخاصة أنها كانت تتعداه لتصل إلى بناية الدرك الملكي المجاورة ، فينتظر الحكم إرجاعها في وقت لم تكن الكرات البديلة متوفرة ، بل كانت معدودة و مميزة بلونها الترابي . وكان الجمهور يبدأ بترديد لازمة:" شبع قنع ** يالربيط شوف فالساعة!" ، إشارة منه إلى ضرورة التعجيل بصفارة نهاية المقابلة بفوز الأولمبيك.. أما في حالة تلقي هدف من الفريق الخصم فتصبح الدقائق تجري بسرعة فائقة، فيحاول الجمهور الحد من وقعها على اللاعبين بالتشجيعات تارة وبالصفير على الفريق الخصم تارة أخرى، ويبعث للحكم "رسائل تهديد " مبطنة نظير: "آلربيط أمسخوط الوالدين !" وكان الجمهور يغادر الملعب- في حالة الانتصار – منتشيا وهو يسير وسط الطريق من بوابة الملعب إلى حدود وسط المدينة، يردد في قرارة نفسه أن "با لمحجوب ووليداتو ** حتى فرقة ماغلباتو! " ، وفي ذلك تعبير عن رغبة الجمهور الوزاني في أن يصبح فريقه العتيد رقما صعبا في بطولة القسم الوطني الثالث ، ولم لا تحقيق حلم الصعود إلى القسم الوطني الثاني فالأول، وهو الذي سبق له أن لعب نهاية كأس العرش في زمنه الذهبي مع فجر الاستقلال، فالمواهب موجودة والملعب نموذجي والجمهور رائع. وبذلك كان فريق الأولمبيك بمثابة الحصان الذي تراهن عليه المدينة لاسماع صوتها وحجز المكانة التي تستحقها بين الفرق المنتمية لعصبتها. وكنا نعيش الحدث يوم استقبال الفريق الضيف. كما كنا ننتظر النتيجة بشغف، ونستقصي الأخبار عند حلوله ضيفا على الفرق الأخرى. ولعل من عاشوا " زمن الأولمبيك" يتذكرون فرقا لدودة نظير "الشيكاݣو" واتحاد توارݣة " من مدينة الرباط وفريقي "سوق أربعاء الغرب" و" تيفلت" ، وهي التي كانت المواجهة معها تنتهي في أغلب الأحيان بحالة الطوارئ التي تهيمن على دار الضمانة -في حالة الهزيمة- فيصبح خروج الفريق الضيف مهمة صعبة يتحمل مسؤوليتها رجال الأمن. ونفس الأمر في حالة إجراء المقابلات بسوق أربعاء الغرب أو بالرباط ! وكان رفض الهزيمة يعد دليلا على حب المدينة وفريقها ، والرغبة في أن تتبوأ المكانة التي يستحقها بالنظر لما يضم الفريق من نجوم ذات مهارات ومواهب (…) وكان أمر ترقية الفريق من شأنه أن يثير انتباه الجهات المسؤولة للعناية بالمدينة وشبابها.. وفي كل موسم رياضي كانت النتائج المفرحة تبشر بالاقتراب من تحقيق حلم الصعود إلى القسم الثاني، لكن علامات الإحباط كانت تأتي بها رياح أخبار آخر المقابلات التي كان يتعرض الفريق خلالها لظلم بواح من طرف الحكام . هؤلاء كانوا يخضعون لضغوطات من طرف جهات نافذة للفرق المنافسة، فيتم تغيير النتيجة لصالحها، في الوقت الذي لم تكن لوزان لوبيات قادرة على الدخول في لعبة الضغوط أو مواجهتها لانتزاع الحق في الترقي ونشر الفرحة بين أهل المدينة. وستتوالى المؤامرات والغبن ضد "شباب أولمبيك وزان" ، وهو الذي أصبح الوريث الشرعي لفريق الأولمبيك، وقد ضم بدوره في صفوفه نجوما ومواهب كروية فريدة. (يتبع). *كاتب باحث في التاريخ الحديث