يحتفظ تاريخ الرياضة المغربية بأسماء العديد من الفرق التي كان لها باع طويل في كرة القدم وأصبحت اليوم في خبر كان، فرق دخلت يوما السباق المحموم من أجل نيل اللقب، ردد أسماءها جمهور كبير في المدرجات وجاءتها أندية عالمية تخطب ود لاعبيها الكبار.. سمعنا عنها وقرأنا عن بعضها، وتفرجنا على بعضها الآخر، وكان الحديث يأتي دوما بلغة الإبهار، فقد تشكلت الفرق يوما من كبار لاعبي الكرة المغربية.. كانت طيلة مسارها الرياضي مهابة الجانب، يقام لها ويقعد ويكفيها فخرا أنها قدمت لبطولتنا جيلا من المبدعين، وساهمت إلى حد كبير في صنع مجد رياضتنا الوطنية.. فرق ذاع صيتها، فازت بألقاب وتربعت يوما على عرش البطولة الوطنية، لكنها أصبحت، اليوم، نسيا منسيا.. ولكن لايزال التاريخ يحفظ لهذه الفرق دورها الفعال في محاربة الاستعمار، وتعترف لها أندية قسم الكبار بالباع الطويل في كرة القدم.. وبعد مسار التألق توجد الآن خارج مساحة الأضواء للأسف الشديد، تتحسس طريقها في أقسام شرفية تضيع فيها لمسة الإبداع وتفتقد في أحايين كثيرة لدفء المنافسة القوية.. تلكم سادتي حكاية فرق هوت من القمة إلى السفح، حكاية تستحق أن تروى لجيل جديد ربما لا يعرف عن الفرق سوى اسمها، ولا يحتفظ لها في ذاكرته بجولات بطولية في قسم الكبار كانت أحصنته الرابحة.. «المساء» تدعوكم في هذا الملف للتعرف على أندية وطنية، تسكن أرشيف الرياضة المغربية، لا يذكرها البعض إلا في مناسبات قليلة.. فرق كانت مصدر فخر لجمهورها، وقدمت للمغرب أسماء لاعبين كبار موهوبين، ساهموا يوما في بناء صرح رياضي متين.. لكنها بعد سنوات تألق، توقف نبضها، وصارت في خبر كان، وأصبح الحديث عنها أشبه ب«حجايات» جميلة نحتاج معها إلى صيغة الماضي، «كان يا ما كان».. لنبدأ حكاية فرق عزت ثم هانت.. وتعالوا لمعرفة بقية الحكاية.. شباب المحمدية.. تغنى يوما بلاعبيه الكبار، كان الجميع يلهج بذكر أسماء فرس واعسيلة والحدادي، وتحول ملعب البشير إلى مزار لكل الباحثين عن متعة الكرة.. نهضة سطات، احتضنته شركات كبيرة، واحتضن هو بدفء جمهورا سطاتيا كان يفتخر بلاعبيه المميزين العلوي والسليماني، ويتذكر بفخر جيل راغيب والركبي وبوخنجر.. النهضة القنيطرية، كان سعيدا جدا بمواهب لاعبيه، كان هناك اجنينة والطواهرية والحارس العنكبوت أيت صالح.. وكان ديربي سبو يسرق أنظار كل المهتمين بالشأن الرياضي.. الأولمبيك البيضاوي، تقاسم مع الوداد والرجاء شعبيتهما، وحقق في ظرفية وجيزة ألقابا وطنية وعربية لم تتحقق لغيره من الأندية الوطنية.. لعب له ظلمي والبياز والتيمومي، وأبدع داخله أوزوكات وبوالرواين وموماريس.. وتمكنت فرق أخرى مثل الاتحاد البيضاوي والاتحاد القاسمي وسطاد المغربي واتحاد اتواركة ونجم الشباب ومجد المدينة، من التوقيع بالخط العريض في سجل الرياضة الوطنية.. وبصمت على تفوقها الرياضي بالكعب العالي.. لكنها تعاني اليوم في صمت، تمضي خجولة في أقسام الهواة، وتتذكر أنها سادت يوما والآن بادت.
فرق مغربية أصبحت في خبر كان النهضة القنيطرية.. نافس يوما الكبار ويجد نفسه اليوم مرغما على مقارعة الصغار في القسم الرابع في تاريخ بعيد من زمن مضى، كانت مدينة القنيطرة تفخر بالنادي القنيطري والنهضة القنيطرية، كانت مدينة سبو تستمتع بالديربي الكبير بين فريقيها، وكانت متعة القنيطيريين أكبر من أن توصف. واليوم يشدنا الحنين للحديث عن فريق النهضة القنيطرية الذي رأى النور سنة 1949، على أيدي بعض المحبين، لكن مسار الفريق سيتوقف في سنة 1954 بعد اعتقال مؤسسه عبد الرحمان الكريك، ومعه بعض أعضاء النادي ككالا وبيبيشة ودلال وطويحينة.. بعد أن كان الطموح كبيرا في إجلاء المستعمر الفرنسي.. بعدها بسنتين، سيتم الإفراج عن المقاومين الخمسة، وعاد الفريق سريعا لميادين التباري، إذ انضم آنذاك إلى أندية القسم الوطني الرابع، حتى وإن عانى الفريق كثيرا قبل الانخراط في جامعة الكرة.. كانت بداية مشوار الفريق القنيطري جيدة، فقد حقق الفريق صعوده للقسم الثالث في موسم 58/59. في موسم 63/64 ، اندمج فريق النهضة مع فريق العلم القنيطري، كان ذلك بمثابة لحظة تاريخية من عمر الفريق، الذي سيلعب حينها ديربيا تاريخيا ضد النادي القنيطري الذي كان واحدا من أضلاع القسم الوطني الأول، كانت المناسبة مباراة ثمن نهاية كاس العرش، والتي انتهت بفوز مستحق للكاك، ولو بهدف وحيد.. كان فريق النهضة يصارع من أجل الصعود إلى القسم الوطني الثاني، كان الجميع يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وكان الحلم كبيرا في أن يكون للنهضة القنيطرية حضور كبير في المنافسات الرياضية الوطنية.. ولم يتأخر أمر الصعود طويلا، فسنة بعد ديربي القنيطرة، سيتمكن فريق النهضة من العبور إلى القسم الثاني، وكان قريبا من لعب مباراة نهاية كاس العرش لموسم 65/66 ، بعد خروج مشرف من مباراة النصف ضد النادي المكناسي.. ووصل في يوم تاريخي إلى القسم الوطني الأول، وأصبح للقنيطرة خصمان كبيران يمنحان الدفء لبطولتنا الوطنية. وسعد الجمهور القنيطري يومها بهذا الوافد الجديد على قسم الكبار، فرح بديربي المتعة، وبفريق آخر قادم بقوة ليساهم في صنع ملاحم رياضية قنيطرية في منافسات البطولة والكأس. كان فريق النهضة محظوظا في منافسات كأس العرش، فقد وصل في سنة 1978 إلى نهاية كأس العرش بعدما تغلب على فريق الجيش في ربع النهائي بثلاثة أهداف لواحد، وكان مطالبا يومها بمواجهة بطل الدوري المغربي الوداد البيضاوي في نهاية لاتنسى احتضنها ملعب سانية الرمل بتطوان، وانهزم بثلاثية نظيفة. وتكرر نفس الإنجاز في سنة 1982، حيث لعب النهاية ضد الرجاء البيضاوي وخسرها بصعوبة بعد هزيمة صغيرة في مركب محمد الخامس بالبيضاء، وكان الفريق قد انتصر في مباراة النصف على فريق المغرب الفاسي وهزمه بثلاثة أهداف لهدفين. ولم تتوقف عجلة الفريق عن الدوران، ففي سنة 1984 سيعود الفريق بثقة ويضمن لنفسه مكانا في مباراة نهاية كأس العرش، المباراة التي أهدت فريق الجيش الملكي كأسها بصعوبة كبيرة. وفي سنة 1985 ، دخل الفريق غمار المنافسات الإفريقية، شارك في منافسات كأس الاتحاد الإفريقي، وانهزم أمام فريق جان دارك السينغالي بهدف لصفر. كان فريق النهضة القنيطرية يتكون من لاعبين كبار، كان يضم حينها حارسا عملاقا اسمه سعيد أيت صالح، ولاعبا مبدعا اسمه حميد جنينة، ولن ننسى عبد اللطيف الطواهرية، عبد الله أحجام ، حسن الخباز، منصور لبيض، عبد الحق الصرايدي، حسن خشان، عبد اللطيف لبريني، حسن فقير، عبد الله لشهب، التهامي بويكة، وأسماء أخرى ساهمت إلى حد كبير في الإشعاع الرياضي لمدينة القنيطرة. تمكن الفريق من ضمان بقائه بالقسم الوطني الأول، فقد لعب ستة مواسم إلى جانب أندية قوية كانت حبلى بالعديد من الأسماء الوازنة في الساحة الرياضية، قبل أن يغادر القسم صاغرا في سنة 1987 بعد أزمة مالية خانقة، وكانت حسرة القنيطريين كبيرة بنزول واحدا من الفرق المميزة إلى القسم الثاني، واستعصى على الفريق العودة سريعا إلى الأضواء، وكان قدره الإهمال والتهميش. الآن، يقبع فريق النهضة القنيطرية في القسم الرابع، يتذكر بأسى كيف يعيش وحيدا في الظل، كيف أصبح نسيا منسيا، لايعرفه جيل كبير من الشباب، ولا يسأل عن لاعبيه أحد، وهو الذي كان يأتيه جمهور عريض للاستمتاع بفنه الرياضي، وأذكر أن العديد من أبناء ذلك الجيل لم يترددوا يوما في بعث رسائل الإعجاب لحارسه الكبير أيت صالح، وكيف كان آلاف المشجعين يحفظون عن ظهر قلب اسم عبد اللطيف جنينة. فمن يزيح عن الفريق غبار غياب السنين عن دائرة الأضواء؟
الاتحاد البيضاوي.. تقاسم مع الوداد والرجاء شعبيتهما الكبيرة ويتقاسم الآن همومه مع أندية صغيرة شكل نزول فريق الاتحاد البيضاوي إلى قسم الهواة حديث كل المهتمين بالشأن الرياضي في بلادنا، كانت صدمة جمهور أبناء الحي المحمدي كبيرة جدا، وطرح الجميع سؤال الغضب والحسرة: كيف يعقل أن يغادر فريق «الطاس» قسما كان هو علامته المميزة؟ في البيضاء، كان فريق الاتحاد البيضاوي يتقاسم مع الوداد والرجاء شعبيتهما الكبيرة، كان ملعب الطاس يغلي كل نهاية أسبوع بعدد جمهوره، وكان الفريق يكافئ محبيه بنتائج جيدة، كانت الفرجة مضمونة واستحق الفريق احترام منافسيه.. تأسس فريق الاتحاد البيضاوي سنة 1947، في منطقة قاومت الاستعمار، في تلك الحقبة التاريخية، تجمع بعض المحبين من أجل تأسيس ناد رياضي بالحي المحمدي، لتأكيد وجوده رياضيا، وأن يكون بمثابة غطاء لتحركات أفراد المقاومة، كان على الفريق أن يلعب في قسم الهواة نظرا لما عاناه من تعنت داخل الجامعة الفرنسية التي لم تسمح له بمزاولة نشاطه الرياضي على نطاق واسع، بعد ذلك تم تأسيس جامعة حرة لكرة القدم، انضم إليها فريق «الطاس» الذي كان يتكون حينها من لاعبين كبار من أمثال الحارس سكارين، كان الفريق يحمل تحديا رياضيا ويسعى لاعبوه لتفجير طاقتهم في دوريات رياضية كبيرة. وهو ما سيتحقق للفريق في سنة 1950 ، إذ سمح للفريق بالانخراط في العصبة الفرنسية، كانت بداية المشوار بالقسم الرابع، وكانت اللحظة مناسبة لظهور لاعبين شبان كالزاز وميلود لعور دون أن نغفل ذكر أسماء أخرى شكلت النواة الصلبة داخل الفريق البيضاوي كالمعطي لحريزي والعربي الصغير. توالت الفترات التاريخية وتوالى معها ظهور لاعبين موهوبين عبرت أسماؤهم لذاكرة الجمهور الرياضي بالمغرب، وتمكن الفريق من التدرج عبر الأقسام كلها ليكون واحدا من الأحصنة التي تنافست يوما على لقب الدوري المغربي في قسم الكبار، كان أمر تأسيس الفريق وتنافسه على الألقاب أمرا صعبا في ظل وجود أندية أخرى كبيرة داخل مدينة البيضاء، لكن الفريق نافس الرجاء والوداد في شعبيتهما، وضاق به ملعب الحفرة لينتقل إلى ملعب العربي الزاولي حيت كبر حجم المنافسة وكبر عدد جمهوره. وتحقق أمنية مؤسسيه في أن يكون لفريقهم اسما يستحق الاحترام في بطولتنا الوطنية. عرف الفريق أوج عطائه تحت قيادة العربي الزاولي، الرجل الذي جعل من مدرسة الطاس معقلا لتفريخ النجوم، ومن منا لا يذكر نومير وبؤسة، والإخوة الزيتوني، والمسكيني والغزواني الذي كان أحد نجوم مونديال المكسيك في سبعينيات القرن الماضي، ولن ينسى أبناء الحي المحمدي مولاي عبد الله والمهدي ملوك، ويفخرون بلاعبين آخرين ساهموا يوما في صنع الفرجة في ميادين التباري رفقة الطاس. وأين هو جيل حكمي، كان با العربي، الرجل القادم من الشياظمة، قد صنع نجوما بصموا على حضور قوي في بطولتنا الوطنية، لعب في بدايته مساره الراضي بفريق الصخور السوداء ثم فريق الكوك في أربعينيات القرن الماضي وهي نفس الفترة التي عرفت تأسيس فريق الاتحاد البيضاوي تحت رئاسة محمد العبدي. عمل العربي الزاولي رئيسا لودادية المدربين، ودرب المنتخب المغربي رفقة الأب جيكو، ومنتخب الأمل رفقة العربي بنمبارك، جاور الرجل كبار المدربين المغاربة، وكان أبناء البيضاء يحفظون اسمه عن ظهر قلب، فلا يمكن اللعب لأندية مثل الوداد والرجاء وغيرهما دون المرور بمدرسة الاتحاد البيضاوي، فقد تخصص الرجل في اكتشاف المواهب، وقصده العديد من اللاعبين الراغبين في البحث عن النجومية. وارتبط اسم الطاس باسم العربي الزاولي، ولا يمكن الحديث عن الفريق وإغفال ذكر اسم با العربي رحمه الله. والذي جعل من الفريق خصما عنيدا لكل الفرق، وتعدت شعبيته مدينة البيضاء، وعزز لاعبوه صفوف الأسود، كان فريق الإتحاد البيضاوي واحدا من رموز الرياضة المغربية، شكل متنفسا لكل ساكنة الحي المحمدي الذي ناضل يوما من أجل استرجاع سيادة الوطن، وشكل الفريق آنذاك مدرسة لإنجاب النجوم. بعد مسار رياضي طويل، يذكر التاريخ لفريق الاتحاد البيضاوي أنه نافس على كأس العرش وتحدى أندية كثيرة في قسم الكبار، وقدم لنا لاعبين مبدعين، ولكن هذا التاريخ يسجل للفريق نزوله إلى قسم الهواة مثل أي فريق صغير بلا أمجاد، وهو الذي يمثل حيا كبيرا يعج بالمشاهير في كل المجالات. تعددت مشاكله المادية ويجد نفسه وحيدا يبحث عن طوق نجاة في قسم الهواة، فمن يعيد قطار «الطاس» لسكته الصحيحة؟
اتحاد سيدي قاسم.. حكاية فريق يقبع بعد طول تألق في قسم الهواة تأسس فريق الاتحاد القاسمي في سنة 1927، كان يحمل حينها اسم «النادي الرياضي لباتيجا» قبل أن يحمل اسم فريق اتحاد سيدي قاسم في عهد الاستقلال، صعد الفريق إلى القسم الوطني الأول في موسم 1967. 1968 ، كان يدرب الفريق آنذك الحاج أحمد بلخدير المعروف ب «ميدور» والد الحارس صلاح الدين حميد، ضم الفريق حينها أسماء كبيرة من أمثال عبد الله الشاوي، والإخوان بندريس والإخوان العامري، والإخوان دحان، إضافة إلى سليطن، والعربي شباك، كان الفريق يعج بالنجوم، احتل بفضلهم رتبة الوصيف في موسم 1971/1972 وراء فريق الجيش الملكي الذي توج حينها كبطل، ولعب نهايتين لكأس العرش ضد كل من شباب المحمدية في موسم 74/75 وخسرها بهدفين لصفر، كما خسر النهاية الثانية في موسم 1980/1981 ضد فريق المغرب الفاسي، بهدف وحيد سجله اللاعب حميد خراك، وتوج الفريق بطلا للقسم الثاني ثلاث مرات. وقد تعاقب على رئاسة الفريق مجموعة مسيرين من أمثال الفرنسي فافا، والحاج لحسن الدليمي وإدريس الكرتي وعزيز العامري. يتحدث العربي شباك عن الفترة الذهبية للفريق القاسمي: « كان الفريق يضم بين صفوفه أسماء ممتازة، ونافس على اللقب في سبعينيات القرن الماضي، كان همنا الوحيد أن نوقع على حضور جيد في البطولة الوطنية، لم يكن الجانب المادي يشكل هاجسا بالنسبة إلى كل اللاعبين، لقد أردنا فقط أن نرفع من المستوى الرياضي داخل مدينة سيدي قاسم، كان التجاوب كبيرا بيننا وبين جمهور عاشق، استطاع الفريق أن يقنع أمام أكبر الأندية، واستحق مكانته، لقد استطاع فريق اتحاد سيدي قاسم أن يكون تركيبة بشرية منسجمة، وكان لا بد له أن يترجم تفوقه الميداني بالبحث عن الألقاب، لعب نهاية كأس العرش مرتين وخسرهما معا، كما احتل رتبة وصيف البطل في موسم 71/72 ، لم يكن الحظ بجانب الفريق وظل أرشيفه الرياضي خاليا من الإنجازات ولست أدري كيف أصبح الآن مجرد فريق بلا تاريخ، يتنافس في قسم الهواة، ولا يذكره اليوم أحد» كان طموح فريق الاتحاد القاسمي كبيرا، فقد نافس طويلا من أجل أن يحتفظ لنفسه بمكانة جيدة بين فرق الصفوة، وفي ثمانينيات القرن الماضي سيبلغ الفريق قمة العطاء، كان يتوفر على ترسانة من اللاعبين الجيدين، كان هناك إدريس اللوماري، وعبد الرحيم كروم، والهداف عزيز الشوح، حسن الركراكي، بصيلة والإخوان جبيلو، وكان يقود الفريق المدرب عزيز العامري، كما لعب له ودربه الناخب الوطني رشيد الطاوسي، وتمكن حفار القبور من هزم أندية كبيرة في القسم الوطني الأول، لم يسجل الفريق إنجازات كبيرة تذكر ولكنه على الأقل كسب احترام أندية كبيرة وكانت جماهير غفيرة تردد اسمه في الملاعب.. «سيدي قا… سيدي قا… سيدي قاسم» بعد فترة الجيل الذهبي الذي قاده يوما اللوماري ومعه الشوح الهداف الذي حمل المتعة لفريقي إتحاد طنجة والأولمبيك البيضاوي، يقبع الفريق في قسم الهواة، يتذكر الشوح، الهداف الذي يحفظ الحراس اسمه، حقبة التألق مع الفريق القاسمي : « أذكر أن أول مباراة لي مع فريق الاتحاد القاسمي كانت ضد فريق النهضة القنيطرية ولعبت مباراة ثانية ضد المغرب الفاسي، واستطعت أن أسجل هدفا ضد حارس كبير اسمه الهزاز، لعبت بالفريق ثمانية أعوام، لم تكن الإمكانيات المادية كبيرة، ولم نكن نهتم بدورنا بالجانب المادي، كان الجميع يركز على اللعب والشهرة وحب القميص، لقد كانت سنوات رائعة تعرف علي خلالها جمهور الكرة، واستأنست كثيرا بأجواء التنافس الرياضي على نطاق واسع، ولكنني أأسف الآن لحال فريق كان ينافس أندية كبيرة في بطولتنا الوطنية قبل أن يتحول إلى مجرد اسم صغير في قسم الهواة.» الآن ينسى الفريق القاسمي بداياته، يصارع في قسم الهواة على نقاط فوز لا تغني ولا تسمن من جوع ويتخبط في مشاكل كثيرة، يشتكي من غياب الموارد المادية ويتذكر بمرارة حين كانت تحتضنه أكبر المؤسسات في سبعينيات القرن الماضي ولا يهتم الآن لأمره أحد.
شباب المحمدية .. شبّ على البحث عن الألقاب ويشيب اليوم للخروج من عتمة الأقسام الشرفية أن تستحضر أسماء فرق البطولة الوطنية، فأنت ملزم بذكر واحد من أسمائها الكبيرة، شباب المحمدية، الفريق الذي أرغم جمهور مدن أخرى على تشجيعه وعلى التعلق به، كان الفريق علامة بارزة في تاريخ الكرة المغربية، تسكن أسماء لاعبيه ذاكرة كل المغاربة وتصله بطائق الإعجاب من المغرب كله.. وبعد سنوات المجد الرياضي، بعد تاريخ رياضي حافل، وبعد أن حول إليه أنظار جماهير عريضة بمدينة الزهور، تأتي على الفرق لحظة يركن فيها في الظل، لم يعد ملعب البشير يفرش له الورود، أصبح الفريق غريبا حتى عن اقرب الناس إليه، ويتطلب الحديث عنه جمل حسرة وأسى على فريق يستقر الآن في ركن ضيق في قسم الهواة، وهو الذي ضم يوما نجوم الكرة المغربية، كان الفريق يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، حتى وإن كان يقاسمه فريق الاتحاد إعجاب أبناء مدينة فضالة، وكان ديربي المحمدية يشد إليه اهتمام مدن أخرى مجاورة. تأسس فريق شباب المحمدية سنة 1948، ومضى يبحث لنفسه عن موطئ قدم في بطولتنا الوطنية، تدرج عبر كل الأقسام، ليجد نفسه في موسم 60/61 بالقسم الوطني الأول، ولم يتوقف طموح الفريق عند تحقيق الصعود لقسم الصفوة، فقد كان لجيل كامل من المبدعين أن يتوجوا مسارهم الرياضي بالألقاب، لم يتعب الفريق كثيرا في تحقيق ذلك، ففي سنة 1975، سيفوز الفريق بكأس العرش بعد أن تغلب في النهاية على فريق اتحاد سيدي قاسم بهدف واحد لصفر، وعاد الفريق من جديد ليلعب نهاية كأس كبيرة يتذكرها كثيرا أبناء ذلك الجيل، وخسر الفريق رهانه أمام فريق الوداد البيضاوي بهدفين لواحد في مباراة تألق فيها كالعادة نجوم الشباب، وفي سنة 1999 كانت نهاية كأس العرش الثالثة في تاريخ الفريق والتي انتهت لصالح الجيش الملكي بهدف واحد لصفر، لقد كان حضور النادي قويا في كل المحافل الرياضية، وتوج جهوده بإحراز الكأس المغاربي سنة 1972 بعد أن تفوق على زملاء الحارس التونسي الكبير عتوكة. ولم يتوقف الأمر عند كأس العرش فقط، قد تمكن الفريق من الفوز بالدوري المغربي سنة 1980 ، كان الفريق في تلك الفترة الذهبية يفخر بمدربه عبد القادر لخميري، وبالمسير أيت منا، اللذين عاشت معهما الشباب أحلى لحظات القدر، دون أن نغفل ذكر أسماء لاعبين مبدعين ساهموا في إنجازات الفريق التاريخية، ولن ننسى أبدا فرس وعسيلة والحدادي والإخوان الرعد وكلاوة وميكيل، لقد قاد لخميري يوما ترسانة من اللاعبين ليوقعوا في السجل الذهبي للكرة المغربية، كان لخميري مدربا كبيرا يستحق الإشادة، كما درب الفريق التيباري وعبد الله السطاتي وأحمد العماري وحرمة الله.. ولن ننسى طبعا جيل روكي والزياتي والعراقي. قضى شباب المحمدية، 23 سنة بالقسم الأول قبل أن يعود للقسم الثاني موسم 83/84 ، ولم يتأخر أمر عودته إذ سرعان ما استعاد الفريق توازنه وعاد إلى القسم الأول سنة بعد ذلك، ثم نزل من جديد في موسم 87/88 ، وعاد مع العماري لقسم الأضواء في موسم 92/93 ، لكن حنين القسم الثاني شده من جديد فعانق قسم الموت سنة 2001 ، وبقي على حال الهبوط والصعود حتى وجد نفسه في الأخير في براثن قسم الهواة، يبحث عن خلاصه، يبحث عن عودة منطقية إلى القسم الثاني. حيث يمكن للحلم أن يتشكل على أكثر من نحو. يذكر التاريخ الرياضي للفريق أنه ضم يوما لاعبين إخوة، كان أبناء المحمدية يتنافسون فيما بينهم على حب الفريق، كان هناك الإخوة الرعد، وميكيل والحدادي وكلاوة. ويفخر الفريق بنجمه أحمد فراس الفائز بالكرة الذهبية وأحد أهم أعمدة المنتخب المغربي في سبعينيات القرن الماضي. شباب المحمدية، يجتر آلامه في قسم الهواة، يتذكر حين كانت تخشاه أندية كبيرة، وحين تغنى الجمهور المغربي بلاعبيه وكيف كان الفريق يقيم الأعراس كل نهاية أسبوع في ملعب البشير، ولكن بعض المسؤولين ينسون عمدا أن هناك فريقا ساهم في كتابة صفحات التاريخ الرياضي بالمغرب، ويجب أن يعود للأضواء من جديد. وهي مناسبة للتذكر، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
نهضة سطات.. عاش مجدا رياضيا وتسابقت المؤسسات الكبرى لاحتضانه ويعاني اليوم في قسم الهواة في سنة 1944، كان التفكير في تأسيس فريق رياضي مغربي بمدينة سطات، تزامن ذلك حينها مع تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وكأن الجماعة التي أرادت تأسيس فريق رياضي وطني كانت تعمل بدورها على المطالبة بوثيقة استقلال رياضي، لقد كان الإصرار كبيرا من طرف محبين آلمهم ألا يكون لمدينتهم فريق رياضي مستقل عن الفرنسيين. وهو ما تحقق في سنة 1946، وتم تأسيس فريق سطاتي أطلقوا عليه اسم «فريق النهضة الرياضية االسطاتية»، لكن فرحة محمد بودراع،الرئيس المؤسس للفريق، لم تكتمل بعد أن تم رفض الترخيص للفريق بمزاولة نشاطه الرياضي، من طرف المسؤولين الفرنسيين، ولم تفقد الجماعة الأمل، حتى وإن تكرر رفض طلبها أكثر من مرة، وكان أسهل الطرق هو طلب الانتماء إلى الجامعة العمالية التابعة للنقابة، وسمح للفريق بعد ذلك بالانضمام للجامعة وأصبح يحمل اسم النهضة الرياضية العمالية السطاتية، وفاز بالبطولة العمالية والكأس في سنته الأولى، وكان لهذه النتائج صدى طيبا استحسنه جميع المهتمين الرياضيين، فتمت الموافقة بعد ذلك بانضمام الفريق إلى الجامعة الفرنسية سنة 1948. كان على الفريق أن يتحمل سنوات اللعب في القسم الثالث، إلى أن التحق بالقسم الثاني في سنة 1957 . القسم الذي ضم حينها أقوى الأندية الوطنية والتي كانت تسعى بدورها للصعود إلى قسم الصفوة، وطال انتظار الفريق ليحقق حلمه الكبير، ففي سنة 1965 ، انتقل الفريق إلى القسم الوطني الأول بعد مباراة حاسمة ضد فريق نجم مراكش في ملعب الحارثي، واستمرت الاحتفالات طويلا في مدينة سطات. سنة بعد ذلك، عمل فريق النهضة السطاتية على تجديد دمائه، وكان لابد من البحث عن مدرب مقتدر يقود الفريق السطاتي للتنافس على الألقاب، لم يتطلب الأمر وقتا طويلا، فقد تم اختيار عبد الله السطاتي ليقود الفريق في القسم الأول، فقد كان الرهان هو ضمان رتبة آمنة للفريق في سبورة الترتيب، ضم الفريق حينها لاعبين مميزين كقاسم السليماني واحمد العلوي والمعطي خراز وبلفول وعمر بودراع، يساندهم جمهور عريض كان همه الأول هو أن يجد الفريق لنفسه مكانة تليق بإمكانياته الكبيرة. لم يتأخر الفريق السطاتي في حصد نتائج مجهوداته، ففي سنة 1967 ، كان الفريق على موعد مع التاريخ، لعب أول مباراة نهائية له في كأس العرش ضد فريق الفتح الرباطي بالملعب الشرفي بالبيضاء، خسرها بهدف واحد لصفر، في مباراة قدم خلالها الفريق السطاتي عروضا طيبة. استفاد الفريق من هزيمته، كبر طموحه في الوصول إلى نهاية أخرى مماثلة، وكان له ما أراد سنة بعد ذلك. ففي موسم 68/69 سيحرز الفريق لقبه الأول، فاز بكأس العرش بعد مباراة لن ينساها السطاتيون أبدا، أمام خصم عنيد اسمه النادي القنيطري، وبعث العديد من المعجبين بطائق التهاني لفريق»النهيضة». لقد تحققت رغبة جيل من اللاعبين الذين يسكنون بفخر ذاكرة الرياضة السطاتية، ومن منا لا يحفظ اسم العلوي والسليماني اللذان عززا صفوف المنتخب المغربي في مونديال مكسيكو 70 . بعد حصوله على كأس العرش، شارك فريق النهضة السطاتية في دوري مغاربي ببلادنا، إلى جانب كل الفرق الفائزة بكأس العرش في كل من الجزائر وتونس وليبيا، وفاز الفريق في مباراته الأولى ضد الفريق الليبي ولعب النهاية ضد فريق تونسي كان يلعب له حينها الحارس الكبير «عتوكة»، وتمكن فريق النهضة من كسب مباراته والتتويج بالتالي بكأس المغرب العربي. ولم تتوقف إنجازات الفريق عند هذا الحد، ففي سنة 1970 ، لعب الفريق نهاية كأس العرش للمرة الثالثة، هذه المرة أمام منافس كبير اسمه الوداد البيضاوي، وخسرها بعد تنافس شديد بين الفريقين. وفي العام الموالي، سيعمل الفريق السطاتي على تدوين اسمه في سجل الفرق الفائزة بلقب البطولة، كان يدرك جيدا أن الفرصة مواتية أمام جيل ذهبي لن يتكرر في سطات مرة أخرى، ومن أجل تحقيق حلم كهذا تعاقد الفريق مع اللاعب الكبير العربي بنمبارك ليقوده في السباق المحموم نحو اللقب الذي تحقق بفضل إرادة لاعبين موهوبين ومدرب مقتدر وجمهور عاشق. كان ذلك في سنة 1971 . كما شارك الفريق في دوري محمد الخامس. بعد هذه الحقبة الذهبية التي يذكرها جيل من اللاعبين القدامى، ويتذكرها أبناء مدينة سطات، يعاني فريق النهضة في صمت، سقط إلى قسم الهواة، وأصبحت إنجازاته تحكى في المحافل الرياضية، ومن منا لا يذكر جيل المبدعين راغب وفتاح والركبي وبوخنجر، من منا ينسى الحارس رونق وبنزكري، ولكن ينسى العديد من المهتمين داخل عاصمة الشاوية أن هناك فريق كبير يجب أن يعود لواجهة الأحداث الرياضية من جديد. فقد اشتاق ملعب سطات إلى زيارة الفرق الكبيرة لفريق «النهيضة»، وحان الوقت لكي تنهض «النهيضة» من سباتها العميق.
هلال الناظور.. بزغ هلاله في ثمانينيات القرن الماضي ويغيب الآن عن سماء الكرة المغربية تزامن تاريخ تأسيسه مع تأسيس جامعة كرة القدم، كان ذلك في سنة 1956 على يد أحمد لعروسي الملقب ب»خيرة» بمعية مجموعة من الشخصيات الرياضية بمدينة الناظور.. كان الحديث عن إنشاء ناد رياضي في ليلة رمضانية، كان فيها القمر هلالا، فكانت فكرة تسمية الفريق ب «هلال الناظور».. لعب الفريق بالأقسام الشرفية، كان يحاول جادا الانفلات من كماشة الفرق الصغرى والالتحاق بأقسام الكبار، كان الفريق يدرك أن أمر تحقيق ذلك يتطلب بدل جهود مضاعفة، وتعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد، وتوفير مناخ رياضي سليم. ظل فريق هلال الناظور يبحث عن بطاقة العبور للقسم الثاني، وتحقق له ذلك في سنة 1979 ، بعد أن تغلب على فريق المدينة الثاني فتح الناظور، لتأخذ المنافسة شكلا آخر من التحدي، كان القسم الثاني حينها يضم أندية قوية بطموح مشترك، كان البحث عن الصعود للقسم الأول هدفا مشتركا بين الفرق كلها.. كان الفريق قريبا في العديد من المواسم بتحقيق مبتغاه، وخسر يوما رهان الصعود بعد هزيمته أمام النهضة القنيطرية، لكنه لم يتعب من السباق المحموم على لقب القسم الثاني، ففي سنة 1984 ، سيجد الهلال الناظور نفسه في مباراة حاسمة أمام جمعية سلا، لكن الحظ عاكسه من جديد، وتأجل أمر الصعود إلى وقت لاحق… كان كل لاعب في الفريق يعرف جيدا أن بداية الألف ميل تبتدئ بخطوة واحدة، لم يتعب أبناء الناظور من تشجيع فريقهم، فقد كان حلمهم جميعا أن يروا فريقهم في قسم الصفوة ينافس الكبار، وهو ما سيتحقق للفريق بعد حين من الزمن. في سنة 1986 ، كان فرح المغاربة كبيرا بتأهل منتخبهم إلى الدور الثاني من بطولة كأس العالم بالمكسيك، لا صوت كان يعلو على صوت الرياضة.. وفي تلك السنة، عاش أبناء الناظور فرحتين، فقد انتقل فريقهم إلى القسم الأول، في يوم يتذكره الجميع في مناسبات كثيرة.. وضم الفريق طيلة مشواره الرياضي أسماء كبيرة كاللاعب الروبيو وأقشار وخينطو وحروش واللاعب المميز بنخدة الذي التحق فيما بعد بفريق الوداد البيضاوي.. وأسماء أخرى كثيرة وقعت مع فريق الهلال على حضور قوي في المنافسات الرياضية.. عاش الفريق حقبته الذهبية في ثمانينيات القرن الماضي، نافس على لقب الدوري ولكن بقاءه بقسم الصفوة لم يدم طويلا، إذ سرعان ما عاد الفريق إلى القسم الثاني بعد أن قضى ثلاثة مواسم إلى جانب أندية كبيرة، أبان خلالها عن علو كعبه، وكسب احترام باقي الفرق.. لكنه مكث طويلا في القسم الثاني، وعندما كان البعض يمني النفس بعودة سريعة إلى قسم الأضواء، سقط الفريق إلى قسم الهواة، وشكل الحدث صدمة كبيرة لعشاق الفريق.. وفي سنة 2002 استجمع الفريق قواه وعاد للقسم الثاني، لكنه ما لبث أن انزلق إلى قسم الهواة من جديد بعد خمسة أعوام فقط على تواجده في القسم الثاني… ثم قاوم من جديد وعاد إلى مكانه الطبيعي، لكن مشاكل كثيرة عصفت بالفريق ليجد نفسه في النهاية غارقا في قسم الهواة، وفي الحلق غصة. كان مسار النادي غنيا، ليس بالألقاب، ولكن بالمباريات الكبيرة التي شهدها يوما مركبه الرياضي، المركب الذي سيتم إقباره فيما بعد، وسيجد الفريق نفسه بلا ملعب يأويه، ولم يعد لمدينة الناظور فريقا يمثلها في المناسبات الرياضية،لم تعد تستقبل نجوم الكرة المغربية كما كانت عليه في ثمانينات القرن الماضي، لم يعد جمهورها يتحدث لغة الكرة الوطنية، فحول وجهته صوب الديار الإسبانية لتشجيع الريال والبارصا… ويعيش لاعبو الفريق القدامى على ذكريات زمن رياضي أنصف جهود اللاعبين بالتنافس يوما على لقب الدوري المغربي.. يعاني الفريق في قسم الهواة، يحسب أحلامه بنقاط الفوز على أندية صغيرة لينتقل ذات يوم إلى قسم ثان كان فرس الرهان فيه. ويردد أبناء المدينة مع نعيمة سميح موال الغياب الحزين: غاب عليا لهلال طال صبري والنوم يجافي.
عمل بلقصيري.. عمل يوما على تلميع صورته في قسم الكبار ويسعى الآن إلى مغادرة القسم الثالث تأسس فريق عمل بلقصيري في شهر ماي من سنة 1947، شهرا فقط بعد الزيارة التاريخية للمغفور له محمد الخامس لمدينة بلقصيري، حيث دشن مسجدها الأعظم، فقد اجتمعت العديد من الفعاليات من أجل تأسيس فريق رياضي بالمدينة، وكان الرئيس جزائري الجنسية، يسمى الوناس، كان طموح أبناء بلقصيري كبيرا في أن يكون لهم فريق يمثل المدينة في كافة الملتقيات المحلية.. وفي سنة 1954 ، سيتم تجديد المكتب إذ أسندت رئاسة الفريق إلى المغربي ميلود النقط، وشارك الفريق في كل المناسبات الرياضية أيام الاستعمار.. انخرط الفريق بعد ذلك في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في عهد الاستقلال، ولعب بالقسم الوطني الثالث في موسم 67/68 ، لينتقل بعد ذلك بفضل إرادة لاعبيه إلى القسم الوطني الثاني، سعدت مدينة بلقصيري يومها كثيرا بأن يكون لفريقها حضور فعال مع أندية تصارع من أجل بلوغ قسم الصفوة، كان القسم الثاني يعج بالعديد من الأندية الكبيرة التي لها نفس إرادة وطموح الصعود إلى القسم الوطني الأول، وكان على الفريق أن يصارع من أجل البقاء في قسم الموت على الأقل، والبحث عن نقاط التتويج بلقب القسم الثاني، وكان على أبناء المدينة أن ينتظروا طويلا ليروا فريق عمل بلقصيري في قسم الكبار، وتحقق لهم ذلك سنة 1986، قاد الفريق حينها المدرب المرحوم محمد لكريمي، كانت المنافسة قوية مع شباب الريف الحسيمي، وفي يوم الصعود لم تنم بلقصيري ليلتها، كان الفرح كبيرا، فقد أصبح للمدينة نادي رياضي يصارع الكبار على درع الدوري الوطني. يقول سليمان بوسلهامي، الكاتب العام للفريق في تلك الحقبة الذهبية: «شكل صعود فريق عمل بلقصيري إلى قسم الكبار مفاجأة سارة لأبناء بلقصيري وحتى للمدن الأخرى المجاورة التي ساندت الفريق كثيرا، فقد كان البديل لفريق اتحاد سيدي قاسم في القسم الوطني الأول، وكان الحدث أشبه بعيد سعيد، كانت هناك أجواء احتفالية لن تنساها بلقصيري أبدا». لعب فريق عمل بلقصيري بقسم الكبار موسمين ثم عاد سريعا إلى القسم الثاني ألف الذي لم يعمر فيه طويلا ليعود سريعا إلى القسم الثاني باء، كان الفريق يعاني من مشاكل مادية وأصبح محكوما عليه أن يتدحرج عبر الأقسام ليصبح في خبر كان، وهو الذي أهدى لاعبين كبارا لباقي الأندية المغربية كالمرحوم ظفر الله مصطفى، الذي انتقل إلى فريق الجيش الملكي، واللاعب غفير الذي التحق بفريق الفتح الرباطي ولعب كقلب هجوم مع المنتخب المغربي ضد المنتخب الجزائري في الجزائر بعد نكسة سنة 1979، ولعب رشيد الركادي بفريق الكوديم والقرقوري بالوداد وأولمبيك أسفي.. وانتقل لاعبون آخرون لتعزيز صفوف أندية وطنية أخرى.. تعاقب على رئاسة الفريق: الجزائري الوناس، ميلود النقط، علوش عمر، حمو طاهرة العربي، شوهيد سليمان، ظفر الله إدريس، قاسم الكسورات المعروف ببابا، محمد السعودي، خالد العلوي، محمد العسل، أحمد الشرايبي، سليمان البوسلهامي، عبد السلام فهمي، سعيد الطرايفي، ومصطفى الثوابي. ودربه: محمد ظفر الله، محمد الكرايمي، عزيز العامري، نور الدين البويحياوي،عزيز بوعبيد، الإخوان اللوماري محمد وادريس، جمال جبران، مبارك الرياضي، كبور وداد، سيمو، حسن العامري. عمل بلقصيري، كان له حضور أيضا في منافسات كأس العرش، إذ لعب سنة 1978 مباراة الثمن وخسرها بهدفين لواحد ضد الدفاع الحسني الجديد، وقدم مستوى رياضيا طيبا استحسنته كل الفرق المنافسة. وبعد هذه الفترة الزاهية من تاريخ الفريق، يلعب النادي الآن في القسم الثالث، لا يعرفه إلا القليل من المهتمين بقطاع الرياضة، يروي سيرته بعض المعجبين في الملعب لأجيال جديدة داخل المدينة، لكي لا تنسى أنه ذات يوم من تاريخ جميل كان فريق عمل بلقصيري في القسم الوطني الأول، ويعترف أكبر المتفائلين أن أمر عودة الفريق إلى سابق عهده ضرب من الخيال، فتلك حكاية انتهت وتستحق أن تروى لكل المهتمين ولو بصيغة الحسرة على تاريخ رياضي لن يعيد نفسه في مدينة بلقصيري ولو بعد حين.
الأولمبيك البيضاوي.. فريق مثقل بالألقاب والنجوم أصبح الآن «نسيا منسيا» بعد اندماجه مع الرجاء البيضاوي في سنة 1904، كان تاريخ ميلاد ناد رياضي صغير من طرف مجموعة من الفعاليات المغربية والفرنسية، اختار له مؤسسوه اسم جمعية الحليب، النادي الذي ضم مجموعة فروع رياضية أخرى، وكبر سنة بعد أخرى لينضم في عهد الاستقلال إلى جامعة الكرة، شق الفريق طريقه في بطولة القسم الثالث، كانت المنافسة قوية بين أندية أخرى تبحث لنفسها عن مقعد في القسم الثاني، لم يكن الأمر سهلا، فقد كان لابد من تكثيف الجهود وجلب لاعبين جيدين ودخول سباق محموم تسعى أندية أخرى كثيرة لكسبه، كان فريق جمعية الحليب ينشط البطولة في الأقسام الصغرى، وكان عليه أن ينتظر طويلا ليبلغ حلمه بعد طول سنين.. في ذلك التاريخ، كانت هناك أندية عديدة تحت وصاية مجموعة شركات، كان هناك خصم عنيد لجمعية الحليب اسمه «كروش»، الفريق الذي يمثل شركة للمشروبات الغازية، يغيب الفريق الآن عن ساحة الكرة ويغيب معه حتى اسم المشروب الغازي.. ففي نهاية سبعينيات القرن الماضي سيجد فريق جمعية الحليب نفسه طرفا في مباراة السد للصعود إلى القسم الثاني، والخصم لم يكن فريقا آخر غير «كروش».. انهزمت جمعية الحليب وخسرت رهانها الكبير، شكل ذلك صدمة لكل فعاليات النادي الذي انتظر طويلا هذه اللحظة، فقد كان حلم الفريق أن يخرج للأضواء، أن يهرب من قسم ثالث تجهض فيه كل الولادات الجميلة.. لكن الحظ ابتسم للفريق بعد انسحاب مفاجئ لشركة كروش وانضم فريق جمعية الحليب إلى أندية القسم الثاني، هذه المرة، كان لزاما على الفريق أن يغير استراتيجيه اللعب، كان عليه أن يرمم صفوفه بلاعبين جدد، ويهيء نفسه لكتابة صفحات أخرى جديدة في تاريخ الكرة المغربية، وهو الأمر الذي قام به النادي وأصبح ندا قويا لفرق أخرى كثيرة. لم يتوقف حلم الفريق عند عتبة الصعود إلى القسم الثاني، فقد أصبح واحدا من الفرق التي تنافس بقوة للحصول على الألقاب، كان طموح اللاعبين كبيرا في أن تزداد شعبية الفريق.. فبعد أربعة أعوام فقط على التحاقه بالقسم الثاني، سيسجل هذا الفريق اسمه في لائحة الفرق المتوجة بكأس العرش، كان ذلك سنة 1983 بالدارالبيضاء، وكان الخصم من العيار الثقيل، ولم يتوقع أكبر المتفائلين أن ينهزم الرجاء في مباراة كان هو حصانها الرابح، لقد فجر فريق جمعية الحليب مفاجأة من العيار الثقيل، هزم الرجاء في مباراة تاريخية، وجاء جمهور عريض يسأل عن هذا النادي الذي كان يركن في الظل ودخل بقوة دائرة الضوء، نال احترام خصومه، وتضاعفت طموحاته، فقد كان الهدف هذه المرة هو الصعود للقسم الوطني الأول، آمن الفريق بإمكانياته، فقد كان كل لاعبي الفريق يعلمون في قرارات أنفسهم أن بداية الألف ميل تبتدئ بخطوة واحدة. بعد إنجاز الفريق التاريخي، بعد أول لقب للنادي، دخل الفريق مرحلة التحدي، أصبح التفكير في الانتقال إلى قسم آخر أكثر إثارة، فقد تعاهد اللاعب والمدرب والمسير على أن يكون لفريقهم حضور في القسم الأول، ولم يتأخر أمر التحاقهم بقسم الصفوة طويلا، ففي سنة 1986، سيعبر الفريق للقسم الأول بنجاح، سيحلم بثقة، وسيغير اسمه إلى الأولمبيك البيضاوي، وتلكم سادتي حكاية أخرى لفريق سيحقق في ظرف وجيز ما عجزت أندية أخرى حتى عن الحلم به. في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كثر الحديث في الأوساط الرياضية عن فريق جديد جاء إلى قسم الأضواء للبحث عن الألقاب، كان الفريق قد ضم لاعبين مبدعين، وكان حلمه أكبر من تنشيط البطولة في قسمها الأول، كان الأمر يتطلب فعلا مجهودا كبيرا أمام أندية وطنية أهدت للمغرب حينها ألمع النجوم، لقد سجل التاريخ في تلك الحقبة الزمنية إشراقة كبيرة لكرة القدم المغربية، بعد التأهل الرائع للأسود إلى الدور الثاني من مونديال المكسيك، وبعدها كان المغرب قد احتضن تظاهرة رياضية كبرى، «كان» 88 .. وكانت الكرة هي الحديث الموحد في شوارع البلاد كلها.. في تلك الفترة، كان فريق الأولمبيك البيضاوي يسعى لتحقيق إنجاز رياضي يحفظ اسمه في سجل الكرة المغربية، كان مستعدا لذلك بكل المقاييس، فقد جاء بمدرب مقتدر، وعزز صفوفه بلاعبين موهوبين، ومضى يبحث لنفسه عن مرفأ أمان في بطولة المغرب.. لم يطل انتظار الفريق طويلا، فقد كان الفريق على موعد مع حدث رياضي كبير، فبعد منافسة كبيرة كسبها بالإرادة، سيجد الفريق نفسه طرفا في نهاية حارقة لكأس العرش أمام فريق الجيش الملكي، كان ذلك في سنة 1990 ، انتصر الفريق الييضاوي، أكمل بقية حلم جميل، وفتح أمامه أبواب الدخول إلى منافسة رياضية كبيرة، كان عليه أن يمثل المغرب في منافسات كأس العرب، وكانت البداية لمسار رياضي عربي جديد مكلل بالألقاب. في ملعب تيسيما، كان الفريق قد شكل مفخرة لأبناء سباتة والسالمية وحي للامريم وسيدي عثمان، فقد جاءت فئات عمرية كثيرة للانخراط في صفوف النادي البيضاوي، وجاء جمهور شغوف ليشجع الفريق حتى وإن كان الأمر يبدو صعبا في ظل القاعدة الجماهيرية الكبيرة للوداد والرجاء والطاس.. لقد كان فريق الأولمبيك مطالبا بتلميع صورته أكثر في الساحة الرياضية ومطالب قبل ذلك بدخول تنافس محموم لاستقطاب أكبر عدد من الجمهور.. ولتحقيق ذلك كان يجب على الفريق أن يوقع على مشاركة طيبة في كأس العرب، كان عليه أن يكسب ود وعطف كل المحبين.. في دبي، بالإمارات العربية المتحدة، في سنة 1991، كان فريق الأولمبيك على موعد مع مجد رياضي لم يسبقه إليه فريق مغربي آخر.. فقد شارك في البطولة العربية للفرق الفائزة بالكأس، بعد تتويجه المستحق بكأس العرش، وكان فرح المغاربة كبيرا حين أحرز لقبه العربي الأول، بعد مشوار أكثر من رائع في البطولة، وانتصر في النهاية على فريق المقاولون العرب المصري بهدف لصفر، ونال لاعبه الكبير عزيز أوزوكات جائزة أحسن لاعب في الدورة. هل كان الفريق البيضاوي ينتظر شيئا آخر أكثر من هذا؟ سنة بعد لقبه العربي، سيتمكن الأولمبيك البيضاوي من الوصول إلى نهاية كأس العرش، ليجد أمامه نفس الخصم الذي واجهه في نهاية 83 تحت اسم جمعية الحليب، كان فريق الرجاء يرغب في الإطاحة بخصمه البيضاوي، وهو الأمر الذي لم يتحقق بعد أن انهزم النسور أمام الأولمبيك بهدف وحيد في مباراة تاريخية لن ينساها البيضاويون بسرعة. وفي نفس السنة سيتوجه فريق الأولمبيك إلى مدينة جدة السعودية ليدافع عن لقبه العربي، أبدع الفريق كالعادة وهزم فريق السد القطري في نهاية رائعة وحقق لقبه الثاني على التوالي، كما حقق لاعبه أوزوكات لقب أفضل لاعب في الدورة للمرة الثانية كذلك، وكان فرح المغاربة كبيرا بفريق أمتعنا كثيرا، وأهدى للمغرب فرجة مستحقة من عواصم عربية، وجاء جمهور عريض إلى ملعب تيسيما ليشاطر الفريق أفراحه، وحفظنا جميعا أسماء لاعبيه المتوجين، الدغاي، عرشان، الساخي، القدميري، البكاري، الزيتوني، بو الرواين، فضيل، أوزوكات موماريس و شيبا.. لقد كان الفريق يتوفر على تشكيلة جيدة، وأسعدنا يوما أن نتفرج عليه بفخر ولن نبخل عليه بالتشجيع. في سنة 1993 ، حمل الفريق حقائبه وتوجه إلى الدوحة القطرية، فقد كانت كل الأندية تسأل عنه وتبحث عن كل الخطط لمنعه من حصد الألقاب، وأصبح اسمه أشهر من نار على علم، واستحق لاعبوه إشادة جماهير عربية أسعدها الذهاب إلى الملعب للاستمتاع بفنيات فريق مغربي كان على موعد آخر مع التتويج، فقد انتصر وأمتع وهزم فريق القادسية السعودي في مباراة النهاية وحافظ على لقبه للمرة الثالثة على التوالي، وهذه المرة فاز لاعبه حسن بوالرواين بلقب أفضل لاعب في الدورة، لقد كان بوالرواين لاعبا كبيرا استحق شهادات التقدير من الخصوم قبل المحبين.. وأصبح للأولمبيك إنجاز تاريخي لم يتحقق لناد آخر قبله ولا بعده، ففي سنوات قليلة، أصبح للبيضاء موال جميل يتردد على أسماعنا في كل المحافل الرياضية، وكان الفريق قريبا من لقبه الرابع بالقاهرة.. سنة بعد إنجازاته التاريخية، سيصعد فريق الأولمبيك إلى بوديوم الفرق الفائزة بلقب الدوري المغربي، سيعانق اللقب الذي غاب عن خزائنه، والذي كان خاتمة تألقه الكبير في مبادين الكرة. طيلة مساره الرياضي، استقدم الفريق لاعبين كبار كاللاعب/الظاهرة ظلمي، في انتقال رياضي شد إليه أنظار كل المهتمين بالشأن الرياضي، وكان الفريق قلعة للنجوم، فقد جاء بالمدافع البياز، ولعب له الشوح وشعيب ودربه العماري وبلاتشي وحرمة الله والبطاش والخلفي… وطبع على مساره الرائع بالألقاب، لكنه اختفى من بطولتنا، أصبح نسيا منسيا، بعد اندماجه مع الرجاء سنة 1995.
مجد المدينة .. صنع مجده بلقب تاريخي ولا يعرف ما هو صانع بنفسه الآن في القسم الشرفي في البيضاء، يتوزع عشق البيضاويين بين أندية كثيرة، وتبقى للرجاء والوداد حصة الأسد، كما تتحول المدينة كل نهاية أسبوع إلى مساحة تشتعل بالفرجة. وداخل البيضاء يسكن فريق ساهم يوما في صنع مجد المدينة، اسمه «مجد المدينة»، حقق لقبه التاريخي بتتويج مستحق في نهاية رائعة لكأس العرش بالرباط، وجاء البعض يسأل عن هذا الفريق الذي حقق ما عجزت عن تحقيقه أندية كبيرة في بطولتنا الوطنية على مر السنين.. لم يكن الفريق ضيفا غريبا على بطولتنا، ولا وافدا جديدا داخل جامعة الكرة.. فقد تأسس الفريق في سنة 1947، كان واحدا من بين الفرق الكثيرة التي قاومت الاستعمار، شارك في الحركة الوطنية، ولعب في العصبة الحرة، كما شارك في كل المنافسات الرياضية آنذاك.. فقد كان الفريق الثاني داخل المدينة القديمة. في ذلك التاريخ البعيد من أربعينيات القرن الماضي، تجمعت بعض فعاليات المجتمع لتأسيس ناد رياضي داخل المدينة القديمة، فقد وقع مصطفى البوتيني ونصر الدين الدوبلالي والشهيد محمد الزرقطوني على تاريخ ميلاد فريق جديد بأحلام كبيرة.. لعب له أمير حديقة الأمراء عبد الرحمان بلمحجوب، الرجل الذي سيقود بعدها منتخب الديكة الفرنسي للفوز على إسبانيا في مونديال سنة 1954 بهدف وحيد من توقيعه، وعبر اسمه سريعا إلى ذاكرة كل الرياضيين في أنحاء المعمور.. كما لعب له بوشعيب شفيق وعبد الرحمان عسيلة والشتوكي والعفاري ومصطفى بلحسن، ولاعبون آخرون كبار.. كان الفريق يفخر بكل هذا الكم الهائل من اللاعبين الموهوبين، كان يفخر بانتمائه إلى مدينة تعودت على تفريخ النجوم.. انخرط فريق المجد بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبدأ مساره في بطولة القسم الثالث بالبطولة الوطنية، وكان في كل موسم يبحث عن الصعود إلى القسم الثاني، تطلب منه الأمر انتظار سنوات طويلة، فقد كانت المنافسة شديدة بين أندية أخرى لها نفس الطموح.. وفي كل موسم كانت تزداد شعبية الفريق، وكانت تزداد ترسانة لاعبيه، فقد لعب له حسن بنعبيشة وبابا علي والحسوني وجويعة وقسو وقاسم وبوحدو … كان الفريق قبلة لكل لاعب يبحث عن موطئ قدم في البطولة الوطنية.. في سنة 1997، سيحدث اندماج كبير بين فريق المجد وفريق النسمة، سيلتحق بموجبه مجموعة لاعبين مبدعين بفريق المجد، كالعركوب والنقاش وشعيبة… العركوب، الذي سيصبح بعدها واحدا من نجوم الكرة المغربية.. وأصبح للمدينة لقديمة فريق يستحق التشجيع والمساندة.. سنة بعد ذلك، سيقود الفريق المدرب عبد الحق أنيني، هيأ الرجل فريقا منسجما بإمكانه المنافسة على الألقاب، كان يدرك أنه يجب أن يتوج فريق المجد مساره الرياضي بأحد الألقاب، كان يعرف أن الحلم كبير جدا ولكنه غير مستحيل، وكانت كل فعاليات الفريق تدرك ذلك.. تطلب الأمر سنتين من العمل، عبر الفريق أدوار منافسات كأس العرش بنجاح، وصل معه عبد الحق أنيني رفقة خالد منير، المسير الذي ساند الفريق، إلى دور ربع النهائي قبل أن ينسحب المدرب، ليكمل مساعده بوشعيب السديان، مسار التألق.. في سنة 2002، سيدخل فريق المجد تاريخ الألقاب من بابه الواسع، فقد وصل الفريق إلى نهاية كأس العرش، وخاض مباراة كبيرة في الرباط ضد فريق النهضة السطاتية، فاز خلالها بضربات الترجيح، وحمل كأس العرش في يوم تاريخي لابد أن يظل محفورا في ذاكرة كل البيضاويين، خاصة أنه لم يرشحه أحد ليحقق إنجازه، وهو الذي يلعب في قسم الهواة.. وهي نفس السنة التي سيصعد فيها الفريق إلى القسم الثاني.. كان الفرح لا يوصف، فقد صنع فريق المجد مجده.. ووصلته رسائل الإعجاب من كل جانب.. كان نصر الدين الدوبلالي حينها سعيدا جدا بأن يحرز في نفس اليوم كأسين للعرش مع المجد ومع الوداد.. وعاد مدرب الفريق أنيني ليبحث معه عن الصعود إلى القسم الأول، كان القسم الثاني قويا جدا بفرقه التي لها باع طويل في كرة القدم، لم يمض فريق المجد سوى أربعة أعوام في القسم الثاني ليعود في سنة 2006 إلى قسم الهواة، وحرم من دفء ملعب سطاد فيليب الذي وقع فيه على أجمل المباريات، يتنقل اليوم بين ملاعب أخرى لاستقبال ضيوفه، ويجتر آلامه في القسم الشرفي، وصورة كأس العرش الماثلة أمامه تمنحه يوما بعد آخر قوة للخروج من قسم شرفي الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود.
نجم الشباب .. سطع نجمه بعد لقب تاريخي في نهاية الخمسينيات وأفل في ثمانينيات القرن الماضي يعود تاريخ تأسيس نجم الشباب إلى أربعينيات القرن الماضي، فاز بلقب الدوري المغربي وكان اسمه أشهر من نار على علم، تحفظ ملاعب البيضاء سحنة لاعبيه، وتتذكر الأجيال حضوره القوي في ساحة الرياضة المغربية.. نجم الشباب البيضاوي، وهذا هو اسمه الذي علق في ذاكرة العديد من المهتمين بالكرة المغربية، وشكل يوما خصما عنيدا لقطبي الكرة البيضاوية الرجاء والوداد، قبل أن يتهاوى سريعا إلى قسم الهواة وفي القلب غصة، وقصة فريق يجب أن تحكى لأجيال أخرى.. كانت ولادة النادي سنة 1942، في درب غلف، الحي الذي شكل يوما مزرعة لتفريخ النجوم، كان يحمل اسم السعادة، قبل أن يصبح اسمه فريق نجم الشباب البيضاوي.. يختصر المحبون اسمه ب»ليطوال»، ويفخرون بما حققه الفريق في خمسينيات القرن الماضي حين أحرز اللقب وسط منافسة قوية بين أندية كانت تعج بالعديد من نجوم الكرة في تلك الحقبة الزمنية.. كان ذلك في موسم 58/59 .. قبلها بسنوات، كان الفريق واحدا من رموز المقاومة الوطنية، كان حمو الفاخري، أحد مؤسسي النادي، يعلم أن تكوين فريق قوي ليس بالأمر السهل، وأنه لكي يشكل فرس الرهان في سباق محموم نحو الألقاب عليه أن يضم كل الكفاءات الممكنة، فكان أن ضم فرق الحي الثلاثة في ناد واحد، بطموح مشترك بين كل اللاعبين لكي تكون للفريق بصمته الخاصة في الدوري الوطني.. خاصة إذا علمنا أن كل الأندية التي كانت موجودة آنذاك تتوفر على أسماء كبيرة للاعبين صنعوا يوما مجد الكرة المغربية.. من أجل كل هذا، عمل رئيس الفريق، بنحمو الفاخري، على تعزيز ترسانة الفريق بلاعبين متميزين، فضم محمد بابا، الذي كان قريبا من التوقيع لفريق بوردو الفرنسي، والذي عزز صفوف الأسود في ستينيات القرن الماضي، والصحراوي والفقيه الفاطمي والموسطاش ولحسن طوطو ومصطفى محروس ونودير.. ونجوما آخرين أضاؤوا يوما سماء الفريق. لقد أراد الرجل أن يجعل هواءالبيضاء مقسما بين النجم والوداد والرجاء كما صنع الأب جيكو حين قرر تكوين فريق يتقاسم مع الوداد شعبيته الكبيرة.. توفرت للفريق كل الإمكانيات ليكون في الموعد، وليدافع عن حضوره في بطولة وطنية تلفظ الفرق الضعيفة.. كان كل لاعب يؤمن بحظوظه، يؤمن بأن المنافسة بين أندية قوية ليست أمرا سهلا ولكنها غير مستحيلة في ظل وجود إرادة وعزم قويين لدى اللاعبين، إذ أن تحفيز اللاعبين سيعطي أكله بعد حين. بعد مسار جيد في القسم الثالث، بلغ الفريق القسم الثاني ثم الأول في ظرفية وجيزة، ولم يدم مقامه بها طويلا، إذ ختم على مشوار التألق بإحراز اللقب، وهو ما شكل حديث اللحظة حينها بين كل الرياضيين الذين فطنوا إلى أن هناك فريقا بيضاويا آخر يستحق التقدير والإشادة.. لم يتعب فريق نجم الشباب في استقطاب لاعبين موهوبين بالرغم من وجود أندية أخرى كثيرة بدرب غلف، فقد كان الجميع يسعى للانخراط داخل نادي الوداد البيضاوي، وكان من الصعب على نادي نجم الشباب أن يعزز ترسانته بأسماء وازنة، لكنه تمكن من الحصول على تشكيلة منسجمة هزم بها فرقا كثيرة، واستحق تتويجه.. وأصبح للبيضاء ناد كبير تفخر به بين باقي المدن. الذين يذكرون الفريق يعلمون أنه عاش أسوأ أيامه في سنة 1963 ، كان ذلك بعد مباراة الفريق ضد الماص، فقد تم القبض على حمو الفاخري، رئيس الفريق، وتم نقله إلى القنيطرة حيث نفذ فيه حكم الإعدام بتهمة التمرد على النظام ورفض تسليم السلاح للجيش النظامي. نجم الشباب، ينسى حكاياته، ينسى أنه كان واحدا من أضلاع البطولة الوطنية، وأنه لم يكن من الممكن أبدا الحديث عن كرة القدم البيضاوية دون ذكر نجم الشباب البيضاوي، يلعب في القسم الشرفي.. فقد أفل نجم الفريق وهو الذي أضاء يوما سماء الكرة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.