سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هلال الناظور.. بزغ هلاله في ثمانينيات القرن الماضي ويغيب الآن عن سماء الكرة المغربية لعب في القسم الأول ونافس أندية كبيرة على الألقاب وعبد الوهاب بنخدة أشهر لاعبيه
هي فرق ذاع صيتها، فازت بألقاب وتربعت يوما على عرش البطولة الوطنية، لكنها الآن أصبحت نسيا منسيا.. «المساء» تدعوكم إلى التعرف على أندية وطنية، تسكن أرشيف الرياضة المغربية، لا يذكرها البعض إلا في مناسبات قليلة.. فرق كانت مصدر فخر لجمهورها، وقدمت للمغرب أسماء لاعبين كبار موهوبين، ساهموا يوما في صنع مجد الرياضة المغربية.. لكنها بعد سنوات تألق، توقف نبضها، وصارت في خبر كان، وأصبح الحديث عنها أشبه ب«حجايات» جميلة نحتاج معها إلى صيغة الماضي، «كان يا ما كان».. لنبدأ حكاية فرق عزت ثم هانت.. تزامن تاريخ تأسيس هلال الناظور مع تأسيس جامعة كرة القدم، كان ذلك في سنة 1956 على يد أحمد لعروسي الملقب ب«خيرة» بمعية مجموعة من الشخصيات الرياضية بمدينة الناظور.. كان الحديث عن إنشاء ناد رياضي في ليلة رمضانية، كان فيها القمر هلالا، فجاءت فكرة تسمية الفريق ب«هلال الناظور».. لعب الفريق بالأقسام الشرفية، كان يحاول جادا الانفلات من كماشة الفرق الصغرى والالتحاق بأقسام الكبار، كان الفريق يدرك أن أمر تحقيق ذلك يتطلب بدل جهود مضاعفة، وتعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد، وتوفير مناخ رياضي سليم. ظل فريق هلال الناظور يبحث عن بطاقة العبور للقسم الثاني، وتحقق له ذلك في سنة 1979 ، بعد أن تغلب على فريق المدينة الثاني فتح الناظور، لتأخذ المنافسة شكلا آخر من التحدي، كان القسم الثاني حينها يضم أندية قوية بطموح مشترك، كان البحث عن الصعود للقسم الأول هدفا مشتركا بين الفرق كلها.. كان الفريق قريبا في العديد من المواسم من تحقيق مبتغاه، وخسر يوما رهان الصعود بعد هزيمته أمام النهضة القنيطرية، لكنه لم يتراجع عن السباق المحموم على لقب القسم الثاني، ففي سنة 1984 ، سيجد الهلال الناظور نفسه في مباراة حاسمة أمام جمعية سلا، لكن الحظ عاكسه من جديد، وتأجل أمر الصعود إلى وقت لاحق... كان كل لاعب في الفريق يعرف جيدا أن بداية الألف ميل تبتدئ بخطوة واحدة، لم يتوقف أبناء الناظور عن تشجيع فريقهم، فقد كان حلمهم جميعا أن يروا فريقهم في قسم الصفوة ينافس الكبار، وهو ما سيتحقق للفريق بعد حين من الزمن. في سنة 1986، كان فرح المغاربة كبيرا بتأهل منتخبهم إلى الدور الثاني من بطولة كأس العالم بالمكسيك، لا صوت كان يعلو على صوت الرياضة.. وفي تلك السنة، عاش أبناء الناظور فرحتين، فقد انتقل فريقهم إلى القسم الأول، في يوم يتذكره الجميع في مناسبات كثيرة.. وضم الفريق طيلة مشواره الرياضي أسماء كبيرة كاللاعب الروبيو وأقشار وخينطو وحروش واللاعب المميز بنخدة الذي التحق فيما بعد بفريق الوداد البيضاوي.. وأسماء أخرى كثيرة وقعت رفقة فريق الهلال على حضور قوي في المنافسات الرياضية.. عاش الفريق حقبته الذهبية في ثمانينيات القرن الماضي، نافس على لقب الدوري ولكن بقاءه بقسم الصفوة لم يدم طويلا، إذ سرعان ما عاد الفريق إلى القسم الثاني بعد أن قضى ثلاثة مواسم إلى جانب أندية كبيرة، أبان خلالها عن علو كعبه، وكسب احترام باقي الفرق.. لكنه مكث طويلا في القسم الثاني، وعندما كان البعض يمني النفس بعودة سريعة إلى قسم الأضواء، سقط الفريق إلى قسم الهواة، وشكل الحدث صدمة كبيرة لعشاق الفريق.. وفي سنة 2002 استجمع الفريق قواه وعاد للقسم الثاني، لكنه ما لبث أن انزلق إلى قسم الهواة من جديد بعد خمسة أعوام فقط على تواجده في القسم الثاني... ثم قاوم من جديد وعاد إلى مكانه الطبيعي، لكن مشاكل كثيرة عصفت بالفريق ليجد نفسه في النهاية غارقا في قسم الهواة، وفي الحلق غصة. كان مسار النادي غنيا، ليس بالألقاب، ولكن بالمباريات الكبيرة التي شهدها يوما مركبه الرياضي، المركب الذي سيتم إقباره فيما بعد، وسيجد الفريق نفسه بلا ملعب يؤويه، ولم يعد لمدينة الناظور فريق يمثلها في المناسبات الرياضية، لم تعد تستقبل نجوم الكرة المغربية كما كانت عليه في ثمانينات القرن الماضي، لم يعد جمهورها يتحدث لغة الكرة الوطنية، فحول وجهته صوب الديار الإسبانية لتشجيع الريال والبارصا... ويعيش لاعبو الفريق القدامى على ذكريات زمن رياضي أنصف جهود اللاعبين بالتنافس يوما على لقب الدوري المغربي.. يعاني الفريق في قسم الهواة، يحسب أحلامه بنقاط الفوز على أندية صغيرة لينتقل ذات يوم إلى قسم ثان كان فرس الرهان فيه. ويردد أبناء المدينة مع نعيمة سميح موال الغياب الحزين: غاب عليا لهلال طال صبري والنوم يجافي.