رغم الإقصاء الممنهج الذي عرفته مدينة الناظور طيلة العقود الماضية، ورغم تموقعها في خانة المغرب غير النافع قسرا من طرف مسؤولي العهد القديم، فإن هذه المدينة المجاهدة إضافة إلى إنجابها لأبطال دخلوا تاريخ المقاومة المغربية و أعطوا أروع الأمثلة في كيفية الدفاع عن البلاد ومجابهة الاستعمار، أنجبت كذلك أبطالا في مختلف الرياضات استطاعوا رغم قلة اليد والإمكانيات المادية والمعنوية، أن يرفعوا علم المغرب في مختلف المناسبات الرياضية الدولية منها والوطنية. فمن منا لا يتذكر بطل الملاكمة العالمي ميمون مختار الذي منح المغرب لقب بطولة إفريقيا في الملاكمة، ومن منا لا يتذكر أبطال هلال الناظور لكرة القدم الذين استطاعوا أن يلفتوا إليهم جميع المتتبعين الرياضيين بتحقيقهم الصعود للعب في البطولة الوطنية الأولى في الثمانينات، و بذلك كان أول فريق بالريف يضع رجله في قسم الأضواء بعد معانات كبيرة بين أقسام الهواة والقسم الثاني للنخبة، فاللاعبون من أمثال أقشار نور الدين، علي لهراوي، كحلاوي، عبد القادر بولحفة، حسن مرابط، الروبيو، خينتو، بنور...وغيرهم، نجحوا في مجابهة أعرق الأندية المغربية من أمثال الوداد والرجاء البيضاوين والجيش الملكي وجمعية الحليب وغيرها من الفرق المغربية. إن الوقوف على الأرشيف الرياضي للناظور ومقارنته بحال الرياضة اليوم تجعل المرء يحس بحجم الانتكاسة التي وصلت إليها الرياضة الناظورية، فإذا استثنينا فريق هلال الناظور لكرة اليد الذي ما زال يحقق نتائج باهرة في القسم الوطني الأول رغم تخلي الجميع عليه، ونادي محمد علي للملاكمة، وبعض أندية الفول كونتاكت، فإن الحصيلة الرياضية لهذه المدينة تبقى دون المستوى المطلوب . وعلى ذكر فريق هلال الناظور لكرة اليد الذي عقد رئيسها ندوة صحفية في الأيام القليلة الماضية يعلن فيها عن تخلي جميع الفاعلين عن هذا الفريق الفتي الذي لا زال يحقق نتائج ايجابية رغم قلة اليد، ورغم المشاكل التي يتخبط فيها جراء عدم توفقه في إيجاد محتضنين سعى إليهم رئيس الفريق ودق أبواب جميع الشركات والمؤسسات المالية دون جدوى، اللهم مؤسسة مالية وحيدة أعلن عنها الرئيس في الندوة الصحفية قبلت أن تساهم بجزء من مصاريف الفريق السنوية. هذا في الوقت الذي نجد الكثير من الفرق والأندية في الكثير من المدن المغربية لم تحقق ما حققه هلال الناظور لكرة اليد، ورغم ذلك نجدها تحضى برعاية خاصة داخل مدنها، فتستفيد من الاحتضان الذي تفرضه المجالس البلدية والجماعية على الشركات التي تستثمر داخل ترابها الإقليمي، ومن الإشهار الذي تعقده مع مختلف المؤسسات المالية، وحتى من الدعم الذي تخصصه السلطة المعينة والمنتخبة داخل الأقاليم لتشرف هذه الفرق و الأندية مدنها وأقاليمها . إن مداخيل مدينة الناظور الطائلة وحجم الشركات التي تستثمر داخل ترابها الإقليمي يؤهلها بأن تكون رافعة حقيقية للرياضة الناظورية، ومورد مهم بالدفع بكل الأندية الرياضية المختلفة إلى احتلال الصدارة ضمن الترتيب الوطني، ولكن عدم الإحساس بالغيرة على هذه المدينة من طرف مسيريها، واعتبار المدينة مجرد بقرة حلوب توفر الحليب لغيرها بينما هي تشتريه من جهة أخرى وبثمن لا يمكن أن نقول عنه إلا أنه خيالي، لتبقى الطاقات الرياضية الموجودة بالإقليم معطلة إلى حين إرجاع الأمور إلى نصابها، واستغلال موارد الناظور لأطر وطاقات الناظور . إن بالمدينة طاقات رياضية واعدة وأندية في مختلف الرياضات لو وجدوا الدعم المادي و المعنوي من مسؤولي المدينة و أعيانها لحققوا نتائج ستبهر جميع المتتبعين المحليين والوطنيين، ولكتبوا اسم مدينة الناظور بمداد من ذهب … الرياضة الناظورية تحتضر فهل من مستغيث؟؟ !!!!..