يعود تاريخ تأسيس فريق هلال الناظور لكرة القدم إلى فترة الستينات. ويعد من الأندية المغربية العريقة التي طبعت الكرة بمنطقة الشرق، ما يجعل منه إحدى الدعائم التي قامت عليها كرة القدم بالمنطقة، وإن كان حجم هلال الناظور وإنجازاته لا يضاهي فريقي مولودية وجدة ونهضة بركان، إلا أنه استطاع إيجاد أرضية لنفسه وجمع عشاقا كثيرين، يدفعون به إلى مصاف الفرق القوية، فكان له شأن في الماضي ومازال له امتدادات إلى الحاضر، ولو بصفة باهتة لا تعكس بتاتا قدراته في التأطير. وعاش الفريق أزهى فتراته وهو في القسم الأول ببروز العديد من اللاعبين الكبار، وقدم مباريات جيدة، بعد استقطابه لاعبين جددا، أمثال فؤاد معكشاوي وحروش من شباب الحسيمة وعرشان من جمعية الحليب وميمون من أحد الفرق الإسبانية. وأحرج الهلال فرقا كبيرة مثل الوداد والرجاء وجمعية الحليب والمغرب الفاسي، لكنه لم يحافظ على الاستمرارية، ليعود إلى القسم الثاني، ثم ينحدر منه إلى قسم الهواة، ليصعد من جديد إلى المجموعة الوطنية الثانية موسم 2003 2004 ، وموسم 2009 2010. وتعاقب على تسيير الفريق مجموعة من الرؤساء نذكر منهم مصطفى أزكاغ والرياني وعبد القادر تراري وعامر وأحمد العزوزي ومحمد الغافقي، وأشرف على تدربيه مدربون أمثال المرحوم حسن شاطو وماروك وبلماحي والجلالي الشادلي وكركاش وغيرهم لاعبون في الذاكرة مازالت أسماء اللاعبين الذين لعبوا في صفوف هلال الناظور منذ بداية تأسيسه في ذاكرة الجمهور الرياضي بعدما تركوا بصمات في تاريخ كرة القدم الناظورية، نظرا لاستماتتهم وروح القتالية داخل الميادين الرياضية. عاش جيل السبعينات والثمانينات أقوى اللحظات مع جيل اللاعبين الذين أتحفوا الجمهور بعروض فنية شيقة داخل الملعب البلدي. ومن بين هؤلاء اللاعبين مولاي وديدي وكورينتا والحارس ميمون وحماد وباراشينا ونجيب الحموتي وأقشار وخينطو والروبيو وكحلاوي والتسولي والشريف وبوسحابة وبوقادوش وغيرهم. مباريات يحفظها التاريخ الحديث عن مسار هلال الناظور يقتضي بالضرورة التذكير بالاحتفالات التي كانت تسبق مباريات الهلال، حين كان الجمهور يملأ جنبات الملعب البلدي بالناظور ساعات قبل بدء المباريات، وأشهرها تلك التي جمعت الهلال في يونيو من سنة 1985 بالوداد الرياضي الفاسي بحارسه العملاق حسن رفاهية، وتمكن الفريق الناضوري من الفوز بهدف دون مقابل أحرزه اللاعب بوصير، ومباراة الفريق أمام الوداد الرياضي، وخرج منه الأول فائزا بهدف دون مقابل سجله اللاعب فؤاد معكشاوي في مرمى الحارس عزمي. وتعتبر الفترة الممتدة بين 1979 و1986 من أزهى الفترات الي عاشها هلال الناظور، إذ تمكن من هزم عدة فرق وبحصص كبيرة كعمل بلقصيري وشباب خنيفرة والاتحاد الإسلامي الوجدي. محاولات فاشلة تصطدم المجهودات التي تبذل من وقت لآخر لإعادة هلال الناظور إلى سابق أمجاده بالخصاص المادي وغياب ملاعب للتداريب، إضافة إلى التفكك الذي يحصل داخل المكاتب المسيرة، وغياب استراتيجة واضحة للمسيرين الذين تعاقبوا على الفريق في المواسم الأخيرة، ما انعكس على مردودية اللاعبين، وهو ما زادت حدته خلال الموسم الحالي. ويحاول المدرب عبد الصمد بنور الذي تولى مهام تدريب الفريق، تهييء اللاعبين نفسيا، محاولا زرع الثقة في نفوسهم وخلق التواصل معهم خلال الحصص التدريبية أوداخل رقعة الملعب. قطيعة مع اللاعبين القدامى لمس العديد من المهتمين بشؤون كرة القدم بالناظور وجود قطيعة بين المسؤولين عن النادي وجيل من اللاعبين القدامى الذين كان من الضروري الاستفادة من خبرتهم، وخلق نوع من التواصل بين الطرفين، وتكليف البعض منهم للإشراف على الفئات الصغرى، كما هو الشأن في الدول الرائدة في مجال كرة القدم. وعبر أحد اللاعبين القدامى عن أسفه الشديد للوضعية التي بات يعيشها الفريق الناظوري، مؤكدا أن اللاعبين القدامى لا يحضرون المباريات، بعدما فقد الأخير بريقه، مشيرا إلى أن الفريق لا يعطي اللاعبين السابقين ما يستحقون من العناية. نوادي الريف / إعداد :جمال الفيكيكي