وجه أطباء أخصائيون مشاركون في المؤتمر الوطني ال 27 لأمراض الروماتيزم، الذي انطلقت أشغاله أمس الجمعة بمدينة طنجة، صرخة إنذار للحد من الإعاقة الناتجة عن الأمراض الروماتيزمية غير المتكفل بها. وأبرز عبد الله المغراوي ورشيد البحيري، الأستاذان بكلية الطب والصيدلة بالرباط، خلال هذا المؤتمر الذي تستمر أشغاله ليومين، باسم أخصائيي أمراض الروماتيزم العاملين بقطاع الطب الجامعي والعمومي والحر والعسكري، ارتفاع حالات الإعاقة لدى المصابين بأمراض روماتيزمية بسبب التأخر في الكشف أو بسبب غياب التكفل الأمثل، الذي يتطلب أخذ رأي الطبيب المتخصص في الروماتيزم قبل الشروع في أي استراتيجية علاجية. وأضاف البروفيسور عبد الله المغراوي، رئيس المؤتمر ال 27 لأمراض الروماتيزم، أن السمنة وزيادة الوزن من أهم مسببات مرض الروماتيزم المفصلي على مستوى الركبة، مبرزا أن الألم وصعوبة الحركة تشكلان الأعراض الأولية التي تستوجب الكشف المبكر عند الطبيب الأخصائي. وأوضح أن المباشرة السريعة للعلاج تمكن من تفادي الإعاقة التي لها انعكاسات سلبية داخل الأسرة والمجتمع وفي وسط العمل، لافتا إلى ضرورة تخصيص الوقت الكافي لشرح الداء، لأن المريض يتعايش معه لمدة طويلة وربما مدى الحياة، وذلك لنجاح كل استراتيجية علاجية ضد كل مرض مزمن مثل الروماتيزم. وأعرب البروفيسور عبد الله المغراوي عن أسفه لكون المريض لا يستشير الطبيب المختص إلا في المراحل المتقدمة من المرض، مما يؤدي إلى حالات إعاقة يصعب تداركها، مشددا على ضرورة إيلاء الطبيب المتخصص في الروماتيزم اهتماما قويا لمفهوم "التربية العلاجية" وتخصيص وقت أطول لمرضاه لشرح المرض وأساليب العلاج حتى يستوعبوا جيدا معنى المرض المزمن الذي من الممكن التعايش معه جيدا، إذا اعتبر المريض نفسه حلقة ضرورية وأساسية في مسلسل العلاج. من جانبه، قال البروفيسور رشيد البحيري، الطبيب الرئيسي بمستشفى العياشي، المتخصص في أمراض الروماتيزم والتابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، "إننا نبحث عن الوقاية من الإعاقات التي يمكن أن تنجم عن الأمراض الروماتيزمية المتكفل بها في وقت متأخر أو بشكل سيء". وأوضح أن المشاركين انكبوا خلال هذا المؤتمر على إبراز أهم الأمراض المرتبطة بالروماتيزم، خاصة مرض الروماتيزم الغضروفي والالتهاب المفصلي الروماتويدي وهشاشة العظام والنقرس، مؤكدا على أهمية تقيد المرضى بوصفات الطبيب والدور الأساسي للتربية العلاجية والاستراتيجيات العلاجية الجديدة مثل (بيوتيرابي). وحسب الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم، فإن مرض الروماتيزم الغضروفي يؤدي إلى تدهوره وتآكله. وتظهر الأعراض الأولى ما بين 40 و50 سنة، لكن المرض غالبا ما يبدأ في الظهور قبل هذه الفترة. ويعد التقدم في السن والوزن الزائد وسن اليأس من بين العوامل المسببة للمرض. وتنضاف عوامل أخرى من شأنها أن تعزز من ظهور هذا المرض مثل، الصدمات القوية والمتكررة (العمل الشاق والرياضات العنيفة، والإصابة على مستوى الغضروف المفصلي، السمنة، ...)، والتشوهات المفصلية (انحراف العمود الفقري، والتشوه في الورك ...) وغيرها من أمراض العظام والمفاصل الناجمة عن التهاب في المفاصل أو الكسور. وتجد صرخة الإنذار التي وجهها الأطباء الأخصائيون في أمراض الروماتيزم مبرراتها في كون هذه الأمراض أصبحت أكثر انتشارا وأكثر تكلفة ولها مضاعفات سوسيو اقتصادية خطيرة. ويشكل المؤتمر، الذي يتم تنظيمه بمبادرة من الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم بمشاركة نحو 400 أخصائي في أمراض الروماتيزم من المغرب والمغرب العربي وإفريقيا وفرنسا بالإضافة إلى عدد مع الخبراء الوطنيين والأجانب، مناسبة لتبادل الخبرات ومناقشة مجموعة متنوعة من المواضيع المتعلقة بتحديث المعرفة في مجال أمراض الروماتيزم الرئيسية وسبل التدبير الفعال لهذه الأمراض، والتقنيات الحديثة للكشف بالأشعة التي تسهل تقديم العلاجات الضرورية في الوقت المناسب.