يبلغ عدد المغاربة المصابين بأحد أنواع أمراض الروماتيزم حوالي نصف مليون مغربي، وفقا لتقديرات المتخصصين، في ظل غياب دراسة حديثة مضبوطة في هذا الصدد، ويؤكد الأطباء على أنها علل تصيب بشكل تدريجي العظام والمفاصل، فتنتشر على نطاق واسع، مشددين على أنها تتسم بكلفتها العالية وتعقيداتها الخطيرة، أخذا بعين الاعتبار أن التشخيص المتأخر يؤدي إلى الإصابة بتشوهات وإعاقات. ومن بين أبرز أمراض الروماتيزم التي يتجاوز عددها المئة علّة، نجد مرض الروماتويد المفصلي الذي لاتقتصر مضاعفاته على المصاب جسديا فقط، بل تمتد تأثيراتها إلى المحيط العائلي للمريض، فهي تؤثر عليه اجتماعيا وصحيا واقتصاديا، إذ أن 43 % من المصابين يعانون من مشاكل زوجية تنجم عنها حالات طلاق بنسبة 10 بالمئة، كما أن 40% من مرضى الروماتيزم المفصلي يعجزون عن العمل، و90% يعانون من صعوبات مهنية ومادية، فضلا عن كون 47 % يعانون من تدهور العلاقات العائلية، إضافة إلى أن 19 % من الأبناء هم ضحايا الهدر المدرسي وخصوصا الفتيات اللواتي يرغمن على مغادرة مقاعد الدراسة للتكفل بالمريض ورعاية الأسرة. الخوف من تطور أمراض الروماتيزم إلى إعاقات دفع الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم، وبمناسبة اليوم العالمي لهذا النوع من الأمراض، الذي تم تخليده أول أمس الاثنين عالميا، إلى إطلاق حملة تواصلية ستمتد إلى غاية 1 نونبر المقبل، بهدف التحسيس بأهمية التعرف بشكل مبكر، على أمراض الروماتيزم من أجل وقف الألم، وتجنب المضاعفات والتشوهات والإعاقة. وأوضح رئيس الجمعية، البروفيسور عبد الله المغراوي، أن هذه الحملة تشكل فرصة لاطلاع المواطنين على آخر المستجدات والتقنيات الحديثة في مجال تشخيص وعلاج أمراض الروماتيزم بالمغرب، خاصة ما يهم الأدوية البيولوجية التي أحدثت ثورة في التكفل بأمراض الروماتيزم الالتهابية المزمنة، والتقنيات العلاجية بالحقن الموجهة بجهاز الايكوغرافيا. من جهته شدّد، الدكتور صلاح الدين معروفي، اختصاصي أمراض الروماتيزم، وعضو الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم، على أن آلام الرقبة التي تدخل ضمن أمراض الروماتيزم، يمكن أن يرافقها تصلب العنق، وقد تكون شديدة فتؤدي المريض بالنهار كما بالليل، فضلا عن إحساس المريض بالتعب والدوار، موضحا بأن تلك الآلام يكون السبب فيها في الغالب التهاب المفاصل و/أو الانزلاق الغضروفي، متطرقا كذلك إلى مرض آخر من أمراض الروماتيزم، غير معروف بالمغرب، ويتعلق الأمر بالتهاب المفاصل الرثياني (الروماتويدي)، موضحا أنه يتسبب في إعاقة على المدى المتوسط، إذ يؤثر بشكل سلبي على جودة الحياة، مبرزا على أن أن هذا المرض يصنّف ضمن خانة الأمراض التي عرفت خلال السنوات الأخيرة تقدما كبيرا فيما يتعلق بالتكفل بالعلاج، الذي يروم تحقيق التماثل للشفاء وتجنب انتشار المرض وتحسن جودة حياة المرضى، مؤكدا على أن العائق الرئيسي يتمثل في الولوج إلى العلاجات نظرا لارتفاع تكاليفها. وستشكل الحملة التحسيسية مناسبة للتعريف بعدد من الأمراض الروماتيزمية كما هو الحال بالنسبة للنقرس، «بوزلوم›، وهشاشة العظام، الذي أكدت هدى قادري، إلى أنه مرض يصيب النساء ابتداء من سن الخمسين والذي يعرضهن لكسور في فقرات الظهر مما قد يؤدي إلى اعوجاجه وإلى قصر في القامة.