تجدد السجال مجددا حول القيمة الأدبية والإبداعية، لأعمال الكاتب الروائي محمد شكري، بين مجموعة من الكتاب والأدباء، الذين التأموا مساء أمس الجمعة، في لقاء أدبي، أشرفت على تنظيمه مقاطعة طنجةالمدينة، وتم خلاله تقديم رواية "الشريفة" للكاتب الطنجاوي يوسف شبعة حضري. وخلق موقف عبر عنه الكاتب يوسف شبعة، حول القيمة الأدبية لأعمال شكري، نقاشا بين مجموعة من الحاضرين ومؤطري اللقاء، بعدما اعتبر شبعة، أن محمد شكري ككاتب مرموق منحدر من الهامش، يستحق الاحترام والتقدير رغم أن أعماله الأدبية لم تقدم لطنجة الشيء الكثير. واستند صاحب رواية "الشريفة"، في رأيه، على أن شكري ركز في أعماله على شريحة محددة من مكونات النسيج الاجتماعي في مدينة طنجة، مما جعل أعماله بعيدة عن تقديم الصورة الحقيقية لمدينة طنجة بحضارتها وتقاليدها. مبرزا في ذات الوقت، أنه على العكس من ذلك حرص على تسليط الضوء على مختلف الشرائح الاجتماعية بالمدينة القديمة بعاداتها وتقاليدها. ومن بين ردود الفعل غير الموافقة لوجهة نظر شبعة، كان ما أدلى به الكاتب المسرحي الزبير بن بوشتى، الذي رفض التقليل من أهمية أعمال الروائي محمد شكري، الذي وصفه بأنه كاتب عالمي، ساهم بشكل كبير في الصيت العلمي لمدينة طنجة. بن بوشتى، دافع عن وجهة نظره بالقول إن أعمال شكري مهما اختلف معها البعض، فإنها تعكس البيئة التي عاش فيها هذا الكاتب، مضيفا إن "محمد شكري هو ابن بئيته كما أن كل كاتب وروائي هو أيضا ابن بيئته". غير أن وجهة نظر الكاتب المسرحي، وجدت في مواجهتها موقفا رافضا لاختزال الفضل في الصيت الذي تتمتع به طنجة، إلى محمد شكري، ويتعلق الأمر بالكاتب والباحث عثمان بن شقرون، الذي رأى أنه مهما بلغت قيمة محمد شكري، فلا يمكن أن نجعل منه تلك الشجرة التي تخفي الغابة. واعتبر بن شقرون، أن سجل مدينة طنجة غني بمختلف الإبداعات الفكرية والأدبية والثقافية، وأن محمد شكري مجرد شجرة في غابتها الكثيفة، ولا يمكن السماح بجعله شجرة تخفي كامل الغابة، حسب ما جاء على لسانه. وشكلت مناسبة توقيع الرواية الجديدة للكاتب الشاب يوسف شبعة حضري "الشريفة"، الذي تم تنظيمه بإشراف من مقاطعة طنجةالمدينة، لمة أدبية حقيقية في فضاء المقهى الثقافي "دائرة الفنون"، حيث شارك في تأطير اللقاء بالإضافة إلى الباحث عثمان بنشقرون، كل من المؤرخ رشيد العفاقي، والفنان المسرحي رشيد أمحجور، والناقد محمد المسعودي.