– غزلان اكزناي: التئم ثلة من الكتاب والأدباء والفاعلين في مجال الثقافة بمدينة طنجة، الأسبوع الجاري، خلال حفل توقيع مولود جديد، سيعزز المكتبة المغربية والطنجية .. "صدى الذكريات.. نشيد الفقد"، هو عنوان باكورة إبداع الكاتب والإعلامي الشاب، يوسف شبعة حضري، الذي أعلن عن دخوله غمار الكتابة الأدبية، من باب المرويات القصصية التي تستمد روحها من وحي الزمن الجميل لمدينة طنجة. ويشكل كتاب "صدى الذكريات ..نشيد الفقد"، عبارة عن مجموعة قصصية ارتأى من خلالها الكاتب استعادة صورمدينة طنجة وتجلياتها، خلال مرحلة الزمن الجميل العابر، من وحي ذاكرته الطفولية. وشكلت هذه المجموعة القصصية المكونة من تسعة وعشرين نصا، بوحا عبّر من خلاله الكاتب عن حنينه للطفولة، ومعاناة الوجع والفقد، وتجاربه بفضاءات المدينة القديمة التي أثرت أيضا في صقل عفويته نحو تكوين نظرته للحياة. وعبر الاعلامي باذاعة كاب راديو محمد الغول عن اعجابه بهذا الاصدار الجديد الذي يصل الى عقل وقلب القارئ بلغة وكلمات سلسة صادقة وبعيدة عن الفخامة اللغوية، مع بساطة الأحداث التي يمنحها الكاتب من ذاكرة طفولته القريبة في حواري و أزقة مدينة طنجة. وصرح الاذاعي محمد الغول " بغض النظر عن طبيعة القارئ فانه سيجد نفسه في الكتاب وفي الأحداث بشكل عاطف " . وعن عنوان المجموعة القصصية "صدى الذكريات.. نشيد الفقد" قال الكاتب عثمان بن شقرون، أنه مُوجِه ومستفز لمحركات القراءة وحقق جمالية على مستوى اللفظ والدلالة، على اعتبار أن ما سيحكيه الكاتب يوسف الشبعة ليس سوى صدى لماض لا يصل منه إلى صدى يبعث على غنائية جميلة التي امتاز بها العمل والتي تختزن شحنة عاطفية فجرها السارد في المجموعة وخصوصا في النصوص الأولى قبل أن يستوي العمل على سرد الأحداث. نفس الشيء بالنسبة للإهداء الذي اعتبره المترجم عثمان بن شقرون اختزالا للعمل بقدرة عالية، باعتباره يكثف أزمنة الماضي والحاضر والمستقبل في زمن واحد ويضفي عليها سمة الفقد، وبالتالي كان فقد الأب التيمة المهيمنة على النص. كما أشار الصحفي عثمان بن شقرون إلى إيجابية الكاتب يوسف شبعة في عدم كتابة السيرة الذاتية بالشكل المتعارف عليه، على أساس أن الذين ابتدأوا أعمالهم بكتابة السيرة الذاتية ندموا وتمنوا التخلص منها فيما بعد. وقال الباحث و الكاتب رشيد العفاقي أنه على الرغم من أنّ كتاب "صدى الذكريات... نشيد الفقد" هو نص أدبي إلا أنه أحب أن ينظر إليه كنص تاريخي، فهو يستوعب قسما من حياة الكاتب في المرحلة المبكرة من العمر. وتبيّن للكاتب رشيد العفاقي منذ "الإهداء"، أنّ موت الأب كان عاملا أساسيا في صوغ شخصية الكاتب والروائي يوسف شبعة على هذا النحو الذي سيُنتج لنا قصصا ومرويات تنبش في الذاكرة العائلية، وتستعيد بعض المحطات المفصلية فيها من واقع مدينة الكاتب، وهي ذكريات مرحلة مبكرة من العمر.