بعد أن ركز في روايته الأولى "صدى الذكريات .. نشيد الفقد"، على استعادة صور ومعالم طنجة، يخوض الكاتب الشاب يوسف شبعة حضري، غمار محاولة جديدة يروم من خلالها المساهمة في صون الذاكرة الطنجاوية، عبر رواية عبارة عن مؤلف يوجد رهن الطبع لدى مؤسسة "دار السليكي إخوان" للتوزيع والنشر. "الشريفة"، هو عنوان هذا العمل الأدبي الجديد للكاتب يوسف شبعة، الذي من المنتظر أن يصدر في مطبوع مكون من ما يقارب 200 صفحة من القطع الصغير، وهي عبارة ترمز، حسب صاحب الرواية، إلى كل امرأة شريفة، خصوصا تلك التي يتوفى عنها زوجها وتظل محافظة على بيتها. ولا يخفي شبعة، في حديث خص به جريدة طنجة 24 الإلكترونية عن الرواية، انه استلهم هذا العنوان، وهو الذي عاش طفولته يتيم الأب، من حالة والدته، التي كانت قد شكلت أقوى شخصيات سيرته الذاتية "صدى الذكريات . نشيد الفقد". ويراهن الكاتب يوسف شبعة، في هذه الرواية، على استحضار روح مدينة طنجة القديمة من خلال شخصياتها ومن مقاهيها ومن دروب المدينة العتيقة. كما يروم هذا العمل الأدبي أيضا، إلى إبراز حضور شخصيات عالمية وازنة في مدينة طنجة في قالب روائي، يحوي كذلك قصص عن حمامات وازقة مثل زنقة الطويلة التي تحيل في ذهن من الذاكرة الطنجاوية إلى"عيشة قنديشة" وكذا قصص اغرب من الخيال عن حمام "فرنكو". وهكذا بصمت رواية "الشريفة"، على سابقة أدبية فريدة من نوعها، من خلال استحضار "باربارا هاتن"، الممثلة والثرية الأمريكية، التي اختارت الاستقرار لسنوات طويلة بمدينة طنجة، قبل أن تتوفى سنة 1979. حيث كانت تمتلك بيتا جميلا ما تزال مكتوبة على مدخله عبارة "يوجد فوق هذه الأرض جنة.. هذه الجنة ها هنا.. ها هنا". ويقول الناقد محمد المسعودي، أن رواية "الشريفة" للكاتب يوسف شبعة حضري تشكل " سردا خالصا لوجه المدينة ولوجه أهلها، و بعض شخصياتها المعروفة ". مبرزا أن مجموعة من الوقائع والأحداث التي عاشها كثيرون من سكان المدينة، توفق شبعة في توظيفها روائيا محكما، فأحسن السبك، وأحسن الوصف، وأتقن تطريز عمله بما يشد القارئ، وبهره وبما يمتعه،. وفي رأي الناقد المسعودي، فإن رواية "الشريفة" مؤشر على أن مدينة طنجة، كسبت كاتبا طنجاويا بامتياز، متمكن ، عارف بألاعيب الكتابة الروائية، قادر على الغوص في خصوصيات المدينة وعوائد أهلها. وهو صوت يضاف إلى بعض الأصوات الجديدة التي أنجبتها طنجة، واتخذت من فن الروائية وسيلة لتصوير حبها للمدينة، واهتمامها بناسها وعاداتها وتقاليدها.. ويعتبر الكاتب يوسف شبعة حضري، من مواليد 1982، بمدينة طنجة، وبها اجتاز مراحل دراسته الابتدائية والثانوية، ودرس العلوم الاقتصادية من جامعة عبد المالك السعدي، ثم حصل على إجازة في الشريعة تخصص العقيدة والفكر الإسلامي من كلية الشريعة بمرتيل. ولج يوسف شبعة، عالم الكتابة الصحفية، منذ فترة دراسته في المرحلة الثانوية، حيث كان يداوم على حضور ورشات تكوينية في مجال الصحافة. وله عدة مقالات منشورة بأسبوعية "لاكرونيك" الجهوية التي تصدر بمدينة طنجة، كما أن له أيضا سلسلة مقالات منشورة على صحيفة طنجة 24 الإلكترونية.