لم يكن تشأ التلميذة الطنجاوية "مريم ورثي" أن يمر نجاحها في الفوز بمسابقة "السباق إلى الفضاء"، دون التعبير عن وفائها لأبناء مدينتها الذين كانوا لها سندا خلال مرحلة التنافس على كسب هذا الرهان، حيث اختارت أن تبصم على مساهمتها في إشعاع دولي لعمل روائي يعود لكاتب طنجاوي يشق مساره بثبات في هذا المجال. "صدى الذكريات .. نشيد الفقد"، الذي يعتبر أول عمل روائي للكاتب الطنجاوي يوسف شبعة حضري، وجد طريقه إلى وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، بمبادرة من التلميذة "مريم ورثي"، المتواجدة حاليا هناك ضمن برنامج تكويني تنظمه ذات الوكالة الأمريكية لفائدة تلاميذ مغاربة وجزائريين. وقد بادرت "مريم ورثي"، إلى توزيع نسخ من هذه الرواية على مجموعة من زملائها في وكالة الفضاء "ناسا"، مساهمة منها في تحقيق إشعاع دولي لهذا العمل الروائي الذي كان قد لقي تنويها كبيرا من طرف كبار الكتاب والأدباء المغاربة، باعتباره باكورة أعمال الروائي الشاب يوسف شبعة حضري، الذي يستعد خلال الأسابيع المقبلة لطرح إصدار ثاني، سيكشف عنه في وقت لاحق، حسب ما أكده لجريدة طنجة 24 الإلكترونية. وفي حديث للجريدة، أوضحت التلميذة الطنجاوية "مريم ورثي"، أن المبادرة التي بصمت عليها، هي محض لمسة وفاء بسيطة، لأحد الأشخاص الذين كان لهم فضل كبير عليها في الوصول إلى مقر وكالة "ناسا"، مؤكدة أن فضل جميع أبناء ومدينتها الذين ساندوها في هذا الرهان الذي تعيشه اليوم، سيظل يطوق عنقها إلى الأبد. وأفصحت ذات المتحدثة، أن العمل الروائي "صدى الذكريات"، أثار إعجابا وإقبالا لافتا من طرف التلاميذ الذين يشاركونها فترة التكوين داخل الوكالة الأمريكية، لا سيما الأشقاء الجزائريين ، الذين أبدوا اهتماما ملحوظا بتفاصيل الرواية. من جهته، عبر الكاتب يوسف شبعة، عن امتنانه للتلميذة الطنجاوية، معربا في تصريح ل"طنجة 24"، من جهة عن افتخاره أن يكون من بين قرائه أمثال هذه التلميذة التي رفعت رأس الطنجاويين والمغاربة عاليا. وتشارك "مريم ورثي"، التي تتابع دراستها بثانوية ابن بطوطة بطنجة ضمن وفد يضم تلاميذ مغاربة وجزائريين، تدريبات في مخيم الفضاء بمدينة "هونستفيل ألاباما" بالولايات المتحدةالأمريكية، وذلك على إثر فوزها بالمرتبة الأولى في نهائيات "السباق إلى الفضاء". وساهمت حملات الدعم الواسعة، التي انخرط فيها الآلاف من أبناء وبنات مدينة طنجة ضمنهم فعاليات فنية ورياضية، في ضمان تأهل التلميذة "مريم ورتي" إلى المرحلة الحاسمة، بعدما حصلت على مؤازرة 4745 مصوت على مشاركتها بشريط فيديو يتضمن شرحا مبسطا و تفسيرا علمي لظاهرة الشفق القطبي، التي أوردها القرآن الكريم، في قوله تعالى "فلا أقسم بالشفق". وتبوأت "مريم" الصدارة المذكورة، بفارق أزيد من 2000 صوت عن أقرب المتنافسين إليها، ويتعلق الأمر بالتلميذة "منال الصاوي" المنحدرة من مدينة أكادير، التي حلت في المرتبة الثانية، فيما جاءت التلميذة "حفصة البوعناني" المنحدرة من مدينة تطوان، في المرتبة الثالثة. من جهتها، تعتبر رواية "صدى الذكريات.. نشيد الفقد"، للكاتب يوسف شبعة حضري، الصادرةعن دار "السليكي إخوان" للتوزيع والنشر، مجموعة قصصية، مشكلة من تسعة وعشرين نصا، موزعة على ثلاثة أشكال تعبيرية: القصة المتتالية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، ويحاول من خلالها الكاتب استعادة صور ومعالم مدينة طنجة، خلال مرحلة الزمن الجميل الغابر، من وحي ذاكرته الطفولية.