مقابل الشكاوى المتصاعدة من ارتفاع أثمنة الأضاحي في أوساط سكان طنجة؛ يبدي الباعة تذمرا غير قليل من ارتفاع تكاليف تسويق رؤوس المواشي انطلاقا من السوق المتواجد في أطراف المدينة. ومع المنحى التصاعدي لأسعار المحروقات؛ تزايد العبء المالي الذي يضطر لتحمله بائعو الأضاحي؛ من أجل نقل رؤوس المواشي الى مدينة طنجة. وبعد أن يحطوا رحالهم في المدينة؛ يتفاجأون بسومة كراء خيالية للمساحات المخصصة من طرف المجلس الجماعي؛ تصل إلى 4000 درهم خلال 10 أيام؛ تسعيرة يرى بائعو المواشي انها "باهظة جدا" وتشكل عاملا إضافيا لارتفاع اسعار المعروضات. وسط عدد من رؤوس المواشي في السوق القصي ب5 كيلومترات غرب المدينة؛ وقف أحد الكسابة مرتديا جلبابا وغير مكترث بارتفاع درجة الحرارة.. ما يشغل باله حاليا هو العودة مبكرا إلى قريته بعد أن يبيع جميع الخرفان. لا ينكر هذا البائع المنحدر من منطقة تيمحضيت بإقليم خنيفرة؛ في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية؛ الارتفاع الكبير في أثمان معروضاته مقارنة مع السنوات الماضية "لكننا لسنا الوحيدين من نتحمل مسؤولية هذا الغلاء"؛ وفق ما جاء على لسانه. وبحسب هذا الكساب؛ فقد اضطر مثل باقي أقرانه الى دفع مبالغ وصلت الى 7500 درهم من أجل توصيل البضاعة إلى طنجة؛ وهي خدمة لم تكن تسعيرتها تتجاوز 5 0لاف درهم في أسوأ الأحوال خلال السنوات الماضية. وبنبرة لا تخلو من امتعاض؛ يتهم هذا البائع؛ مصالح جماعة طنجة؛ بالتسبب في تفاقم ارتفاع الأسعار؛ من خلال فرض تسعيرة كراء باهظة لمساحة لا تتجاوز 6 أمتار؛ في وقت يفتقر السوق إلى أبسط التجهيزات والمرافق الأساسية. إلى حدود يوم الخميس؛ ما تزال حركة تموين السوق المحلية، محدودة وما تزال أعداد رؤوس الماشية قليلة مقارنة مع حاجيات ساكنة المدينة. وتثير الأثمنة المتوفرة حاليا، مخاوف العديد من المواطنين، الذين يعتقدون أنه إذا حافظت هذه الأسعار على وتيرتها الحالية، فإن ذلك يعني أنهم سيكونون أمام فترة قاسية أخرى على جيوبهم، في الوقت الذي ما يكابدون مع الغلاء الذي تعرفه المواد الاستهلاكية المختلفة