– عصام الأحمدي: بدأ هاجس اقتناء أضحية العيد يخيم على اهتمام الأسر في مدينة طنجة، بالرغم من أن حركة تموين السوق المحلية، ما زالت محدودة وما تزال أعداد رؤوس الماشية قليلة مقارنة مع حاجيات ساكنة المدينة. فقبل أقل من أسبوعين، ما يزال الإقبال على سوق الأضاحي في طنجة، متواضعا جدا، بسبب انشغال فئات عديدة من المواطنين في تأمين حاجيات الدخول المدرسي لأبنائهم، التي كلفتهم مبالغ مالية مهمة انضافت إلى نفقات الاحتفال بعيد الفطر المبارك وقبله شهر رمضان المبارك، الذين لم يمر عليهما إلا أسابيع قليلة. وفي الوقت الذي ما تزال فيه حركة رواج سوق الأضاحي، تتسم بالركود، فإن هناك تضاربا ملحوظا في الأثمان المعروضة إلى غاية يومي الاثنين والثلاثاء. فحسب ما عاينته صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، فإن العروض المتوفرة سواء في سوق "بوخالف" القصي عن وسط المدينة ب 15 كيلومتر غربا، أو في بعض المحلات التي عاد أصحابها لاستغلالها في أنشطة مرتبطة ببيع الأضاحي، تتراوح ما بين 2000 درهم و 4000 درهم. وتثير الأثمنة المتوفرة حاليا، مخاوف العديد من المواطنين، الذين يعتقدون أنه إذا حافظت هذه الأسعار على وتيرتها الحالية، فإن ذلك يعني أنهم سيكونون أمام فترة قاسية أخرى على جيوبهم، في الوقت الذي ما زالوا فيه يحصون ما أنفقوه مؤخرا. وبينما يأمل أفراد شرائح واسعة من المواطنين، أن تعرف أسعار الأضاحي تراجعا يتناسب مع القدرة الشرائية السائدة، فإن الكثير من الكسابة لا يترددون في التحجج بارتفاع تكلفة العلف، لتبرير الغلاء الذي فرضوه مقابل أضحية العيد، وهي ذات الحجة التي يوظفها هؤلاء الكسابة كل سنة لتبرير أي ارتفاع خيالي في ثمن الأضاحي. من جهة أخرى، لجأ العديد من الكسابة إلى عرض بضاعاتهم في كراجات ومحلات في مناطق متفرقة من مدينة طنجة، وهي ظاهرة كانت قد اختفت خلال السنتين الماضيتين، بسبب سعي الجماعة الحضرية، إلى حصر أنشطة بيع أضاحي العيد في سوق بوخالف، الذي ما يزال يفتقد لمقومات السوق الحقيقية. ويبرر الكثير من باعة الأضاحي، تحديهم لقرار منع أي أنشطة لبيع الماشية اخرج سوق بوخالف، بعدم التزام الجماعة الحضرية، بتعهداتها التي قطعتها مرتين للمهنيين، بخصوص تهيئة سوق السوق، وتجهيزه بالمرافق الضرورية، ليكون ملائما لممارسة هذه التجارة في الموسمية في ظروف مناسبة.