يسرد كتاب الله اسماء أعداء الله الذين علوا في الارض، وعتوا عتواً كبيراً ، هذا الاستكبار المتغلغل والمتجذر والمفعم بالكراهية والحقد منطلقه وأسّه ومنبعه الإفساد الاول الذي هو بمثابة الأصل الذي يبنى عليه الإفساد الثاني، هكذا جنوح ، يحذرنا القرآن الكريم في سورة الإسراء " وقضينا الى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا" ان اليهود يفلحون في مخططاتهم الى يومنا هذا، على أساس ان الدول العظمى تؤيدهم وتناصرهم وتقف الى جانبهم، ولا يبدو ان تمة احتمالات لتغير موقفها في المستقبل تجاههم و التي لا تتورع اسرائيل من ارتكاب ابشع الجرائم .. ان تعليق أدنى أمل على الأنظمة العربية خطأ كبير، ما يحدث الْيَوْمَ من قبل اسرائيل من منع للأذان في القدس هو ضوء اخضر من قبل هذه الأنظمة الكرتونية التي لا تحرك ساكناً تجاه مسلسل التهويد و الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها بيت المقدس من قبل قطعان المستوطنين الذين يدنسون باحاته ما يؤكد ان مشروع التهويد جار على قدم وساق.. ان وجود دولة عدوانية مثل هذه هو جريمة في ذاته يقع خطرها بدرجة اكبر على العالم الاسلامي، لان ميولها العدوانية يستهدف مقدسات المسلمين على وجه الارض ، فلا يمكن الصبر و السكوت على وجود هذه الدولة ، بل لا بد بالقضاء عليها ولو بعد حين .. اما النفوس المتشائمة الحاقدة فستقف متفرجة على ارض كنود ، لا تجد في عقمها الا الضرر ، تلهينا عن غاية الوجود البشري فوق الارض ، وتصبغ افقنا بالسواد.. في أفق التحرر وتحرير مقدساتنا من بطش يهود ، لابد من إمعان التفكر في تحرير بلاد الشام ومصر باعتبارها الدائرة الأقرب ثم الجزيرة العربية والتي تعتبر الآن محمية تابعة لدول الاستكبار ، مع الأخذ بأسباب التحرير ، المعرفة ابتداءاً ، وركائز تصورها الانسان ، الذي وجهته الله ، ووعد الله هو المنار الذي يوجه الى شاطئ الأمان ، ويدل على انسب الرياح للإبحار ، ويبقى علينا ان نحسن استشراف المستقبل، كما لا يمكن للمركب الذي يجهل وجهته ان يحسّن استغلال الرياح المناسبة