توجهت الأنظار كالعادة نحو ملعب ابن بطوطة الدولي مساء يوم الأربعاء 2-11-2016 ، لمتابعة لقاء في كرة القدم برسم دور ربع النهاية – إياب ، بين فارس البوغاز و المغرب الفاسي ، و انتهت بالتعادل الإيجابي مما أهل فريق فاس للعب المقابلة النهائية ، و قد كان لقاء الذهاب قد انتهى بالتعادل السلبي ، و جرت مقابلة الإياب في مشهد جماهيري رهيب ، و كانت مفتوحة على كل الاحتمالات ، صحيح يلعب نادي المغرب الفاسي في الدرجة الثانية ، لكنه أبان عن مستوى فني و قتالي كبيرين مما مكنه من تجاوز الاتحاد الرياضي لطنجة ، مثلما تجاوز فرق وطنية محترمة مثل الجيش الملكي و الوداد البيضاوي . و لئن كانت الجماهير الطنجوية تمني النفس بالذهاب بعيدا ، و الظفر بالكأس لأول مرة ، إلا أن للكرة منطقها و ميكانيزماتها و حيثياتها البالغة الخصوصية ، و عليه فهنيئا لفريق المغرب الفاسي بهذا الإنجاز المستحق ، و حظا أوفر لنادي الاتحاد الرياضي لطنجة في مشوار البطولة الطويل و المنافسة الإفريقية ، فالهزيمة في المجال الرياضي ليست نهاية العالم ، شريطة أن تتم الممارسة المتواصلة للنقد الذاتي ، و معالجة مظاهر الضعف و القصور على المستوى الفني ، من أجل تجاوزها ، و الاستعداد لقادم المباريات . و كملاحظة نذكر مرة أخرى بأن إحراز هدف يتيم في أي لقاء كروي لا يعني الفوز بحال من الأحوال ، لأن أي عملية مرتدة أو خطأ قريب من المرمى من شأنه أن يخلط الأوراق و يقلب النتيجة رأسا على عقب ، كما أن التركيز المبالغ فيه على خطي الدفاع و الوسط و الاقتصار على المرتدات الهجومية ، و هو الأسلوب المفضل عند المدرب السيد بنشيخة ، لا يؤتي ثماره إلا نادرا ، فلا بد من قدر من الجرأة ، و الانتباه إلى الأجنحة لاجتياح مرمى الخصم ، فالهزيمة بأداء جيد خير من فوز غير مقنع . و في الختام لسنا في حاجة إلى تهنئة الجماهير الرياضية لاتحاد الرياضي لطنجة ، فهي تحظي بالتقدير و الاعتبار من قبل الأوساط الرياضية الدولية ، بفضل أعدادها و حماسها و تشجيعها الذي لا مثيل له في الملاعب الرياضية العربية و الإفريقية ، تبقى فقط الإشارة إلى أن هذه الجماهير يجب ألا تتأثر بمغادرة فريقها المنافسة على كأس العرش ، بل على العكس تماما يتوجب عليها الاستمرار في حضور اللقاءات القادمة و بنفس الحماس و الحجم للرد على بعض " المحللين الرياضيين " في الإعلام الوطني التلفزي و الإذاعي الذين تعودوا على التعاطي غير الودي مع أداء فارس البوغاز ، و بالعودة السريعة لأي حديث ل " معلق رياضي وطني " سيستنتج بسهولة مدى الاستهتار و غياب المسؤولية أثناء " تغطية " المنجز الرياضي لفارس البوغاز ، عكس ما يحدث مع كل الفرق الكروية المغربية !