1- يشهد الدوري الكروي المغربي و عبر محطات زمنية متعددة ، لقاءات حارقة و ممتعة ، تظل محط اهتمام و متابعة بالغين من قبل الجماهير الرياضية و وسائل الإعلام المختلفة . و لعل أشهر و أبرز هذه اللقاءات المقابلة التي تجمع بين الناديين الكبيرين الرجاء و الوداد البيضاويين ، و هي مقابلة تعرض في الغالب الأعم طبقا فنيا رفيع المستوي للمعنيين بالشأن الرياضي وطنيا و عالميا . 2 - بيد أن هناك نزالات كروية أخرى لا تقل أهمية و إثارة و تشويقا ، على رأسها " الحوار " الفني الذي يجري بين الفريقين العتيدين في أقصى شمال المملكة ؛ المغرب أتلتيكو تطوان و الاتحاد الرياضي لطنجة . و الواقع أن كل متتبعي البطولة الوطنية الاحترافية داخل ربوع المملكة و خارجها ، ينتظر على أحر من الجمر الموقعة التي ستجمع بين هذين الناديين العريقين ، يوم الأحد 28/02/2016 بمعلب سانية الرمل ، برسم الدورة الثامنة عشر من بطولة اتصالات المغرب ، و قد كان لقاء الذهاب قد انتهى بالتعادل الإيجابي بينهما ، و على أرضية الملعب الكبير ابن بطوطة . 3 - و تكتسي هذه المقابلة أهمية قصوى لكلا الطرفين ، إذ أن المغرب التطواني عاد من بعيد و حقق نتائج مرضية مكنته من حرق المراحل و الاقتراب من النوادي المتنافسة على اللقب ، و بالتالي فهو مطالب باقتناص فرصة اللقاء بميدانه و أمام جمهوره الغفير ، خاصة و أنه تجاوز محنة النتائج الباهتة ، و عاد إلى سكة الانتصارات داخل و خارج قواعده ، أما اتحاد طنجة فيراهن على محو الصورة التي ظهر عليها في مقابلتي الدورة الثانية من البطولة ، و هي صورة عكست بشكل واضح تراجع الأداء الفني و التكتيكي بشكل جلي ، مما أدخل الشكوك في قلوب الجماهير الطنجوية المتعودة على العروض الفنية المقنعة و المطمئنة . 4 - فهل سيعيد الناخب الجزائري الجنرال عبد الحق بنشيخة النظر في أوراقه التكتيكية ، و إعداد لاعبيه لهذه المقابلة المفصلية ؟ أم أن المدير الفني الإسباني سيرجيو لوبيرا قد يضع حدا للموج الأزرق في الحلم بمعانقة لقب هذه السنة ؟ بل هل ستقع " الحمامة " في حبال " الفارس " ؟ أم أنها ستنجو من تصويباته ، و تحلق بعيدا في أفق المنافسة على التتويج ؟ مهما كانت النتيجة فالجماهير الرياضية المغربية و الشمالية على وجه الخصوص تطمح في مشاهدة عرض كروي بهيج على أرضية الملعب ، و في المدرجات التي ستمتلئ عن آخرها بالمشجعين للفريق الأحمر ، و أملنا الوحيد أن يفوز من كان الأجدر و الأفضل و الأكثر استعدادا لهذا الكلاسيكو الوطني الهام ، و أن ينتهي اللقاء في جو أخوي ، و مساندة حضارية عودتنا عليها الجماهير الرياضية الشمالية الاستثنائية .