يجمع المعنيون بالشأن الرياضي الوطني على أهمية الإنجاز الفني الذي حققه نادي الاتحاد الرياضي لطنجة في أول صعود له إلى القسم الوطني الأول من البطولة المغربية الاحترافية لكرة القدم ، إذ أنه تمكن من حصوله على موقع رفيع في البوديوم ( الرتبة الثالثة ) . و الآن يشتغل فارس البوغاز و بأناة على ثلاث واجهات ، البطولة الوطنية و كأس العرش و كأس الاتحاد الإفريقي ، مما يعني أن مسؤولي الفريق الأزرق من إداريين و تقنيين و لاعبين .. في حاجة ماسة إلى نفس هادئ و طويل ، و تخطيط محكم البناء ، و استراتيجية بالغة الدقة و الذكاء ، لمواصلة الأداء الرياضي الفعال و المثمر . و ما من شك في أن كل هذه المستلزمات تكاد تكون حاضرة في وعي ، و واقع الكتيبة " البوغازية " الصلدة من أجل التتويج بأحد الألقاب أو أكثر ، رغم شراسة المنافسة الوطنية و القارية . كما أن الانتصارات ذات العلامة الكاملة و المشجعة ، التي حققها الاتحاد على مستوى البطولة و كأس العرش إلى حد الآن ، تبعث برسالة بالغة القوة إلى من يهمه الأمر من الأندية المنافسة . و لئن كان المنجز الرياضي لفارس البوغاز قد تفوق في السنة الماضية على جميع الأندية الوطنية ، و خاصة على مستوى الأداء الفني فوق المستطيل الأزرق ، و الفرجة غير المسبوقة وطنيا و عربيا ، و التي تجسدت في المشاهد الاستثنائية : أعداد غفيرة من المشجعات و المشجعين و أهازيج و ألواح فنية و لا أبهى ! فإن قرار الجامعة المغربية لكرة القدم " حل " الألتراس / الفصائل الرياضية و منها فصيل هيركوليس لم يكن مدروسا بالشكل الكافي . صحيح نتفهم بعض المظاهر المأساوية و المؤلمة التي حدت بالجامعة إلى اتخاذ هكذا قرار قد يصيب مالية بعض الأندية الوطنية في مقتل ، ونتفهم رد الفصائل المشجعة و موقفها من مقاطعة المباريات الأولى من بطولة السنة الجارية ، كي يتسنى لأولي الأمر في الجامعة أن يأخذوا بعين الاعتبار مطالبها المنطقية و المقبولة إلى حد كبير ، من قبيل الاحترام المفروض الذي يجب أن يحظى به المشجعون ، و إيجاد إطار لوجستيكي سليم ، يوفر عملية الولوج إلى المركبات الرياضية و مغادرتها بشكل سلس ، و جعل مختلف المرافق العمومية من مراحيض و غيرها في خدمة المشجعين و السهر الأمني على سلامتهم . و في هذا السياق يمكن القول دون مبالغة إن الفريق الذي تضرر أكثر من غياب الجماهير هو فريق الاتحاد الرياضي لطنجة ، لأنه الفريق الكبير الوحيد الذي لا يحتضنه إلا جمهوره العريض و المخلص ، لذلك فإن استمرار هذه المقاطعة التي طالت كثيرا ، من شأنها أن تعصف بأحلام ساكنة مدينة متعطشة لألقاب مشروعة . لذلك يعتبر صاحب هذه السطور أن رسالة الفصيل هيركوليس و الجماهير الطنجوية قاطبة قد وصلت إلى أصحاب الشأن الكروي الوطني ، و أن الوقت قد حان لعودة الأمواج الزرقاء للمدرجات ، لإعطاء الدعم اللازم لفريقها الغالي ، و الذي يسير في الاتجاه الصحيح بقيادة الجنرال و المدرب المقتدر عبد الحق بنشيخة ، نحو تحقيق نتائج رفيعة و مشرفة هذا العام ، خاصة و أن المصلحة العليا لفارس البوغاز تستدعي اليوم قبل الغد تضامن جميع مكوناته ، من لاعبين و إداريين و أمنيين و جماهير .. فلنقاطع المقاطعة و لنتجه صوب المدرجات و بأعداد قياسية ، نملأها حبا و سعادة و حضارة ، فالاتحاد في حاجة مطلقة إلى أنصاره الآن .. قبل فوات الأوان !! * كاتب من طنجة