"ملعب طنجة الكبير في جنازة"، هكذا وصف الكاتب العام السابق لنادي الاتحاد الرياضي لطنجة حسن بلخيضر، أجواء المدرجات تزامنا مع المباراة الافتتاحية التي خاضها فريق اتحاد طنجة ضد ضيفه الدفاع الحسني الجديد، وانتهت بفوز كبير لصالح "فارس البوغاز". ويبدو أن قرار المقاطعة الذي اتخذته المجموعة التشجيعية "الترا هيركوليس"، للمباريات الأولى من البطولة الاحترافية، كان له وقع قاس على انطلاقة مشوار اتحاد طنجة، الذي افتقد الدعم المادي والمعنوي للجماهير الغفيرة التي عودت الرأي العام الرياضي على تأثيث الملعب باحتفاليات باهرة يندر وجود مثيل لها في مختلف الملاعب الوطنية. ولم يتعدى عدد الحاضرين الذين ملئوا جنبات الملعب الكبير، في مباراة يوم أمس السبت، ثمانية آلاف متفرج، وفق إحصائيات مصادر مطلعة، في الوقت الذي يتسع فيه الملعب لنحو 45 ألف متفرج، وهي السعة التي تساهم فيه حملات الإطارات التشجيعية في ملئها بنسب تقارب 100 بالمائة في كثير من المناسبات. ويعود سبب مقاطعة "ألترا هيركوليس" للمباراة الافتتاحية، وهي الخطوة التي تشمل أيضا ثلاث مبارايات مقبلة برسم البطولة الاحترافية بالإضافة إلى مباريتي الدوري القادم لكأس العرش، ّإلى انخراط المجموعة في الحملة الوطنية للفصائل التشجيعية، مطالبة بتحقيق أهداف أهمها صون كرامة الجمهور المغربي ومحاربة الفساد المستشري في جامعة الكرة. خطوة المقاطعة للمباراة الافتتاحية، التي كان اتحاد طنجة يعول على مداخيلها للمساهمة في تجاوز أزمته المالية، بالرغم من قسوة آثارها، لقيت تفهما كبيرا من طرف مختلف المتتبعين، على اعتبار أهدافها النبيلة في ظل توجهات جهات للتضييق على المشجعين بدل اعتماد حلول حقيقية للرقي بالرياضة الوطنية. لكن عموما، لم يكن لنكسة مدرجات ملعب طنجة، أي تداعيات على أداء الفريق الأول لمدينة "البوغاز"، الذي قدم هدية رائعة لجماهيره الوفية عندما أنهى لقاءه الافتتاحي بفوز كبير على الدفاع الحسني الجديدي بأربعة أهداف لواحد، مؤشرا بذلك على مشوار حافل بالنتائج الايجابية خلال الموسم الجديد. ويشد "فارس البوغاز"، في الجولة الثانية من البطولة، رحاله إلى عاصمة الغرب، لمواجهة النادي القنيطري، الذي تنتظره اليوم الأحد مباراة صعبة أمام الرجاء البيضاوي، برسم الجولة الحالية لبطولة "اتصالات المغرب"، التي انطلقت أول أمس الجمعة.