ما تزال مقاطعة جماهير اتحاد طنجة لكرة القدم، ترخي بتداعياتها السلبية على الفريق الأول للمدينة، ليس على المستوى المادي فحسب، بل يعيش الفريق أيضا حالة من غياب الدعم المعنوي، الذي يعد أكثر المحفزات لتحقيق النتائج التي يتطلع إليها الجميع، حسب ما يؤكده مسؤولو نادي الاتحاد الرياضي. ومع بداية الموسم الكروي الجديد، وجد فريق اتحاد طنجة نفسه، أمام مدرجات شبه فارغة، جراء خطوة المقاطعة التي تواصل مجموعة "إلترا هيركوليس" التشجيعية، تنفيذها تبعا لانخراطها في حملة وطنية تهم الفصائل التشجيعية للأندية الوطنية، للمطالبة بصون كرامة الجمهور المغربي ومحاربة الفساد المستشري في جامعة الكرة. وبالرغم من تفهم مسؤولي الفريق، لخطوة الجماهير، على اعتبار نبل مطالبهم ومشروعيتها، إلا أنهم نبهوا إلى أن استمرار هذا الموقف سينعكس حتما على أداء الفريق، الذي قام باستعدادات مهمة للعب على ثلاث وجهات هذا الموسم، وهي الاستعدادات التي يؤكد مسؤولو الفريق الطنجاوي، أنها تبقى بدون جدوى في حالة استمرار غياب الجماهير. وفي هذا الإطار، أعرب عبد الحميد أبرشان، رئيس نادي الاتحاد الرياضي، عن بالغ أسفه لقرار المقاطعة الذي اتخذته أغلب جماهير الفريق، مؤكدا على أن إدارة الفريق تعول بشكل كبير على عدة مستويات، على رأسها إنجاح عملية الدخول إلى الملعب، لان الفريق يبقى عاجزا لوحده في توفير ظروف جيدة للولوج إلى الملعب. وتعهد أبرشان في تصريح خاص لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، بتوفير ظروف أحسن لجماهير اتحاد طنجة لولوج الملعب، معربا عن أمله في إعادة الجماهير للنظر في قرار المقاطعة، والعودة السريعة إلى مدرجات الملعب لمؤازرة فريقها الذي هو في أمس الحاجة للدعم المادي والمعنوي للجماهير. رئيس النادي، أكد أيضا على أن جمهور طنجة يبقى الممول الأول للفريق، لافتا إلى أنه "حتى وان تغلبنا ماديا على توفير سيولة مادية للفريق إلا أن الجانب المعنوي لدعم الجماهير يبقى اهم بكثير خصوصا أن الفريق قام باستعدادات مهمة للاعب على ثلاث واجهات هذا الموسم". وشدد عبد الحميد أبرشان، في ختام تصريحه، على أن تحقيق موسم استثنائي يليق بسمعة فريق اتحاد طنجة والمدينة التي يمثلها بجماهيرها الوفية وساكنتها، يقتضي ضرورة تلاحم الجميع وتؤازرهم من أجل هذه الأهداف. وشهدت المبارايات الثلاث التي خاضها فريق اتحاد طنجة (واحدة برسم البطولة الاحترافية واثنين في إطار منافسات كأس العرش)، غياب أغلب الجماهير التي دأبت على تأثيث مدرجات الملعب باحتفاليات باهرة، على نحو ظل يساهم بشكل لافت في تحقيق النتائج المنتظرة من "فارس البوغاز". كما أن غياب هذه الجماهير، الذي يأتي تبعا لقرار المقاطعة، ميزانية النادي من مداخيل مهمة، كان يراهن عليها للوفاء بمجموعة من المصاريف، على رأسها أداء مستحقات اللاعبين، من اجل تحفيزهم أكثر على أداء إيجابي يدفع نحو تحقيق الأهداف المنشودة.