استقطب متحف "الثقافات المتوسطية" بحي القصبة، بمدينة طنجة، أزيد من ستة آلاف زائر، منذ إعادة افتتاحه يوم 28 يوليوز الماضي، في أعقاب انتهاء أعمال ترميم همت مرافقه، وفق ما أدلى به محمد قطبي مدير المؤسسة الوطنية للمتاحف. واعتبر قطبي، الذي كان يتحدث يوم أمس الأربعاء، بمناسبة لقاء حول موضوع " سبل تعزيز ولوج المغاربة إلى الثقافة وجعلها رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية"، انعقد في العاصمة الرباط، أن هذا الإقبال يفسر " تعطش المغاربة للثقافة". وأبرز المتحدث، خلال هذا اللقاء الذي يأتي بمناسبة إعداد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لتقرير حول الاقتصاد والثقافة، أن هذه الأخيرة تشكل حاليا رافعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي". ويشكل متحف الثقافات المتوسطية بطنجة، الذي جرى إعادة افتتاحه مؤخرا بعد عمليات ترميم له، خزانة حقيقية لذاكرة تاريخية وحضارية تهم منطقة البحر الأبيض المتوسط، بكل ما شهدته من أحداث وثقافات طبعت مختلف العصور، بدء من عصور ما قبل التاريخ إلى غاية القرن العشرين الميلادي. وعلى مدى عدة سنوات، ظل هذا المتحف معروفا باسم "متحف القصبة"، نسبة إلى الحي العتيق الذي تتواجد فيه البناية المحتضنة له في قلب مدينة طنجة، وهي عباراة عن بناية تاريخية يعود بناءها إلى القرن السابع عشر الميلادي، وقد جرى إعادة ترميمه من طرف المؤسسة الوطنية المغربية للمتاحف وإعادة افتتاحه تحت اسم "متحف الثقافات المتوسطية". وبات المتحف في شكله الجديد يتميز، بعرض سينوغرافي يعكس مختلف الأدوار التي لعبتها منطقة البحر الأبيض المتوسط عبر تاريخها في ظل الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة. وأعطت عمليات ترميم المتحف، أهمية كبيرة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (حاملي الإعاقة)، على اعتبار أن المباني التاريخية على شاكلة المبنى المحتضن للمتحف، يصعب على أفراد هذه الفئة من المجتمع الولوج إليها، حسب مسؤولي المتحف.