استقبل متحف "الحضارات المتوسطية" بمدينة طنجة المغربية أعدادا كبيرة من المهتمين بتاريخ المدينة العريق، أمس الجمعة، وذلك بمناسبة إعادة افتتاحه بعد عمليات الترميم التي شهدها. ويصنف متحف "القصبة" للثقافات والحضارات المتوسطية، بطنجة، كإرث ثقافي أساسي وجزء من الذاكرة الجماعية للبحر الأبيض المتوسط، باعتباره واحدا من أقدم المؤسسات الثقافية، التي تشهد على ثراء وتنوع المنطقة المتوسطية، منذ تأسيسه سنة 1922. وقال مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المغربية، خلال مؤتمر صحافي، عقده مساء أول أمس الخميس، بمناسبة حفل الافتتاح، إن "عمليات الترميم التي خضع لها متحف ‘القصبة'، من شأنها أن تساهم في ضخ دماء جديدة في الحياة الثقافية بمدينة طنجة". وأضاف أن "افتتاح المتحف، الذي بات يحظى بسينوغرافيا جديدة، سيشكل فرصة أمام المغاربة والأجانب، للتعرف على فصول غنية من التراث الحضاري لمدينة طنجة، في إطار متحف ذي جودة عالية"، مؤكدا أن "تطوير هذا الصرح الثقافي ينسجم مع الأهداف الرامية إلى جعل الحوض المتوسطي فضاء للاحتفال بالفن والثقافة". من جهته، أبرز إبراهيم السالمي، محافظ متحف القصبة للثقافات والحضارات المتوسطية، أن الأشغال التي شهدها المتحف، شكلت تغييرا هيكليا، خاصة على مستوى المعرض، الذي أصبح يقدم نظرة تكميلية ودقيقة عن محاور البحر الأبيض المتوسط، وكذا الدور الذي لعبته مدينة طنجة بالمنطقة منذ مراحل ما قبل التاريخ إلى حدود أوائل القرن العشرين. وأشار السالمي إلى أن إعادة ترميم المتحف، أعطت أهمية كبيرة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تيسير الوصول لمرافق المتحف، على اعتبار أن المباني التاريخية، يصعب على أفراد هذه الفئة من المجتمع ولوجها. من جانبه، اعتبر عمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، أن افتتاح متحف "القصبة" للثقافات والحضارات المتوسطية في شكله الجديد، يأتي ليواكب التحولات العميقة التي تعرفها هذه المدينة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأضاف العبدلاوي، الذي كان من ضمن الحاضرين في احتفالية افتتاح المتحف، أن "هذا الصرح الثقافي يجسد التاريخ العريق لهذه المدينة، من خلال الوثائق والمجسمات التي يزخر بها، والتي يعود تاريخها إلى فترات مختلفة". وأشار إلى أن من المراحل التاريخية التي يوثقها المتحف "فترة العصر الحجري القديم، والحديث، بالإضافة إلى مختلف الحضارات التي تعاقبت على المدينة، مثل الحضارات الرومانية والبيزنطية والفنيقية، وكذا الفترة البرتغالية والأسبانية، ثم العصر الإسلامي"، مبرزا أنه "من النادر أن توجد مدينة في العالم بكل هذا الثراء التاريخي والثقافي الذي يميز مدينة طنجة". وحسب بيان للمؤسسة الوطنية للمتاحف المغربية، فإن "متحف "القصبة" للثقافات والحضارات المتوسطية، سيشهد بشكل تدريجي، إحداث مقاربة وسائطية فعالة تهدف إلى منح الزائر فهما أوسع لمحتوى المعارض، بالإضافة إلى الوسائل الكلاسيكية مثل بطائق المعلومات والنصوص الجدارية. ومن المتوقع أن يقدم المتحف لزواره معدات إعلامية حديثة مثل فضاء للوسائط المتعددة، عروض تفاعلية، فضاء تربوي، أنشطة ترفيهية، فضلا عن وثائق مخصصة لمختلف الشرائح العمرية للزوار، وجولات إرشادية ستنظم برفقة مرشدين محاضرين-مؤهلين، بحسب نفس المصدر.