ما تزال حالة من الترقب الحذر تخيم على الأجواء بمنطقة "بني مكادة"، بعد ساعات من نجاح قوات الأمن العمومية، في فض احتجاج ليلي نفذه عدد من ممتهني البيع الجوال، يقدمون أنفسهم كمتضررين من طريقة توزيع محلات سوق القرب بحي "أرض الدولة"، ما أسفر عن اعتقال عدد من المحتجين. وعاشت المنطقة، على إيقاع ليلة سمراء، نتيجة استمرار احتجاج عشرات من الأشخاص من خلال قطع الطريق في وجه حركة السير على مستوى شارع "مولاي علي الشريف"، للمطالبة من الاستفادة مما يعتبرونه حقا لهم في حيازة محلات تجارية بسوق القرب، المنتظر أن يتم افتتاحه يوم السبت المقبل، بتنظيم معرض يتوقع أن يشهد حضور شخصيات عمومية على المستوى المحلي. غير أن تعاطي السلطات المحلية مع احتجاج هؤلاء الأشخاص، جاء على شكل تدخل أمني في ساعة متأخرة من الليلة، أسفر عن تفريق المحتجين، بعد مناوشات محدودة بينهم وبين القوات العمومية، التي اعتقلت ما لا يقل عن أربعة أشخاص، بحسب الحصيلة التي تتوفر عليها جريدة طنجة 24 الإلكترونية. ومنذ الساعات الباكرة، فرضت السلطات الأمنية، عسكرة أمنية في محيط سوق "بني مكادة"، من خلال إنزال مكثف للقوات العمومية، تحسبا لتجدد أي احتجاجات يمكن أن تتطور إلى أعمال شغب، في ظل إصرار عدد من المطالبين بالاستفادة من محل تجاري، بخطواتهم الاحتجاجية. وكانت السلطات المحلية، قد قررت منذ الساعات الأولى ليوم الاثنين الماضي، إنهاء أي شكل من الأنشطة التجارية غير المهيكلة بالشارع العام، سواء على مستوى شارع "مولاي علي الشريف" أو شارع "مولاي سليمان"، الذين ظلا على مدى عدة سنوات تحت السيطرة المطلقة للباعة المتجولين، ما كان يؤدي في كثير من الأحيان إلى قطع حركة السير. وأثارت عملية توزيع المحلات التجارية بسوق القرب "أرض الدولة"، ردود أفعال مختلفة في صفوف سكان المنطقة والباعة المتجولين، حيث تتهم فئة من المواطنين رجال السلطة المحلية وأعوانها، بحرمان ممتهنين للبيع في الشارع العام، من حقهم في المحلات التجارية، في الوقت الذي استفاد فيه أشخاص من هذا الامتياز رغم أن نشاطهم في المنطقة لم يتعدى سوى بضعة أسابيع. من جانبهم، يؤكد سكان المنطقة، أن ظاهرة احتلال الملك العام على مستوى ساحة "تافيلالت" المتواجدة بشارع "مولاي سليمان"، قد عرفت استفحالا كبيرا خلال الأيام الأخيرة قبل ترحيل "الفراشة" المستفيدين من عملية إدماجهم في السوق المهيكل، عن الشارع، وذلك بسبب وفود أشخاص جدد، جلهم غرباء عن المنطقة والمدينة، يسعون للحصول على محلات تجارية.