بات مصير ساحة "الثيران"، الشهيرة أكثر بمدينة طنجة بتسمية "بلاصا طورو"، أكثر أمانا من الناحية النظرية على الأقل، مقارنة مع عدد كبير من المعالم التاريخية للمدينة، التي دكتها جرافات السلطات المحلية، والسبب هو تصنيفها في خانة المآثر التاريخية، مما يجنبها خطر الهدم من الناحية القانونية. وجاء تصنيف "بلاصا طورو"، في خانة المعالم الأثرية غير المسموح المساس بها، بمبادرة من مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، وهو عبارة عن مؤسسة تعنى بالترافع عن المعالم التاريخية والبيئية، الذي وجه ملتمسا في هذا الشأن إلى الأمانة العامة للحكومة، التي استجابت إلى الخطوة على اعتبار احترامها لكافة الإجراءات القانونية والمسطرية. مصدر جمعوي، ذكر في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن خطوة المرصد من شأنها أن تحول أمام أية أطماع من شأنها أن تؤدي إلى إعدام هذه المعلمة، التي يعود تاريخها إلى سنة 1950، خاصة وأن مشروع تصميم التهية الحضرية الموحد، الموضوع قيد النقاش، كان قد صنف الوعاء العقاري المحتضن حاليا لساحة "الثيران"، كفضاء تجاري. وكان مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، قد سجل إغفال مشروع التهيئة الحضرية، إغفال الطابع التاريخي لبعض البنايات و المناطق ك "فيلا هاريس" و"بلاصاطورو"، والعديد من المرافق الرياضية التاريخية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخ الذاكرة الجماعية للمدينة. حسب بيان سابق للهيئة لذات الهيئة الجمعوية. وكان والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، محمد اليعقوبي، قد وجه مراسلة إلى وزارة الثقافة، تتضمن طلبا لتصنيف أزيد من 15 معلمة تاريخية، كمآثر يمنع المساس، ضمنها منارة "كاب سبارطيل" التي يعود تاريخها إلى ازيد من 150 سنة، ولم يتم تصنيفها بالرغم من رمزيتها. وتقع حلبة الثيران بطنجة، فوق وعاء عقاري مساحته 21.540 متر مربع، ويضم أكثر من 11 ألف مقعد. وقد كلف بناؤها الذي انطلق خلال سنوات الأربعينات من القرن الماضي، ما يناهز 12 مليون "بسبطة" (العملة الإسبانية قبل اعتماد الأورو). ويسجل التاريخ، أن افتتاح حلبة الثيران في 27 غشت 1950، كان يوما استثنائيا في طنجة، بسبب توافد الآلاف على المدينة من مختلف مناطق العالم. حيث تشكلت طوابير طويلة، انطلاقا من وسط المدينة (ساحة 9 أبريل حاليا)، إلى حدود أبواب الحلبة.