- عصام الأحمدي: بعد مسلسل الانتقادات التي وجهتها فعاليات مدنية بطنجة، للمقاربة التي تعتمدها السلطات العمومية، في تدبير ملف المآثر التاريخية لمدينة "البوغاز"، لاحت بوادر تغير لافت في سياسة السلطات المحلية بشان هذا الملف، بعدما قامت ولاية طنجة بمراسلة وزارة الثقافة من أجل تصنيف مجموعة من المآثر التاريخية. وذكرت مصادر مطلعة، أن والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، محمد اليعقوبي، قد وجه مراسلة إلى وزارة الثقافة، تتضمن طلبا لتصنيف أزيد من معلمة تاريخية، كمآثر يمنع المساس، ضمنها منارة "كاب سبارطيل" التي يعود تاريخها إلى ازيد من 150 سنة، ولم يتم تصنيفها بالرغم من رمزيتها. وتأتي خطوة الولاية، الأولى من نوعها، في ظل استعداد فعاليات مدنية لصياغة مذكرة ترمي إلى تصنيف مدينة طنجة كتراث إنساني على غرار مدن مغربية عديدة استفادت من هذا الترميز سيساهم في النهوض بالمآثر التاريخية لمدينة البوغاز والحفاظ على الذاكرة الجماعية للمنطقة. وحسب مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، فإن الدعوة الى تصنيف مدينة طنجة كتراث إنساني يواكب ما تشهده المنطقة من تحولات تنموية جذرية وتعزيز البنيات التحتية السياحية والثقافية، وهو ما يتطلب في المقابل الاستفادة من مآثرها وإرثها الحضاري المتنوع كرافعة اساسية من رافعات التنمية ونقطة جذب سياحية مهمة. وأشار المرصد الى انه قرر تنظيم العديد من الانشطة والندوات الوطنية والدولية من اجل التعريف اكثر بالمؤهلات الثقافية والحضارية للمنطقة والترافع من أجلها لايلاء مزيد من الاهتمام بالمقومات التاريخية للمنطقة، وكذا تشبيك جهود المجتمع المدني والمؤسسات كل من موقعه الاعتباري للمحافظة على التراث الحضاري للمنطقة وتثمينه وتأهيل مآثرها وتحقيق التكامل والتناغم والالتقائية بين مختلف المشاريع التنموية. وأوصى المرصد بتعميم المعطيات والمعلومات لدعم الحكامة المحلية وتدبير الشأن العام المحلي، مؤكدا أن مطلب تصنيف طنجة كتراث عالمي انساني يتماشى أيضا وتنامي الوعي لدى ساكنة المنطقة والهيئات المنتخبة بأهمية هذا الموروث وكذا تحسن اداء مختلف المتدخلين في الشأن الثقافي والعمراني والحضاري.