"ليست هناك أي مشاكل مع المسيرات الاحتجاجية، لقد أصبحت أمرا عاديا ولم يعد هناك ما يدعو للقلق اتجاهها بعد أن ثبت أن السلمية هي أسلوب المتظاهرين."، هكذا عبر صاحب محل تجاري في بني مكادة معلقا على الحشود الكبيرة للمتظاهرين خلال مسيرة الأحد. هذا الموقف، حسب استطلاع ل "طنجة 24"، يتبناه العديد من أصحاب المحلات التجارية سواء في سوق حي بئر الشعيري أو سوق قيسارية الأزهر أو السوق النموذجي في بني مكادة. حيث أكدوا للموقع أنهم لم يعودوا يخشون من التأثيرات المزعومة على الحركة التجارية بسبب استمرار الوقفات والمسيرات الاحتجاجية التي تنظمها حركة 20 فبراير، وذلك رغم محاولة السلطات المحلية تأليب فئات من التجار على هذه الحركة.
محلات مفتوحة وباعة يفترشون الأرض وسط المسيرة
بالرغم من الحشود الكبيرة التي انطلقت من ساحة بني مكادة مرورا بشارع مولاي الشريف وشارع فلورانسيا، والذين يزخران بعدد كبير من المشاريع التجارية، فإن الحركة في هذين الشارعين ظلت عادية وكأن لا شيء يحدث، يقول صاحب ملبنة في المنطقة.
فالمحلات التجارية وحتى الفراشة في الشوارع، ظلوا يمارسون نشاطهم ومعاملاتهم بشكل عادي وسط هتافات المتظاهرين المنادية بالإصلاح والتغيير ، وهو ما يعني حسب العديد من المتتبعين أن حركة 20 فبراير ذات البعد الاجتماعي استطاعت أن تقنع جميع فئات المجتمع بسلميتها وبعدالة مطالبها المشروعة، المتمثلة في المطالبة بالكرامة والحرية والديمقراطية.
تجار ضمن المسيرة
"يا تجار بني مكادة، نحن أبناؤكم وإخوانكم وزبائنكم ومطالبنا هي مطالبكم"، هكذا هتف أحد نشطاء حركة 20 فبراير عبر مكبر الصوت في اللحظات الأولى لانطلاق المسيرة، مخاطبا تجار سوق بني مكادة الذي يعتبر واحد من أهم أسواق مدينة طنجة، حيث شرح موقف الحركة الحقيقي اتجاه التجار غير ما أرادت الآلة الإعلامية الرسمية توجيهه إلى الرأي العام، وطالبهم بتفهم مطالب شباب الحركة لأنهم جزء من المجتمع ولا يمكن أن يتسببوا في أية أضرار.
صرخة بدت مؤثرة للغاية، ويبدو أنها وجدت صدى لدى الكثير من التجار خصوصا من أرباب محلات السوق النموذجي، الذين شارك عدد منهم في المسيرة، مما يعني أن الرقم الضخم لعدد الموقعين على عريضة احتجاجية ضد حركة 20 فبراير من طرف من قالت التلفزة الرسمية إنهم تجار في سوق بني مكادة، يظل رقما مثيرا للعديد من المواقف أقلها السخرية.