بالضاحية الجنوبية لمدينة طنجة، بحي سيدي ادريس، يتوالى توافد شاحنات قادمة من مختلف مناطق المغرب، محملة بالمواشي استعدادا لعيد الأضحى المبارك لعام 1440. قطعان من الأغنام والماعز مختلفة الأحجام والأعمار متوقفة هناك وهناك، على مقربة منهم يوجد باعة الفحم والأعلاف وأدوات النحر والشواء، وينتظر الباعة بصبر وأناة أن يجود عليهم الوقت بزبون جاء لهذه الأرض الخلاء الموجودة بين مدينة طنجة وجماعة اجزناية، والتي خصصتها جماعة طنجة لبيع أضاحي العيد. ** عرض وفير وأسعار مناسبة ** وقال علي، كساب قادم من جهة بني ملال – خنيفرة ، لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “اختار هذه السنة مدينة طنجة لبيع قطعانه من الماشية”، موضحا أنه لحد أمس الخميس “الإقبال ما زال ضعيفا … يتوافد الناس فقط للاستفسار عن مستوى الأسعار ولمعرفة أحوال السوق”. ولتزامن العيد مع فترة الاصطياف، ما زالت العديد من الأسر تكابد لتدبر سعر الأضحية، بينما تؤخر أخرى شراء الأضحية إلى قبيل العيد، أملا في تراجع الأسعار، لكن البعض يرى أن الأسعار الحالية مناسبة والعرض وفير ويلائم كل شرائح الزبائن. من بين هؤلاء زهير، شاب طنجاوي اقتنى للتو جديا، والذي يؤكد حسب معاينته الشخصية بعد جولة في السوق، أن “العرض جيد، ويستجيب لرغبات كل الزبائن، فقراء وأغنياء، كل حسب قدرته الشرائية”، منوها ب “الكسابة ولاد الناس ممن يراعون الأحوال المادية للزبائن”. ويتفق الكساب المختار، القادم من ميدلت، مع ملاحظة زهير، موضحا وهو يداعب عنق خروف، أن ثمن الأضحية، عموما، يتراوح بين ألف و 3 آلاف درهم، مبرزا أن حال السوق “مزيان” والأضاحي تتميز بجودة جيدة وبسعر معقول بالنسبة للزبائن. عن مستوى الإقبال، أشار أحد الكسابة إلى أن “الاقبال لا زال ضعيفا، لكن نتوقع أن يرتفع الطلب مع اقتراب العيد، بشكل خاص 3 أيام قبل العيد”، منتقدا تواجد السوق في مكان بعيد عن وسط المدينة ما يحد من تنقل الزبائن. بسوق سيدي إدريس، تعرض للبيع مختلف أنواع سلالات الأغنام بالمغرب، من بينها على الخصوص “السردي” و “بني كيل” و”تمحضيت”، إلى جانب بعض سلالات الماعز المحلي الموجود بسلسلة جبال الريف. وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قد أفادت بأن العرض المرتقب يتجاوز الطلب بأكثر من 40 في المائة، إذ يناهز 5ر8 مليون رأس، منها 3ر4 مليون رأس من ذكور الأغنام، و8ر2 مليون رأس من إناث الأغنام، و4ر1 مليون رأس من الماعز، بينما الطلب لن يتجاوز 4ر5 مليون رأس، منها 5 مليون رأس من الأغنام، و460 ألف رأس من الماعز. ** تنظيم البيع وتقنين المهن الموازية ** ردا على انتقادات بعض الكسابة، أوضحت جماعة طنجة أمس الخميس بأن قرارها السابق لتخصيص القطعة الأرضية الواقعة بمنطقة أحرارين – سيدي إدريس – بصفة مؤقتة لاستقبال وبيع الماشية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، جاء بسبب “عدم جاهزية” سوق الماشية المزمع إحداثه مستقبلا، وما تقتضيه عملية الاستعداد لعيد الأضحى من ترتيبات أمنية وصحية ولوجستيكية. وتنفيذا للقرار البلدي المتعلق بنظام الصحة لمدينة طنجة، “منعت جماعة طنجة، بشكل كلي، بيع الماشية خارج هذا السوق أو بالمستودعات والمخازن حفاظا على نظافة المدينة وجماليتها”. كما قررت جماعة طنجة منع شي رؤوس الأضاحي، الخدمة المعروفة محليا باسم “الفراوة”، بمختلف الشوارع والأزقة والطرقات بمدينة طنجة، ليستدرك عمدة المدينة، محمد البشير العبدلاوي، موضحا أن “المنع ليس مطلقا، بل يبقى أمر تنزيله للسلطات المحلية بالأماكن التي يمكنها استقبال هذا النشاط”. في هذا السياق، تواصلت جماعة طنجة مع غرفة الصناعة التقليدية لدعوة مهنيي الحدادة قصد التعبئة وتأطير عملية شي رؤوس الأضاحي بصفة استثنائية وفق معايير مضبوطة من بينها احترام المساحة المرخصة وعدم غلق الممرات، وعدم تشغيل الأطفال الصغار، واستعمال النار بطريقة معقلنة، وتنظيف المكان بعد الانتهاء من مزاولة النشاط وجمع كل المخلفات والأزبال. وأشارت الجماعة إلى أن هذه الإجراءات تندرج ضمن “الصلاحيات المخولة لرئيس المجلس الجماعي في ميدان الشرطة الإدارية”، وجاءت حرصا على نظافة الشوارع والأزقة والطرقات وضمان أمن وسلامة المرور والصحة العمومية، وتفادي تراكم الأزبال التي تخلفها ظاهرة شي رؤوس الأضاحي. ويكتسي العيد بمدينة طنجة هذا العام نكهة خاصة، إذ يتزامن من ذروة فترة الاصطياف، وهي الفترة التي تعرف فيها مدينة البحرين توافدا كبيرا للمصطافين من داخل وخارج المغرب، قد يحده هذا العام رغبة العديد من الزوار للمكوث في مدنهم، في انتظار مرور فترة الأعياد.