أجمع مربو الماشية على أن أثمنة الأضاحي تبقى في المتناول، على أساس أنها تتراوح بين ألف وأربعة آلاف درهم، مرجعين سبب الأسعار المناسبة لأضحية العيد إلى وفرة العرض، فيما توقع البعض أن يرتفع الطلب والأسعار مع اقتراب يوم العيد، نظرا لما تعرفه هذه الفترة من إقبال للموظفين على شراء أضحية العيد، لكن تخضع أثمنة أضاحي العيد بجهة فاس بولمان عموما لقانون العرض والطلب، وتختلف حسب الجودة والصنف والسلالة وسن الأضحية، وكذلك حسب المناطق ومكان البيع و كذا الفترة التي تفصل عن يوم العيد، حيث تبقى جودة الأضحية بفاس ونواحيها مرضية، حسب بلاغ صادر عن المديرية الإقليمية للفلاحة لجهة فاس بولمان، توصلت «الجريدة» بنسخة منه، نظرا لعمليات التسمين المكثفة والمجهودات التي يبذلها مربو الماشية والمهنيون لتحسين طرق تربية وتدبير القطيع وإعداد الأضاحي، فضلا عن تنفيذ حملات التلقيح التي تقوم بها المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. كما أن الظروف المناخية الملائمة التي ميزت الموسم الفلاحي الماضي ساعدت في تحسين جودة القطيع وتحسين صحته، حيث ساهمت التساقطات المطرية الكثيفة في توفير موارد كلئية مهمة وغطاء نباتي كاف على مستوى المراعي الأساسية بجهة فاس بولمان، كما هو الشأن بالنسبة لإقليمي صفرو وبولمان، اللذان يشكلان الخزان الرئيسي للجهة من أضاحي العيد. ونظرا للوفرة المتوفرة بالمنطقة لهذا المنتوج الحيواني، التجأ مربو الأضاحي بجهة فاس بولمان لتصريف فائض منتوجهم بأسواق الجهات الأخرى، بعدما فضل عدد من سكان مدينة فاس شراء أضحية العيد مباشرة من المربين والكسابة بالمناطق القروية، حيث يتم ترك الأضحية لدى المربي إلى أن ينقلها صاحبها إلى منزله خلال اليوم الذي يسبق العيد، وذلك لافتقار أغلب المنازل والأحياء بمدينة فاس إلى مكان مخصص للاحتفاظ بأضحية العيد خلال الفترة التي تسبق موعد نحرها. للإشارة، يعتبر عيد الأضحى فرصة لتحسين دخل الفلاحين ومربي الأغنام والماعز بجهة فاس بولمان. ومن المرتقب أن يفوق رقم المعاملات الناتج عن ترويج القطيع المخصص للعيد بجهة فاس بولمان 500 مليون درهم، حسب مصالح المديرية الجهوية للفلاحة لفاس بولمان، إذ يتم تحويل مجمل المبالغ التي تتأتى من بيع الأضاحي إلى العالم القروي، مما سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بهذه المناطق وسيمكن الفلاحين من مواجهة مصاريف الموسم الفلاحي الحالي، حيث أعلنت المديرية الجهوية للفلاحة لفاس بولمان أن موفور العيد من الأضاحي بالجهة يناهز 430 ألف رأس، منها 330 ألف رأس من الأغنام و100 ألف رأس من الماعز، وهو ما يفوق حاجيات الجهة من الأضاحي التي تقدر ب370 ألف رأس. من جهة أخرى، يعيش مربو الماشية بنواحي تاونات وتحديدا بتراب جماعة كلاز، على وقع القلق والهلع جراء نفوق أعداد مهمة من رؤوس أغناهم، بما فيها رؤوس الأضاحي التي كانت معدة للبيع بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث أشارت بعض المصادر، الى أنه تعرض عدد من رؤوس المواشي ببعض الدواوير (الحجوج وآزور وحجر طنبل)، للإصابة بما يشتبه فيه بأن يكون مرض اللسان الأزرق، حيث فقد «الكسابة» قطيعهم، جراء انتشار هذا المرض، دون تدخل من الجهات المعنية لوقف هذا النزيف الذي لا زال يأتي على ما تبقى لديهم من خرفان ونعاج وأضاحي العيد التي كانت معدة للغرض الشخصي أو للبيع بالأسواق، مما جعل بعض المتضررين يحملون تبعات هذا المرض إلى إدارة الجماعة القروية التي تفتقد للمصلحة البيطرية التي من شأنها التدخل في مثل هذه الحالات، كما أن أقرب مصلحة بيطرية لهم والتي كانت متواجدة بمركز الوردزاغ قد أغلقت أبوابها قبل سنين عديدة بعد أن أحيل التقني البيطري بها ومساعده على التقاعد دون أن يتم تعويضهما بأطر بيطرية جديدة، وهو ما يجعل المربين يكتفون بالتوجه إلى الصيدليات لشراء بعض الأدوية الحيوانية.