– زكرياء العشيري: تجددت عمليات تدنيس للمقبرة المسيحية في منطقة "بوبانة" بمدينة طنجة، حيث تعرض عشرات المراقد إلى عملية عبث واسعة، أثارت حفيظة عدد من المواطنين الأجانب المقيمين في مدينة البوغاز وتكررت نفس المشاهد البشعة لعمليات اعتداء سابقة على المقبرة، حيث تمت ملاحظة بقايا توابيت وشواهد محطمة، كما لم تسلم جثث الموتى من عبث الجناة المفترضين، الذين عمدوا إلى استخراج رفات بعض الجثامين المدفونة في هذه المقبرة، مما أدى إلى تناثر بقايا عظام في محيط هذه المراقد. وتعتبر هذه الجريمة، الثالثة، حيث سبق للمقبرة الأجنبية، أن تعرضت خلال مارس الماضي إلى عملية مماثلة، وقبلها في أبريل من سنة 2014، حيث استهدفت هذه الاعتداءات المتكررة، المئات من مراقد المسيحيين واليهود المدفونين بها. وترجح التحقيقات الأمنية أن تكون هذه الأفعال الإجرامية، بدافع السرقة، بالنظر إلى اختفاء كميات كبيرة من أحجار المرمر والرخام الغالية الثمن. وفي مطلع سنة 2013، تعرضت المقبرة أيضا لجريمة نبش أخرى، كشفت التحقيقات الأمنية على إثرها تورط حارس المقبرة، الذي تم العثور داخل مسكنه على عدد من قطع المرمر والرخام المسروقة. ويطرح تكرار مثل هذه الحوادث، الكثير من التساؤلات حول دور الجهات المختصة في حماية المقابر وضمان عدم انتهاك حرمتها، في مدينة احتضنت على مر تاريخها مختلف الأجناس والديانات، التي تعايشت في هذه المدينة وسط أجواء من التسامح واحترام الآخر، سواء الأحياء منهم والأموات. كما يسائل تكرار هذه الحوادث كذلك، وعودا سبق للمجلس الجماعي السابق، أن قدمها لتمثيليات أجنبية، بتوفير الحماية الأمنية للمقبرة، وتشمل وضع كاميرات ووسائل تقنية حديثة، مع تشديد الحراسة بالمقبرة، من أجل تفادي تكرار الاعتداءات على هذه المقابر.