– متابعة: لم يجد مسؤولو مدينة طنجة، مخرجا من الحرج الذي أوقعهم فيه تكرار الاعتداءات على مراقد المسيحيين في مقبرة "بوبانة"، إلا الإعلان في حضرة القنصلين الفرنسي والإسباني، عن خطة لوضع كاميرات ووسائل تقنية حديثة، مع تشديد الحراسة بالمقبرة، من أجل تفادي تكرار الإعتداءات على هذه المقابر. ويبدو أن وقع الحرج كان قويا جدا هذه المرة على المسؤولين المنتخبين، على إثر صور صادمة نشرتها صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، لعملية نبش جديدة تعرضت لها مقبرة "بوبانة" الأسبوع الماضي، مما يفسر قيام العمدة فؤاد العماري، على نحو عاجل، على رأس وفد يمثل مدينة طنجة، بزيارة إلى القنصليتين الفرنسية والإسبانية، من أجل تقديم الاعتذار للمسؤولين الديبلوماسيين، عما حدث. وحرص عمدة المدينة، خلال لقائه بالقنصلين، على التأكيد أن السلطات العمومية بطنجة، ستعمل ما بوسعها حتى لا تتكرر أعمال تدنيس مقابر المسيحيين الراقدين في مقبرة بوبانة، من خلال مضاعفة الحراسة على هذه المقبرة، واستعمال كاميرات حديثة وإضاءة كاشفة، من شأنها أن تساعد على رصد اي تحرك لجناة مفترضين، والتدخل في الوقت المناسب. وتجددت عمليات تدنيس للمقبرة المسيحية في "بوبانة"، مجددا يوم 10 مارس الجاري، حيث تعرض 35 مرقدا إلى عبث واسعة طالت عدة مراقد للأجانب، حيث تمت ملاحظة بقايا توابيت وشواهد محطمة، كما لم تسلم جثث الموتى من عبث الجناة المفترضين، الذين عمدوا إلى استخراج رفات بعض الجثامين المدفونة في هذه المقبرة، مما أدى إلى تناثر بقايا عظام في محيط هذه المراقد. وتعتبر هذه الجريمة، الثانية من نوعها خلال السنة الجارية، حيث سبق للمقبرة الأجنبية، أن تعرضت خلال أبريل من السنة الماضية إلى عملية تخريب مماثلة، استهدفت نحو 700 قبرا من مراقد المسيحيين واليهود المدفونين بها، حيث رجحت التحقيقات الأمنية أن يكون ذلك الفعل الإجرامي الخطير، بدافع السرقة، بالنظر إلى اختفاء كميات كبيرة من أحجار المرمر والرخام الغالية الثمن. وفي مطلع سنة 2013، تعرضت المقبرة أيضا لجريمة نبش أخرى، كشفت التحقيقات الأمنية على إثرها تورط حارس المقبرة، الذي تم العثور داخل مسكنه على عدد من قطع المرمر والرخام المسروقة. ويطرح تكرار مثل هذه الحوادث، الكثير من التساؤلات حول دور الجهات المختصة في حماية المقابر وضمان عدم انتهاك حرمتها، في مدينة احتضنت على مر تاريخها مختلف الأجناس والديانات، التي تعايشت في هذه المدينة وسط أجواء من التسامح واحترام الآخر، سواء الأحياء منهم والأموات.