– متابعة: تعرضت عشرات المراقد بالمقبرة المسيحية في مدينة طنجة، إلى عملية نبش وإتلاف لمحتوياتها، في الوقت الذي لم تتضح فيه ملابسات هذا العمل الإجرامي، في الوقت الذي لم ترد فيه السلطات المحلية المختصة أي موقف من هذا الحادث. ووقفت "طنجة 24"، خلال معاينة لها بهذه المقبرة المتواجدة بمنطقة "بوبانة"، على عملية عبث واسعة طالت عدة مراقد للأجانب، حيث تمت ملاحظة بقايا توابيت وشواهد محطمة، كما لم تسلم جثث الموتى من عبث الجناة المفترضين، الذين عمدوا إلى استخراج رفات بعض الجثامين المدفونة في هذه المقبرة، مما أدى إلى تناثر بقايا عظام في محيط هذه المراقد. وحسب مصادر جمعوية تعنى بحماية التراث، فإن هذه الجريمة الجديدة، قد أضرت ب 35 مرقدا من المراقد الموجودة بهذه المقبرة، التي مراقد لأجانب من مختلف الجنسيات في العالم، إضافة إلى قبور يهود مغاربة. ولم يتسنى لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، الوقوف على أي معطى يتعلق بملابسات هذا الحادث، بسبب عدم إفصاح السلطات المختصة عن أي معطيات، مكتفية في رد مصادر مسؤولة منها بالقول إنها لم تتلقى أي شكاية أو إشعار بوقوع عملية تخريب للمقبرة. وتعتبر هذه الجريمة، الثانية من نوعها خلال السنة الجارية، حيث سبق للمقبرة الأجنبية، أن تعرضت خلال أبريل من السنة الماضية إلى عملية تخريب مماثلة، استهدفت نحو 700 قبرا من مراقد المسيحيين واليهود المدفونين بها، حيث رجحت التحقيقات الأمنية أن يكون ذلك الفعل الإجرامي الخطير، بدافع السرقة، بالنظر إلى اختفاء كميات كبيرة من أحجار المرمر والرخام الغالية الثمن. وفي مطلع سنة 2013، تعرضت المقبرة أيضا لجريمة نبش أخرى، كشفت التحقيقات الأمنية على إثرها تورط حارس المقبرة، الذي تم العثور داخل مسكنه على عدد من قطع المرمر والرخام المسروقة. ويطرح تكرار مثل هذه الحوادث، الكثير من التساؤلات حول دور الجهات المختصة في حماية المقابر وضمان عدم انتهاك حرمتها، في مدينة احتضنت على مر تاريخها مختلف الأجناس والديانات، التي تعايشت في هذه المدينة وسط أجواء من التسامح واحترام الآخر، سواء الأحياء منهم والأموات.