– عصام الأحمدي: بعد حالة التردي الامني الكبيرة التي عرفتها طنجة في الايام القليلة، والتي كانت ارهاصتها الاولى قد بدأت في شهر رمضان الماضي، خرج الطنجاويون عن صمتهم للتعبير، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن تنديدهم واستنكارهم بهذه ولهذه الحالة التي لم يسبق أن عاشوها في مدينتهم الوادعة. رسومات وصور وكتابات عديدة ومختلفة كلها تعبر عن الاستنكار لهذا الوضع الامني المخيف التي اصبحت المدينة تعيشه، وكان أخر هذه الانشطة ظهور هشتاغ على موقع "الفايسبوك" يحمل اسم "بغينا الأمن في طنجة"، ومن خلال اسم هذا الهشتاغ تُعرف الحكاية برمتها. فصفحات كثيرة وحسابات أكثر كلها تطالب بالامن ولا شيء غيره، في ظل هذا الانفلات غير المسبوق للأمن والامان، في هذه المدينة ذات التاريخ العريق مع الهدوء والاطمئنان، قبل أن تتحول في رمشة عين إلى مدينة الدم، حيث يراق كل يوم في سرقات واعتداءات وشجارات صارت تحدث يوميا وكأن لعنة أصابت مدينة البوغاز. حتى الناشطون وبعض نخبة المدينة كان لها دورها ورأيها في التعبير عن استنكارها لهذا التراجع الامني الذي أزهق أرواحا عديدة منذ انطلاق موسم الصيف، منهم من يدعو إلى تكثيف الجهود بين الجميع سواء بين المواطنين أو بين ومع المصالح الامنية، فيما اخرون يرون أن المصالح الامنية هي السبب في هذا التراجع وتتحمل مسؤوليتها وحدها. عبد الواحد استيتو الكاتب والصحفي الطنجاوي صرح عبر حسابه على الفايسبوك ما مفاده أن المصالح الامنية لا تتحمل وحدها كامل المسؤولية نظرا لصعوبة مهمة فرض الامن، قائلا أن التعاون بين المواطنين أنفسم، ثم المجتمع المدني ورجال الأمن، أصبح ضرورة ملحة ، كل من موقع مسؤوليته. الناشط الجمعوي عبد الواحد بولعيش عبر عن استغرابه الشديد للاعتداءات المسلحة والسرقات التي تحدث كل يوم بطنجة، مشيرا في هذا السياق إلى ظاهرة بروز الاسلحة الخطيرة التي لم تكن تظهر إلا في الافلام حسب المتحدث، كسيوف الساموراي، داعيا إلى تكثيف الجهود للتنديد بهذا الانفلات الامني الخطير حتى يصل صوت التنديد إلى أعلى الجهات. ومن جهته، حمل الفاعل الجمعوي المختار العروسي، المسؤولية للسلطات الأمنية بالمدينة وكل المسؤولين الذين يسيرون شؤون المدينة على هذا الوضع الامني المتردي في الاونة الاخيرة حيث "صرخ" قائلا "اش هد شي لواقع فطنجة الكبرى و لا ما نعرف اشنو كسميوها، يوميا القتل والسيوف وتهديدات والإختطافات، وفينك الأمن وفينك الوالي وفينك العمدة وفينكم اسمسارة ديال البشار والإنتخابات فينكم النقابات والاحزاب والجمعيات الحقوقية، واش بغيتونا نخويو هاد المدينة ..". فيما تسائل الناشط الاعلامي مراد بنعلي على هذه الصيغة "طنجة تعيش على إيقاع الجرائم المختلفة كل لحظة، قتل وترويع، استخدام للسيوف وضرب وتجريح، تحرش شامل بخلق الله، وآخرون أطلقوا العنان لإحياء عصور "السيبة"....، والسؤال من له المصلحة في تحويل عروس الشمال إلى "مندبة" تعيش جنائز مستمرة؟؟". ولم يتوقف الحديث فقط عن الانفلات الامني لدى عموم الطنجاويين الذين أدلوا بدلوهم في هذه القضية التي تعتر قضية الساعة في المدينة الان، بل طال الحديث تجارة المخدرات وعدد من الظواهر الاخرى التي تقف وراء –حسب رأي هؤلاء- هذا الانفلات الامني الخطير الذي يكبر كل يوم مع مشروع "طنجة الكبرى". لكن يبقى الان اهم مطلب لدى هؤلاء النشطاء الذين تكلموا بلسان جميع أهل هذه المدينة هو توفير الامن واعادة الطمأنينة إلى نفوس المواطنين، وتوقيف جميع المجرمين وقطاع الطرق الذين تسببوا في جعل مدينة طنجة تحت رحمة سيوفهم وتتخبط في برك عديدة من الدم في الاونة الاخيرة.